اقتصاد

إقبال متزايد على الفكر المقاولاتي هربا من الرواتب الزهيدة للوظيفة العمومية

إقبال متزايد على الفكر المقاولاتي هربا من الرواتب الزهيدة للوظيفة العمومية

شهد المغرب في السنوات الأخيرة توجهاً متزايداً بين الشباب نحو امتهان الأعمال الحرة خاصة بدل الوظيفة العمومية، حيث جعلت روح المقاولة من هذا القطاع سوقاً جاذبا للعمل.

وتوجود مجموعة من العوامل الموضوعية والشخصية التي تدفع الشباب لاختيار المهن الحرة بدلاً من الخدمة العمومية وفق ما أكده خالد حمص، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط.

وأوضح الخبير الاقتصادي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن من بين العوامل الموضوعية، محدودية فرص التوظيف في القطاع العمومي، إذ لا تستطيع الدولة توظيف جميع الشباب، كما أن مساطر التوظيف في القطاع العام طويلة ومعقدة، وتفرض شروطًا صارمة، بينما تكون حظوظ النجاح ضئيلة نظراً للعدد الكبير من المرشحين.

وأضاف المتحدث نفسه أن مستوى الأجور في القطاع العام ليس بنفس مستوى الأجور في القطاع الخاص، حيث يقدم الأخير رواتب وفرصًا مالية أفضل، مما يشجع الشباب على المخاطرة والدخول إلى هذا المجال.

وعلى الصعيد الشخصي، أكد خالد حمص أن الدولة عملت خلال العقد الأخير، ومنذ سنة 2003، على ترسيخ روح المقاولة في المسار التكويني، سواء في الجامعات أو معاهد التكوين المهني، بهدف تشجيع الشباب على إنشاء مقاولاتهم الخاصة.

هذا التوجه، يوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس، يتيح للشباب المغربي “ليس فقط فرصة خلق فرص عمل لأنفسهم، بل والمساهمة في خلق فرص عمل جديدة في المستقبل”، مشيرا إلى أن نجاح العديد من المقاولات الناشئة جعل الشباب يميلون إلى اختيار ريادة الأعمال بدلاً من القبول برواتب زهيدة في الخدمة العمومية.

وسجل المتحدث عينه أن الدولة أطلقت مجموعة من الآليات والميكانيزمات لدعم إنشاء المقاولات الخاصة، بما في ذلك تقديم تمويلات وقروض ميسرة، وخلق دينامية جديدة للشركات الصغيرة، مشيدا بهذا الصدد بالجهود التي ساهمت في إنشاء سوق متكامل للمقاولات، خاصة منذ أزمة البطالة في التسعينات، إذ لم يعد العمل محصورًا في الوظائف العمومية، بل يمكن تحقيق النجاح المهني من خلال القطاع الخاص والمقاولات الخاصة التي تقدم فرصًا متنوعة ومستقبلًا واعدًا”.

وشدد خالد حمص على أن المقاولة تسمح للشباب بالعمل بشكل ذاتي لتحقيق استدامتهم، مشجعاً إياهم على تبني طموحات شخصية ترتكز على إنشاء مقاولاتهم الخاصة بدلاً من البحث عن وظائف عمومية، والتفكير بمنطق المقاول وليس الأجير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News