أخنوش: المغرب بات يحتل المرتبة 26 عالميا في صناعة الطائرات

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن المغرب بات يحتل المرتبة 26 عالميا في مجال صناعة الطائرات خلال سنة 2023، مشيرا إلى القفزة النوعية التي أحرزتها المملكة على هذا الصعيد في غضون العشر سنوات الأخيرة، بحيث انتقلت من المرتبة 36 في سنة 2012.
وافتتحت اليوم الأربعاء بمراكش فعاليات الدورة السابعة من المعرض الدولي للطيران، الذي يعد حدثا بارزا في مجال صناعات الطيران والفضاء على المستوى الإفريقي، ويمتد من 30 أكتوبر الجاري إلى 2 نونبر المقبل.
واستعرض أخنوش، خلال كلمته في افتتاح المعرض، عددا من منجزات القطاع في السنوات الأخيرة، والتي مكنت المغرب من “التحول إلى فاعل رئيسي في صناعة الطيران، ومنصة هامة لإمدادات قطع الغيار وأجزاء الطائرات على مستوى القارة الإفريقية”، مؤكدا أن المملكة باتت تستقطب أكثر من 150 مقاولة عالمية في المجال، على غرار “بوينغ” و”إيرباص” و”سافران”، التي اختارتها لأجل استثماراتها.
وأضاف أن حجم صادرات القطاع ارتفع إلى 23 مليار درهم، بحيث تضاعف 3 مرات بين سنتي 2013 و2023، كما بلغ نموه أزيد من 21 في المئة متم غشت الماضي.
وفي السياق ذاته، أحدث القطاع 24 ألف منصب شغل، وارتفع معدل اندماجه المحلي إلى 42 في المئة منتقلا من 17 في المئة فقط في سنة 2014، كما تم إنشاء 6 منظومات متكاملة، تشمل التجميع والهندسة والصيانة ونظام الأسلاك الكهربائية والمحرك ومكوناته.
من جهة ثانية، لفت أخنوش إلى أن المغرب قرر دخول عهد جديد في هذا المجال، من خلال “تطوير قطاعات جديدة ومتزايدة التعقيد مع التركيز على بروز مهن أكثر تخصصا، خاصة تلك المرتبطة بالمقصورة الداخلية للطائرات، مع تطوير صيانة وإصلاح وتحويل الطائرات التجارية إلى طائرات شحن، واعتماد تقنيات الصناعة 4.0”.
وأبرز أخنوش أن المعرض يعتبر من الأحداث البارزة في مجال صناعة الطيران والفضاء في القارة الإفريقية، معتبرا أنه رسخ موقعه كموعد متميز للتبادل المثمر والشراكات الاستراتيجية بين مختلف الفاعلين الدوليين في قطاع صناعة الطيران.
وأوضح رئيس الحكومة أن النجاح الذي تعيشه المملكة في هذا المجال اليوم، بدأ منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما أقدمت الخطوط الملكية المغربية ومجموعة “سافران”(Safran)، على إنشاء مشروع مشترك لصيانة وإصلاح محركات الطائرات، وهو ما ساهم في تعزيز قدرة المملكة على مراكمة الخبرة في هذا المجال، وتطوير الأطر ذات الكفاءة العالية.
وعاد إلى بداية سنة 2000، حينما شرع المغرب في صناعة الأسلاك الكهربائية الخاصة بصناعة الطيران، ثم أخذ في التموقع كفاعل دولي بارز في النسيج الصناعي للطيران، وكوجهة مفضلة لقطاع المناولة في هذا المجال.
وفي إطار هذه الدينامية، أفاد أخنوش بأن القطاع شهد إنشاء 6 منظومات متكاملة لصناعة الطيران عالية الأداء، تتوزع بين: التجميع، والهندسة، والصيانة، ونظام الأسلاك الكهربائية، والمحرك ومكوناته. إضافة إلى نظامين متكاملين للتوريد، يضمان اثنين من رواد صناعة الطيران العالمي، وهما: بوينغ (Boeing)، وكولينس(Collins).
كما نوه رئيس الحكومة بالشراكة المثمرة مع شركة سافران Safran، التي وقعت هذا الأسبوع بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي، فخامة السيد إيمانويل ماكرون إلى المملكة، على شراكة جديدة مع المغرب تشمل تطوير شبكة الصيانة وإصلاح المحركات.
كما عبر أخنوش عن افتخاره بتوفر بلادنا على رأسمال بشري مؤهل بشكل عال في قطاع الطيران، تشكل النساء فيه أكثر من 42٪، مضيفا أن حكومته تعزيز ذلك من خلال فتح مجموعة من مدن المهن والكفاءات في جميع جهات المملكة.
وفي السياق ذاته، أفاد بأن الحكومة التي يرأسها ستواصل في إطار دعمها تطوير قطاع صناعة الطيران، تعزيز جاذبية المملكة، ودعم الشركات الناشئة في القطاع، مؤكدا أن الحكومة قامت في هذا الإطار بإطلاق العديد من البرامج والمشاريع الهيكلية لمواكبة الفاعلين الصناعيين، على غرار: ميثاق الاستثمار الجديد، والاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، وخلق 22 منطقة جديدة للتسريع الصناعي، وغيرها…”.
وتابع بالقول: “وفي إطار الجهود التي تقوم بها المملكة لمواجهة التحدي البيئي، فإن المغرب ملتزم بحزم بتعزيز مسار التنمية المستدامة، حيث نعمل في هذا الصدد على تعزيز الممارسات المسؤولة بيئيا في مجال صناعة الطيران”.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصناعة والتجارة، المنظمة لمعرض مراكش الدولي للطيران، تتوقع تحقيق مشاركة غير مسبوقة خلال هذه الدورة، مع مساحة عرض تبلغ 12 ألف و500 متر مربع، وحضور 300 عارض، وأكثر من 75 وفداً رسميا.
كما سيشهد المعرض “عروضا جوية وبرنامجا غنيا بالندوات واللقاءات رفيعة المستوى التي ستتناول الاتجاهات الناشئة والقضايا الاستراتيجية الحالية والمستقبلية للقطاع”.
وستولي هذه النسخة، التي تستضيف الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، اهتماما خاصاً لموضوع الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، مع تنظيم فضاء مخصص للشركات الناشئة ومشاريع البحث والتطوير. وكذا وضع قضايا التحول الطاقي والتنقل المستدام في صلب اهتمامات بارز في المناقشات المطروحة خلال هذه الدورة.
ووفقا لوزارة الصناعة والتجارة “حقق المغرب، خلال العقدين الماضيين، قفزة نوعية في تطوير قطاع صناعة الطيران، مما جعله يوفر آفاقا واعدة ومتزايدة للشركات العالمية الرائدة”.