اتهامات “بالعنصرية” ومطالب بالتحقيق.. تصاعد التوتر بعد مباراة اتحاد طنجة والوداد

لم تنتهِ مباراة اتحاد طنجة والوداد الرياضي التي أُقيمت، مساء السبت، ضمن الجولة العاشرة من البطولة الاحترافية بالتعادل المثير 2-2، بل امتدت تداعياتها إلى خارج المستطيل الأخضر، إذ يُتوقع أن تفتح الجامعة تحقيقًا في الأحداث التي تلت صافرة النهاية.
وعبر مدرب الوداد الرياضي، الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، في تصريحات عقب المباراة عن استيائه الشديد من الإهانات اللفظية التي تعرض لها خلال اللقاء.
وأوضح موكوينا أن طاقمه الفني شهد تلك الإهانات وتدخل للدفاع عنه، مضيفًا: “أنا في بلد يحترم الأجانب ويرحب بهم، ويحب كرة القدم ويقدر قيمها، ويجب أن يسود الاحترام في الملاعب”.
ومن جانبه، تناول مدرب اتحاد طنجة، هلال الطير، في تصريح صحافي الأحداث قائلاً: “كنت أرغب في إلقاء التحية على موكوينا بعد نهاية المباراة، لكنني رأيته يتحدث إلى بعض الأشخاص، ولا أتوفر على حقائق عما حصل بالضبط”.
وأردف هلال الطير: “لا يوجد عندنا أشخاص عنصريين في طنجة، سأبحث في الأمر، وإذا ثبت ذلك، سيتم إعلامكم بالقرارات المتخذة”.
وفي السياق ذاته، أصدر نادي اتحاد طنجة بيانًا يوم الأحد، استنكر فيه ما وصفه بالاعتداء غير المبرر الذي تعرض له أحد أفراده من قبل عناصر محسوبة على الوداد، مطالبًا بفتح تحقيق لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
وجاء في البيان: “يعبر نادي اتحاد طنجة لكرة القدم عن استنكاره وأسفه الشديدين لما تعرض له أحد أفراد طاقم فريقنا من اعتداء غير مبرر على يد أفراد محسوبة على نادي الوداد الرياضي، عقب نهاية المقابلة التي أُقيمت يوم السبت 9 نوفمبر 2024 بملعب العربي الزاولي”.
وأضاف البيان: “نعتبر هذا التصرف بعيدًا كل البعد عن الروح الرياضية والقيم التي يجب أن تسود في الوسط الرياضي. ما حصل يعد إساءة لجميع الأطراف وللمنافسة الشريفة، ويعكس صورة سلبية عن الرياضة التي نحرص على أن تكون مجالًا للتعاون والاحترام والتآخي بين الجميع”.
وختم: “ندعو الجهات المعنية للتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلًا، ونؤكد التزامنا بنشر ثقافة الاحترام المتبادل وروح المنافسة الشريفة، ونسعى لبيئة رياضية آمنة خالية من السلوكيات السلبية”.
وفي المقابل، أصدر الوداد الرياضي بلاغا عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” أشار فيه إلى أن مدربه موكوينا تعرض لإهانات عنصرية من قبل أحد أعضاء طاقم اتحاد طنجة الذي لم يكن ضمن الطاقم المتواجد على أرض الملعب، موضحًا أن تلك الإهانات كانت سببًا في اندلاع مناوشات بين اللاعبين.
وجاء في البلاغ: “يعرب نادي الوداد الرياضي عن إدانته الشديدة للأحداث المؤسفة التي تلت صافرة نهاية المباراة التي جمعت فريقنا بنادي اتحاد طنجة”.
وتابع البلاغ: “تعرّض مدربنا السيد موكوينا لتصرفات عنصرية غير مقبولة من قبل أحد أعضاء طاقم نادي اتحاد طنجة، الذي دخل الملعب بعد انتهاء المباراة، حيث أدت كلماته النابية والعنصرية بحق المدرب إلى نشوب مناوشات بين اللاعبين”.
وأضاف: “يستنكر نادي الوداد الرياضي محاولة نادي اتحاد طنجة تحويل الأنظار عن هذا السلوك العنصري بتوجيه الرأي العام نحو أمور أخرى وتجاهل جوهر المشكلة المتمثل في التصرفات غير الأخلاقية الصادرة عن أحد أفراده”.
وختم البلاغ بالقول: “نعتبر هذه المحاولات هروبًا من المسؤولية وتتعارض مع القيم الرياضية التي يجب أن تجمع بين الأندية في منافسة شريفة. ونؤكد أن الوداد الرياضي رحّب بفريق اتحاد طنجة ومسؤوليه بشكل استثنائي، واستجاب لجميع مطالبهم بكل احترام وكرم”.
وأكد الوداد: “إن المغرب كان دائمًا وسيبقى أرضًا للضيافة والأخوة، حيث يجمع بين الشعوب بروح الاحترام والتعايش، وهي القيم التي تشكل مصدر قوة وهوية بلدنا عبر التاريخ. إن مثل هذه التصرفات العنصرية لا مكان لها في بلدنا ولا في ملاعبنا، ونحن ملتزمون بالحفاظ على روح التنافس الشريف والنزيه، وندعو الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية نزاهة رياضتنا من كل ما يسيء لها”.
وأثارت هذه الأحداث ردود فعل واسعة في الأوساط الرياضية المغربية، حيث طالب العديد من المحللين والمشجعين بضرورة فرض عقوبات صارمة على الأطراف المتورطة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات التي تسيء لسمعة الكرة المغربية.
كما رأى بعض المحللين أن ما حدث يعكس الحاجة إلى تعزيز مبادئ الاحترام المتبادل ونبذ العنصرية في الملاعب، لضمان بيئة رياضية نزيهة يسودها الاحترام والروح الرياضية.