العطش على الأبواب.. طهران تدق ناقوس أزمة مياه خانقة

تشهد العاصمة الإيرانية طهران واحدة من أخطر أزمات المياه في السنوات الأخيرة، حيث انخفض منسوب المياه في خمسة سدود رئيسية تزود المدينة إلى أدنى مستوياته التاريخية بسبب الجفاف.
ويتم تزويد طهران البالغ عدد سكانها حوالي 15 مليون نسمة ومحافظة البرز المجاورة بالمياه من خلال خمسة سدود، أكبرها سد أمير كبير، ولار، وماملو، وطالقان، ولاتيان.
ورصدت عدسة الأناضول، سد أمير كبير، أكبر مصدر للمياه في طهران، حيث أكد مسؤولون في السد، أن كمية المياه المخزنة فيه انخفضت بنحو 100 مليون متر مكعب مقارنة بالعام الماضي، وأنه في حال استمرار هذا المعدل فإن احتياطي السد قد ينضب بالكامل بحلول أكتوبر المقبل.
وبحسب تقارير إعلامية في البلاد، انخفضت نسبة المياه في سد أمير كبير إلى 35 بالمئة، فيما انخفضت هذه النسبة إلى 6 بالمئة في سد لار.
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، شهدت إيران انخفاضًا ملحوظًا في هطول الأمطار في جميع أنحاء البلاد.
- انخفاض معدل الأمطار
وتُظهر بيانات الأرصاد الجوية أن طهران شهدت العام الجاري انخفاضًا في هطول الأمطار بنسبة 40 في المئة تقريبا مقارنة بالمعدلات الموسمية.
وأدى التراجع الكبير في هطول الأمطار، وخاصةً في فصلي الربيع والصيف، إلى استنزاف احتياطيات السدود.
هذا الوضع تسبب بانخفاض خطير ليس فقط في المياه السطحية فحسب، بل في احتياطيات المياه الجوفية أيضاً.
وكانت إدارة المياه في محافظة طهران، أطلقت في 20 يوليو/ تموز الماضي، تحذيرا من أن احتياطيات السدود التي تزود طهران بالمياه وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ قرن بسبب الجفاف الذي تشهده البلاد منذ خمس سنوات.
- جفاف للعام الخامس
وأكد المدير العام لشركة إدارة المياه محسن اردكاني في حديث للأناضول، أن كمية الأمطار في محافظة طهران انخفضت بنسبة 48 بالمئة مقارنة بالمتوسط، مضيفا: “هذه المحافظة تعاني من الجفاف للعام الخامس على التوالي”.
وأشار اردكاني، إلى أن “متوسط هطول الأمطار في طهران يبلغ 280 ملم، إلا أن هطول الأمطار هذا العام انخفض إلى 149 ملم ما أدى إلى انخفاض كمية المياه في السدود”.
وقال “إن أسهل طريقة لتوفير إمدادات المياه المستدامة لطهران هي إدارة استهلاك المياه من خلال الأساليب الفنية، والأهم من ذلك، تأمين دعم وتعاون المشتركين ومواطني طهران”.
وأضاف اردكاني: “علينا التكيف مع الجفاف وتغير المناخ، وسيكون هذا التكيف فعالاً إذا حرص كل مواطن على عدم هدر ولو قطرة ماء واحدة”.
وأكد المسؤول الإيراني أنهم “سيتخذون إجراءات قانونية ضد المشتركين الذين يهدرون المياه ويستهلكونها بشكل مفرط”.
وكان وزير الطاقة الإيراني عباس علي آبادي حذّر في 15 يوليو الماضي من أن البلاد تعاني من الجفاف منذ أكثر من خمس سنوات، مشيرا إلى أن هناك تراجعا بهطول الأمطار بنسبة 31 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وبنسبة 44 في المئة على المدى الطويل.
وحذر الوزير أيضا من أن البلاد “قد تفقد سد ماملو خلال الشهر المقبل، وقد يتم إيقاف تشغيل سدود لاتيان ولار وأمير الكبير على التوالي”.
وفي أحدث تصريحاته، قال آبادي إن البلاد بأكملها تقريبا، باستثناء المحافظات الشمالية مثل مازندران وغيلان، تواجه أزمة مياه، لافتا إلى أن “الاحتياطيات انخفضت إلى ما دون الخط الأحمر في العديد من المناطق بالبلاد”.
- الرئيس الإيراني يحذر
والخميس قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في تصريح له بمحافظة زنجان إن “أزمة المياه هي إحدى المشاكل الخطيرة التي يواجهها المجتمع الإيراني اليوم، وجميع البيانات تشير إلى أن الموارد المائية آخذة في التناقص، وتتجه نحو الانخفاض، ونحن نتجه نحو الجفاف”.
وأضاف بزشكيان: “إذا لم نتحكم في استهلاك المياه ونديره بشكل جيد، فلن يتبقى ماء في السدود خلال شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول المقبلين، ولن يكون هناك ماء في طهران، وسنواجه مشاكل خطيرة”.