مخاوف من آثار صحية للفيضانات بالمغرب وحمضي يُطمئن: لا وجود للخطر

عبّر العديد من النشطاء البيئيين عن تخوفهم من إمكانية تسبب مخلفات الفيضانات؛ التي ضربت بعض أقاليم الجنوب الشرقي في أمراض وفيروسات معدية، خصوصا أن هذه السيول جرفت العديد من الكائنات الحية الحيوانية، وأدت إلى تكوين برك ومستنقعات مائية قد تشكل خطرا على الصحة العامة للمواطنين في المناطق المتضررة.
وشهدت عدة مدن وقرى في الجنوب الشرقي، منذ نهاية الأسبوع الماضي، تساقطت قوية تسببت في سيول جارفة خلفت 18 وفاة في كل من طاطا والراشدية وتنغير وتزنيت وتارودانت، فيما يتواصل البحث عن أربعة أشخاص من المفقودين.
وأوضحت وزارة الداخلية في بلاغ يوم أمس الإثنين أن المناطق المتضررة عرفت انهيار 56 مسكنا، وتم إلحاق أضرار بشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب والشبكات الهاتفية، وأدت أيضا إلى توقيف السير في العديد من المقاطع الطرقية.
في هذا الصدد، قال مصطفى بن رامل، الخبير البيئي ورئيس جمعية منارات الإيكولوجية، إن” السيول التي ضربت مناطق الجنوب جرفت معها الطمي ومخلفات بعض المواد التي استعملها السكان في السنوات الماضية إلى المناطق المكتظة بالسكان والمناطق الزراعية، ويمكن أن تؤدي إلى أمراض أو تسممات للتربة أو المياه”.
وأضاف الخبير البيئي في تصريحة لجريدة “مدار21″، أن “هذه الفيضانات جرفت العديد من المواشي والكائنات الحية الحيوانية التي تتجمع في الأماكن التي تنحصر فيها المياه، وتعفن هذه المخلفات الحية يمكن أن يؤدي إلى ظهور أمراض”.
وأكد المتحدث ذاته أن “برك المياه التي خلفتها الفيضانات يمكن أن تشكل أيضا وسطا لنمو الفيروسات كالملاريا واللشمانيا وبعض الأمراض التي يمكن أن تنتقل للإنسان”.
في المقابل، قلّل الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، من خطورة هذه المخلفات على صحة سكان المناطق المتضررة، قائلا: “منطقة الجنوب هي منطقة صحراوية وبالتالي فإن البرك المائية الناتجة عن الفيضانات تجف بسرعة ولن تشكل أي خطر على صحة المواطنين”.
وفسّر حمضي ذلك بأن “البرك المائية ليست ما يشكل خطر انتشار الأمراض، لكن وجود نواقل للفيروسات هو الذي يشكل خطرا، وهذه النواقل لها مناطق خاصة تعيش فيها”، مبرزا أن البرك المائية “لا تشكل خطر إلا إذا كانت دائمة وإذا كانت في المناطق التي توجد فيها نواقل الأمراض”.
وأضاف أن “المخاطر الصحية المرتبطة بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات تأتي من النقص في الماء الشروب أو تسرب المياه العادمة إلى الفرشات المائية أو الإسكان الجماعي للمتضررين”، مبرزا أن “هذه المشاكل غير مطروحة في المناطق المتضررة لكونها مناطق قروية وتعرف كيف تدبر هذه المشاكل”.