من الأصول إلى الأفول..باحث يتتبع تاريخ “خطارات مراكش”
أصدر الباحث في الجيولوجيا والهندسة البيئية للمناطق القاحلة وشبه القاحلة، عبد الرزاق نهيض، كتابا جديدا بعنوان “خطارات حوز مراكش .. الماضي، الحاضر والمستقبل” يتتبع فيه تاريخ هذه الأنظمة المائية من الأصول مرورا بالانتشار ثم الأفول، ليقترح حلولا لرد الاعتبار لها.
ويرى مؤلف الكتاب أن الخطارات تشكل تراثا لاماديا ومهارة ذكية أصيلة في تصريف المياه الباطنية التي لعبت عبر التاريخ، دورا هاما في تنمية المدينة الحمراء وواكبت ازدهارها التاريخي.
ويعتبر نهيض، وهو أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن هذه التقنية التقليدية لتعبئة المياه الباطنية (خطارات) برهنت خلال القرون الماضية، عن استخدام مستدام للماء وتدبير مندمج لهذا المورد الحيوي.
وتوجد حاليا ثلاث منشآت لخطارات تشتغل بشكل رمزي، فيما كانت مدينة مراكش تضم في السبعينيات من القرن الماضي، حوالي 567 خطارة، من ضمنها 500 خطارة عملية.
وكانت منطقة الحوز تضم حوالي 130 ساقية وخطارة خلال بداية القرن الماضي، مكنت من سقي أزيد من 150 ألف هكتار من الأراضي. ويؤشر اختفاء الخطارات للانتقال السوسيو-اقتصادي نحو نمط حياة حديث (الآبار والمضخات)، ومعها التقنيات التقليدية لاقتصاد المياه، والتي أدت إلى استغلال مفرط للفرشة الماشية بالحوز.
ويشكل هذا الكتاب، الواقع في 288 صفحة، مساهمة تحاول الإجابة عن مختلف القضايا المتصلة بخطارات حوز مراكش سواء تعلق الأمر بأصولها أو بروزها أو تطورها أو خصائصها ودورها وأفولها، ثم اقتراح آفاق تمكن من رد الاعتبار لها.
