جهويات

تنبيهات من “اختناق” القطاع السياحي بـ”هوليود إفريقيا” ودعوات لاستدراك الأزمة

تنبيهات من “اختناق” القطاع السياحي بـ”هوليود إفريقيا” ودعوات لاستدراك الأزمة

على الرغم من حديث الحكومة عن انتعاش النشاط السياحي في المغرب وتعافيه من التحديات التي خلفها فيروس كورونا خلال السنوات الأخيرة، لايزال القطاع السياحي بمدنية ورزازات، باعتباره أحد أبرز الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة، يغرق في الأزمات بشكل يرهن مستقبله بالغموض والتهديد بسبب استمرار تراجع أعداد السياح وليالي المبيت ومشاكل الربط الجوي بالإضافة إلى أزمة القطاع الفندقي.

وتهدد هذه التحديات المؤرقة التي تواجهها “هوليود إفريقيا” قطاع حيوي (القطاع السياحي) بحكم تشغيله لعدد كبير من مواطني أقاليم الجنوب الشرقي إلى جانب تحريكه لقطاعات آخرى وعلى رأسها قطاع النقل والقطاع الفندقي ومساهمته في نسب التنمية “المحتشمة” التي تسجلها المدينة (ورزازات) والجهة بشكل عام (درعة تافيلالت).

الزبير بوحوت، خبير في الشأن السياحي، نبه إلى تأثير “التراجع الحاد في القطاع السياحي بمدينة ورزازات رغم الانتعاش الوطني”، مبرزا أن “هذا التراجع يتواصل بشكل ملحوظ في النشاط السياحي خلال عام 2024، في ظل تحديات هيكلية وأزمات في قطاع النقل الجوي. ورغم الجهود الوطنية لدعم القطاع السياحي”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة”مدار21″ الالكترونية، أن “مدينة ورزازت من بين المدن التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في عدد الوافدين وليالي المبيت في الـ8 أشهر الأولى من سنة 2024 مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023، مما يثير القلق حول مستقبلها كوجهة سياحية رئيسية في المملكة”.

ووفقًا للمرصد المغربي للسياحة، فقد سجلت ورززات انخفاضًا بنسبة 20 في المئة في عدد الوافدين السياحيين في 2024 مقارنة بالعام السابق، مؤكداً تراجع في الليالي السياحية بنسبة 11 في المئة بين يناير وغشت 2024، ما اعتبره بوحوت “انعكاس للتحديات الكبرى التي تواجه المدينة التي كانت تعد واحدة من الوجهات الأكثر جذبًا للسياح، لا سيما في مجالات السياحة الثقافية والسينمائية”.

وفي ما يرتبط بأسباب هذا التراجع، اعتبر المتحدث ذاته أنه مرتبط بـ”مشاكل هيكلية وضعف الربط الجوي”، مشيرا في هذا الصدد إلى “المشاكل الهيكلية التي تعاني منها المدينة، بما في ذلك سوء التدبير المحلي وضعف التزام المسؤولين بتطوير البنية التحتية السياحية”.

وأورد بوحوت أن “ضعف النقل الجوي يساهم أيضا في تقليص تدفق السياح”، لافتا إلى أنه “بخلاف التقدم الذي أحرزته بعض المدن المغربية في تحسين الربط الجوي، تظل ورززات تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال”، مضيفا أن “ممر تيشكا الذي يعتبر من أصعب وأخطر الممرات في المغرب يزيد من تعقيد إمكانية الوصول إلى هذه المدينة الجوهرة”.

وعلاقةً بالقطاع الفندقي بالمدينة، اعتبر المهتم بالشأن السياحي أنه “يواجه أزمة مالية خانقة”، منبهاً إلى “تراكم الديون على العديد من الوحدات الفندقية، مما أدى إلى إغلاق البعض منها، وهو ما زاد من تفاقم الوضع السياحي مع تراجع في الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات”.

وعلى خلاف التراجع الذي تشهده ورزازات كوجهة سياحية. يعيش القطاع السياحي، في المقابل، تحسنا ملحوظا على المستوى الوطني، وفق المرصد المغربي للسياحة، حيث شهدت العديد من المدن المغربية زيادة كبيرة في أعداد الوافدين والسياح الدوليين.

وبلغة الأرقام، سجل المرصد المغربي للسياحة زيادة عدد لسياح في مراكش بنسبة 71 في المئة خلال شتنبر 2024 مقارنة بنفس الشهر في 2023، فيما شهدت أكادير نموًا بنسبة 46 في المئة، وهو ما يعكس الطلب القوي على الوجهات السياحية في هذه المدن.

وعن المناطق المتأثرة من الزلزال، فقد أفادت المعطيات ذاتها “التحسن التدريجي للسياحة في مناطق الحوز”، مبرزةً أنها “تشهد انتعاشًا جزئيًا، مع زيادة بلغت 16 في المئة في عدد الوافدين إلا أنه رغم هذا التحسن، تظل المنطقة بعيدة عن مستوياتها السياحية السابقة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية”.

وبالعودة إلى مدينة ورززات، لفت بوحوت إلى أنها “تحتاج إلى استراتيجيات واضحة لإعادة التأهيل”، مؤكدا أنه “رغم وجود برامج حكومية لتطوير القطاع السياحي، إلا أن العديد من المبادرات لا تكتسي الطابع الجدي والفعالية الكافية لتحقيق نمو واضح و مستدام. فالوضع لا يزال يتطلب إصلاحات شاملة وإرادة محلية قوية لتحقيق نهضة سياحية حقيقية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News