سياسة

اتهامات بـ”التعتيم” تحاصر الإعلام العمومي في مواكبة أزمة طلبة الطب

اتهامات بـ”التعتيم” تحاصر الإعلام العمومي في مواكبة أزمة طلبة الطب

يبدو أن أزمة طلبة الطب لم تتوقف عند تعرية الاختلافات بين الطلبة المحتجين ووزارة التعليم العالي بخصوص سنوات الدراسة ومواعيد الامتحانات ومستوى جودة التكوين الطبي في المغرب، وإنما تجاوز هذا “الجو المشحون” و”الاحتقان غير المسبوق” ذلك إلى الكشف عن “تعتيم” الإعلام العمومي في مواكبة أزمة امتحانات طلبة الطب والصيدلة.

مصدر هذا القول هو سؤال وجهته البرلمانية عن حزب فيدرالية اليسار الديموقراطي، فاطمة التامني، لاستفسار وزير الشباب والتواصل والثقافة، محمد المهدي بن سعيد، عن مواجهة الحكومة لأزمة طلبة الطب بـ”تعتيم غير مبرر في الوقت الذي تقرر فيه مقاطعة عدد كبير من طلبة الطب والصيدلة لاجتياز للامتحانات”.

وتساءلت البرلمانية ذاتها بصيغة استغرابية “هل أصبحت امتحانات طلبة الطب والصيدلة اليوم غير قابلة للنقل والمواكبة الإعلامية؟”، مشددةً على أنها “باتت تحضى باهتمام جميع المغاربة في سياق مشحون عرف مقاطعة واسعة لهذه الامتحانات”.

واستدركت المتحدثة ذاتها أنه في السنوات السابقة كان يتم نقلها بشكل عادي، ومواصلةً “لماذا تحاول الحكومة اليوم إظهار الجانب الذي يتلاءم مع أطروحتها فقط في الإعلام العمومي؟”، مستحضرةً “الفصل 28 من الدستور الذي ينص على كون “حرية الصحافة مضمونة، ولا يمكن تقييدها بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية”، متهمة الحكومة بـ”التضيق على نشر أجواء الامتحانات في الإعلام العمومي”.

وألحَّ السؤال الذي اطلعت عليه “مدار21” على مساءلة الوزارة الوصية على تدبير الإعلام العمومي حول “السبب وراء هذا التعتيم وخرق مبدأ دستوري يتعلق بالحق في المعلومة”، مذكرةً أن “الإعلام العمومي يمول من أموال دافعي الضرائب ومن واجبه مواكبة مختلف المواقف”.

وتعليقا على نفس الموضوع، اعتبر المحلل السياسي، محمد شقير، أن الإعلام الرسمي واكب هذه الأزمة، سواء من خلال تغطية إضرابات طلبة الطب أو من خلال نقل تدخلات بعض الوزراء في برامج تلفزية حول الأزمة”، مستدركا أنه “في المقابل فإن هذه المواكبة لم تنقل سوى الموقف الرسمي في وقت لم يسلط فيه الضوء بشكل كافي على موقف المضربين والمطالب التي ما زالوا يقاطعون بسببها الامتحانات”.

ولم ينف شقير، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “يؤدي هذا التعتيم إلى عدم استيعاب الرأي العام  للمطالب الحقيقية للطلبة وفهم أسباب استمرارهم في خوض الإضرابات بسبب الإشاعات وغياب المعلومات الصحيحة”.

وأورد المحلل السياسي ذاته أن “خرجات وزيري التعليم العالي والصحة وحتى رئيس الحكومة لم تؤد إلى التخفيف من الاحتقان القائم بين الوزارة والطلبة وخفض التصعيد بينهما مما أصبح يهدد بسيناريو السنة البيضاء”.

وألحَّ المتحدث ذاته على ضرورة “استغلال الفترة المتبقية من الموسم الجامعي لإيجاد صيغة توافقية بين الطرفين تمكن من تجنب شبح السنة البيضاء الذي لن يكون في صالح الطلبة ولا في مصلحة الحكومة ومشاريعها الاجتماعية”.

وانتقد شقير “منع أطقم بعض وسائل الإعلام من من ولوج فضاءات كليات الطب والصيدلة التي تم فيها تنظيم الامتحانات”، مواصلا أن “هذا المنع حجب اكتشاف الحقيقة حيث اكتفى بعضها بالاتصال مع بعض الطلبة وممثليهم للتعبير عن نجاح المقاطعة التي بلغت نسبة 94 بالمائة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News