اقتصاد

انتعاش السياحة يؤكد تعافيها من أزمة الجائحة والرهان تجاوز 16 مليون سائح

انتعاش السياحة يؤكد تعافيها من أزمة الجائحة والرهان تجاوز 16 مليون سائح

“هل تعافى القطاع السياحي من تداعيات جائحة كوفيد 19؟”، سؤال بات يطرحه المهتمون بتتبع تطور القطاع السياحي بالمغرب كلما أفرجت وزارة السياحة عن أرقام جديدة بخصوص الأداء السياحي خلال السنوات التي أعقبت رفع القيود التي فرضها فيروس كورونا، مبرزين أن “القطاع السياحي بالمغرب يستفيد من الأزمات أكثر مما يتضرر منها”، وأنه بهذه الوتيرة يمكن أن “نتجاوز عتبة الـ16 مليون سائح خلال نهاية السنة الجارية”.

آخر هذه الأرقام التي تشخص “تعافي” القطاع السياحي من انعكاسات القيود التي فرضتها الجائحة على السياح والوافدين إلى المغرب تضمنتها معطيات وزارة السياحة التي أفادت أن 7,4 ملايين سائح توافدوا على المغرب خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2024، بارتفاع بلغت نسبته 14 في المئة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2023.

وذكرت الوزارة ذاتها أن “السياحة بالمغرب تواصل منحاها التصاعدي، كما يشهد على ذلك النمو الاستثنائي المسجل في النصف الأول من سنة 2024″، موردةً أن “الأرقام تتحدث عن نفسها ببلوغ 7,4 ملايين سائح عبروا الحدود المغربية، مما يمثل زيادة بنسبة 14 في المئة مقارنة بسنة 2023، وقفزة مهمة بنسبة 38 في المئة مقارنة بسنة 2019”.

الزبير بوحوت، خبير في الشأن السياحي، اعتبر أن “المغرب فاق مستوى تجاوز تداعيات أزمة كوفيد 19 إلى جنيه ثمار التدابير والإجراءات الجيدة لمقاومة انعكاسات جائحة كورونا والاستفادة من الانتعاشة الكبيرة في القطاع السياحي العالمي”، مبرزا أن “السياحة في المغرب هو قطاع يقاوم الأزمات ويسجل مستوى انتعاش عال بعد تجاوزها”.

وفي تفسيره لفكرة انتعاشة القطاع السياحي بالمغرب بعد كل أزمة يمر منها، أورد المتحدث ذاته أنه “في مثل هذه الحالة تستفيد السياحة المغربية من معطى السفر الانتقامي”، موضحا أنه “حينما يُحرم الناس من السفر في فترة معينة بسبب إحدى الأزمات فإنهم يحاولون بعد مرورها أن يستدركوا هذا الوقت الذي لم يسافروا فيه”.

وأضاف الخبير في الشأن السياحي أنه “في غالب الأحيان فإن السياح يدخرون خلال مثل هذه الفترات الميزانية التي كانوا يخصصونها من أجل السفر خلال العطل السنوية أو فترات الإجازة الخاصة بهم”، مستدركا أنه “بمجرد انتهاء الأزمة يعيدون استثمار هذه الأموال للسفر والسياحة والاستجمام”.

“القطاع السياحي، وعلى خلاف معظم التحليلات، فإنه يستفيد من الأزمات أكثر مما يتضرر منها”، يؤكد المصرح نفسه، ويواصل مفسراً أن “هذه الاستنتاجات تظهر انطلاقا من خلال الأرقام التي سجلها القطاع السياحي منذ سنة 2023 التي بلغنا فيها قرابة 14.5 مليون وافد على المغرب”.

واعتبر بوحوت أن “ما يشهده القطاع السياحي اليوم في سنة 2024 هو انتعاش حقيقي”، مسترسلا “هذه الانتعاشة يعكسها بلوغ عتبة 7 ملايين و400 ألف سائح خلال النصف الأول من سنة 2024″، مواصلا أنه “إذا اسمررنا بهذه الوتيرة فيمكن أن نتجاوز عتبة الـ16 مليون سائح خلال نهاية السنة الجارية بحكم الإمكانية المتوفرة لتطور القطاع السياحي بفضل الاتفاقات في قطاع الطيران ذو التكلفة المنخفضة”.

وبعيدا عن العوائد الاقتصادية لهذه الانتعاشة السياحية، سجل الخبير السياحي أن “هذه الأرقام الجيدة التي سجلها القطاع السياحي تزيد من التعريف بالمغرب كوجهة سياحية مهمة”، مواصلا أنه “كلما استقبل المغرب سياحا أكثر كلما تقاسموا تجارب أكثر مع سياح مترددين وكلما ضاعف المهنييون من استثماراتهم في القطاع وتعزيز ثقتهم في استقراره”.

وعن الشروط التي تدعم التوقعات الإيجابية لنمو القطاع السياحي بالمغرب، أشار المتحدث ذاته إلى “أننا الآن في فترة ذروة القطاع السياحي بفضل الموسم الصيفي وانطلاق عملية مرحبا 2024 بداية يونيو والتي أدخلت لوحدها قرابة مليون و500 ألف سائح إلى المغرب”، مبرزا أن “في الـ5 أشهر الماضية كانت لدينا أقل من 6 ملايين سائح، بما معناه قرابة مليون و200 ألف سائح كمعدل شهري”.

وأكد بوحوت أنه “خلال شهر يوليوز الحالي وشهر غشت المقبل من الوارد جدا أن تقارب الأرقام مليوني سائح بشكل شهري”، موردا أن “النسبة الكبيرة منهم ستكون من مغاربة العالم القادمين إلى المغرب خلال فصل الصيف”.

“هذه الأرقام تؤكد الإقبال على المغرب كوجهة سياحية مهمة في شمال إفريقيا وفي العالم”، يردف المهتم بالشأن السياحي، ويسترسل موضحا أن “القطاع السياحي لا ينتعش فقط بالسياحة الخارجية وإنما تساهم في انتعاشته السياحة الداخلية التي ترتفع ديناميتها خلال هذه الفترة، والتي تساهم بدورها في رفع مداخيل القطاع السياحي”.

وخلص بوحوت إلى أن “السياحة في المغرب تنتعش في الأسواق التقليدية”، مستدركا أن “الرهان على استقطاب أسواق عالمية أخرى كسياح دول أمريكا الشمالية والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان يتطلب تطويرا كبيرا في مجال النقل الجوي على المدى الطويل بالإضافة إلى رهان تطوير البنية التحتية الفندقية وتطوير العروض السياحية الداخلية والاهتمام بالتكوين والرقمنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News