الملتقى الدولي للتمور بأرفود.. فرصة لتفقد تنزيل مشاريع القطاع

بغية الاطلاع على تقدم برامج ومشاريع التنمية الفلاحية والقروية في إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، بزيارة ميدانية لجماعة أولاد شاكر بأرفود، وذلك على هامش افتتاح الملتقى الدولي للتمر بالمغرب، الذي يشارك فيه 230 عارضًا، ومن المتوقع أن يبلغ عدد الزوار أزيد من 90 ألف زائر.
ومن بين المشاريع التي تفقد المسؤول الحكومي تقدمها البرنامج الوطني لمحاربة الحرائق وتهيئة وتأهيل الواحات، الذي تم تنفيذه في إطار اتفاقيات شراكة بين جميع الجهات المعنية. يشمل البرنامج تهيئة المسالك، وتجهيز الواحات بنقاط الماء لإطفاء الحريق، والإنارة باللوحات الشمسية، وإحداث مراكز للوقاية المدنية وأبراج المراقبة للتدخل السريع، وتهيئة السواقي والخطارات، وتوزيع الفسائل، وتنقية أعشاش النخيل، فضلًا عن التكوين والتحسيس، ومواكبة التعاونيات.
يهم المشروع الآخر، وبحسب بلاغ صحفي لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، نقل مياه الفيضانات من واد غريس إلى واد زيز. بمبلغ إجمالي قدره 11 مليون درهم، يهم المشروع مساحة تقارب 1200 هكتار، وسيستفيد منه 6770 شخصًا، حيث سيساهم في تحسين وضعية الموارد المائية السطحية المعبأة، وتغذية المياه الجوفية. كما سيمكن من خلق 364000 يوم عمل.
كما اطلع الوزير على مشروع آخر يتعلق بإنشاء وتجهيز محطات ضخ بالطاقة الشمسية للري في منطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت، والذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على الطاقة من خلال استخدام الموارد المتجددة وتخفيض تكاليف السقي للفلاحين، كما سيساعد في التخفيف من آثار ندرة الموارد المائية. وسيسمح بسقي ما يقارب 1000 هكتار. يستفيد من المشروع 84 جمعية لمستخدمي المياه و2670 فلاحًا، وسيمكن من خلق 15000 يوم عمل.
وتشير الوزارة إلى أن البرنامج المتعلق بأشغال إصلاح الأضرار الناتجة عن فيضانات شهر شتنبر بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت، يهم مساحة قدرها 8000 هكتار لفائدة أكثر من 10000 فلاح بتكلفة تبلغ 58 مليون درهم.
وفيما يخص تعزيز تشغيل الشباب، أشارت الوزارة إلى أن البرنامج يضم مشاريع الدعم لفائدة ذوي الحقوق لإنجاز مشاريع فلاحية على الأراضي الجماعية ودعم المبادرات المقاولاتية، مسجلة أن هذه البرامج والمشاريع تساهم في التنمية المستدامة لهذه المناطق، وتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية، بالإضافة إلى المساهمة في انبثاق جيل جديد من الطبقة الوسطى الفلاحية.
وأمس الأربعاء، ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، في أرفود، مراسيم افتتاح النسخة الثالثة عشرة من الملتقى الدولي للتمر بالمغرب “SIDATTES”. وكان مرفوقًا بوالي جهة درعة-تافيلالت وعامل إقليم الرشيدية ورئيس المجلس الجهوي ورؤساء الغرف الفلاحية والمهنيين، والمنتخبين المحليين ووفد مهم من المسؤولين بالوزارة.
افتتاح الدورة الثالثة عشرة من الملتقى الدولي للتمر بالمغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تنظم الدورة 13 للملتقى الدولي للتمر بالمغرب من 29 أكتوبر إلى 3 نونبر 2024 بأرفود، تحت شعار “الواحات المغربية: من أجل نظم قادرة على الصمود في ظل التغيرات المناخية”.
تسلط هذه النسخة الضوء على النظم البيئية للواحات، والتحديات التي تواجهها، والتقدم المنجز في مجال استدامة هذه المجالات. وتؤكد على أهمية تبني تنمية مجالية متكاملة ومندمجة، تعطي الأولوية للتدبير المستدام للموارد الطبيعية، وخاصة الموارد المائية.
ويمتد الملتقى على مساحة تفوق 40.000 متر مربع، ويتضمن سبعة أقطاب، كما يعرف مشاركة حوالي 230 عارضًا من الفاعلين الرئيسيين في السلسلة. يشكل الملتقى فضاء مهمًا للقاء والتواصل بين المتدخلين في القطاع، وفضاءً للعرض والتسويق. يهدف إلى تعزيز الفلاحة الواحية، وتطوير الشراكات بين الفاعلين المعنيين، وخلق دينامية اقتصادية على مستوى الجهة.
وقام الوزير بزيارة الأقطاب السبع للملتقى والعديد من الأروقة، إذ كانت فرصة للقاء والتواصل مع العارضين وممثلي الوفود الأجنبية، بالإضافة إلى الشركات المتخصصة في المستلزمات والآلات الفلاحية وممثلي تعاونيات المنتجات المجالية والتمور. كما أجرى محادثات مع المقاولين الشباب المهتمين بالاستثمار في سلسلة نخيل التمر.
كما ترأس الوزير حفل توقيع عدة اتفاقيات، اتفاقية إطار وأربع اتفاقيات خاصة بين الفيدرالية الوطنية البيمهنية لسلسلة التمور “تمور المغرب” والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية تتعلق بتأطير وتوعية الفلاحين والتعاونيات. كما تم التوقيع على اتفاقية بين مجموعة القرض الفلاحي وجمعية المنتجين المعاصرين للتمور تتعلق بتمويل أنشطة منتجي التمور.
يشار إلى أن تاريخ زراعة نخيل التمر في المغرب يعود إلى قرون مضت، ويشكل رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للواحات المغربية. وفي إطار تنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر لسلسلة نخيل التمر، يخصص عقد البرنامج الجديد للفترة 2021-2030 حوالي 7.5 مليار درهم، ويشمل غرس 5 ملايين نخلة. ويهدف أيضًا إلى تشجيع المقاولات لدى الشباب والتعاونيات المقاولاتية، وتحسين معدلات التغليف والتحويل، وعصرنة قنوات التوزيع والتسويق، وتشجيع الصادرات.