زين الدين: المغرب أمام تحول مفصلي في الاعتراف بمغربية الصحراء

قال المحلل السياسي محمد زين الدين، إن الخطاب الملكي ركز على “الصحراء المغربية” باعتبارها القضية الوطنية الأولى، نظرا للدينامية القوية التي أصبحت تعرفها هذه القضية على عدة مستويات، لا سيما الاعتراف الأخير لفرنسا التي اعترفت بشكل صريح بسيادة المغرب على صحرائه، إلى جانب تأييد مبادرة الحكم الذاتي، لتمضاف إلى سلسلة اعترافات دولية، مبرزا أن المغرب “أمام تحول مفصلي في الاعتراف بمغربية الصحراء”.
وفي تحليله للخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، قال زين الدين في تصريح لجريدة “مدار21” إن ملف الصحراء المغربية أحرز تقدما على عدة مستويات، ضمنها تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء وتزايد الاعتراف بجدية مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد والأوحد.
وتابع: “اليوم نتحدث عن أزيد من 13 دولة تعترف بجدية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد والأوحد، إذ إن هذا في حد ذاته يُشكل شبه إجماع دولي بجدية ومصداقية هذه المبادرة التي تقدم بها المغرب في سنة 2007”.
وعلق زين الدين على الجانب الثاني لدينامية هذه القضية التي تَبرز من خلال الاعترافات الوازنة لعدد من الدول وعلى رأسها الموقف الفرنسي، مردقا: “إذ يمكن القول إننا اليوم أمام تحول دولي مفصلي في الاعتراف بمغربية الصحراء، ليس فقط لأن فرنسا هي العضو الدائم في مجلس الأمن، إنما الأمر تعدى ذلك، لكون فرنسا الطرف الأكثر إلماما بدهاليز هذا الملف، وبالتالي الموقف الفرنسي يتجاوز في بعده السياسي والجيواستراتيجي الموقف التقليدي المناصر لمبادرة الحكم الذاتي، لأن فرنسا اليوم لا تعترف فقط بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد، بل تدافع رسالة بشكل صريح على مبادرة الحكم الذاتي،وبسيادة المغرب على صحرائه، مما يشكل تحولا كبيرا في الموقف الفرنسي”.
وفي شق آخر، أفاد زين الدين بأن “اعتراف مجمل دول الاتحاد الأوروبي بمغربية الصحراء، إذ إلى حدود سنة 2022 كانت 10 دول فقط هي التي تؤيد هذه المبادرة، غير أنه اليوم نتحدث عن أزيد من 15 دولة داخل الاتحاد الأوروبي من بينها بلجيكا وإسبانيا تؤيدها، وهذا راجع إلى التحول النوعي الذي قام به الملك محمد السادس كنوع من التبصر والرؤية الدبلوماسية الحكيمة، التي ساهمت في نقل الملف إلى مرحلة الحسم النهائي”.
وأشار إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالدول الوازنة مثل إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بل يرتبط بالعديد من الدول الإفريقية التي أصبحت الآن تساند بشكل كبير جدا مغربية الصحراء.
وتحدث الملك محمد السادس عن ضرورة تظافر الجهود بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية، باعتبار أن “قضية الصحراء المغربية قضية وجود وليست قضية حدود، وليست قضية دولة بل قضية مجتمعية بالدرجة الأولى، وقضية المجتمع المغربي بكل أطيافه ومكوناته”، يضيف زين الدين.
وأشار إلى أهمية التماسك المجتمعي لمواجهة أعداء الوحدة الترابية عبر مستويات عديدة، والتي تعكسها “نسبة المشاركة المرتفعة والمسجلة في الأقاليم الجنوبية، وتعريف جمعيات المجتمع المدني بقضية الصحراء المغربية، إذ إن هناك أشياء لا يمكن أن تقوم بها الدبلوماسية الرسمية، وبالتالي تقوم بها الدبلوماسية الموازية من أحزاب ونقابات، وجمعيات المجتمع المدني، والجامعة المغربية لما لها من تأثير”.
وأضاف: “من الضروري أن نشرح للدول الرافضة والدول التي توجد في حياد، عن طريق الدبلوماسية الموازية من أجل التعريف بهذه القضية العادلة،إذ لا نقصد فقط الدول المؤثرة في مجلس الأمن أو الدول التي توجد بالاتحاد الأوروبي، بل يهم أيضا الدول العربية، وهنا يكمن دور الدبلوماسية الرسمية والموازية لمزيد من الشرح والتوضيح في هذه القضية، لأنها قضية مجتمعية”.