التغييرات الفنية في البطولة الاحترافية.. نقمة أم نعمة للأندية المغربية؟

في خضم المنافسات الحامية بالبطولة الاحترافية، برزت أندية الرجاء الرياضي، الجيش الملكي، ثم الدفاع الحسني الجديدي، والمغرب التطواني كأمثلة على التغييرات المفاجئة في أجهزتها الفنية، ما أثار جدلاً واسعًا حول تأثير هذه الخطوات على استقرار الأداء والنتائج.
التغييرات التي تمت في وقت حساس من الموسم، قد تُعطي انطباعًا بأن الأندية تتخبط في اختياراتها، ليأتي التساؤل حول ما إذا كانت تعد هذه التغييرات “نقمة” أم “نعمة” في سياق صراع الفرق لتحقيق أهدافها.
وفي هذا الصدد، اعتبر الدولي المغربي السابق والمحلل الرياضي في قنوات “بي إن سبورتس”، عبد العزيز بنيج، أن التغيير في الأجهزة الفنية أمر طبيعي في حال كانت النتائج سلبية، لكنه شدد على ضرورة أن يكون هذا التغيير مدروسًا وهادئًا بعيدًا عن الضغوط.
وأكد عبد العزيز بنيج في تصريح لجريدة “مدار21″، أن اللجوء إلى أطر مغربية خيار إيجابي في ظل تجربة عدد من الأسماء الأجنبية التي، حسب قوله، تأتي إلى المغرب بحثًا عن الشهرة والرواتب ثم ترحل بعد فترة قصيرة، مشيرًا إلى أن نجاح بعضهم، كما هو الحال مع الألماني جوزيف زينباور مدرب الرجاء، يبقى استثناءً وليس قاعدة.
وأوضح بنيج أن ما حدث في الرجاء الرياضي يثير علامات استفهام، إذ قال: “كان لديك مدرب يحقق نتائج إيجابية، ثم تم تغييره بشكل مفاجئ، وهو ما انعكس سلبًا على أداء الفريق.” وتابع مضيفًا: “لا بد أن يتم التغيير بهدوء وبطريقة مدروسة، وليس تحت الضغط الذي قد يعصف باستقرار الفريق.”
ولفت اللاعب السابق لأندية نانسي، وشوليه، ونيور الفرنسية، إلى أن التغييرات المتكررة في بداية الموسم، كما حدث في أندية مثل الرجاء والدفاع الحسني الجديدي والمغرب التطواني، قد تكون سلاحًا ذا حدين. “التغيير قد يشكّل نعمة حين يأتي بمدرب قادر على تحسين الأداء وتدارك الوضع، لكنه يصبح نقمة إذا تم بطريقة متسرعة ودون تخطيط، مما يؤدي إلى ارتباك في صفوف اللاعبين والجهاز الفني على حد سواء.”
واختتم المحلل الرياضي تصريحاته بالتأكيد على أن الاستقرار الفني عامل أساسي لتحقيق نتائج إيجابية، داعيًا إدارات الأندية إلى التفكير بعناية قبل اتخاذ قرارات الإقالة والتغيير، حتى لا يدفع الفريق ثمن التسرع على حساب الاستقرار والنتائج.