تخبط بقصر المرادية.. تبون يُعين حارس بوتفليقة على رأس البروتوكول الرئاسي

في خطوة تؤكد غرق قصر المرادية في التخبط وتنامي الصراعات في أوساط تكتلات الجنرالات المتحكمين بالبلاد، أقدم الرئيس الجزائر عبد المجيد تبون على تعيين اللواء بلقاسم لعرابي، مؤقتًا على رأس البروتوكول الرئاسي، بعدما أعفى بشكل مفاجئ رئيسه السابق في 5 يونيو الماضي.
وجاء تعيين “الملاك الحارس” للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، بعدما قرر تبون إنهاء مهام محمد بوعكاز مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالمديرية العامة للتشريفات. وحسب بيان للرئاسة الجزائرية فإن هذا القرار يأتي على خلفية ارتكاب بوعكاز “أخطاءً جسيمة ومخالَفةِ أخلاقيات المهنة”.
ولم يُفصح بيان الرئاسة الجزائرية عن توضيحات إضافية حول أسباب الإقالة، أو إمكانية فتح بحث معمق في الموضوع، في وقت يختزل توقيت الخطوة، المتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة بالجزائر، ارتجالية في القرارات السياسية والإدارية من طرف القيادة الجزائرية، مما يطرح البلاد أمام سيناريوهات مجهولة.
ويتولى اللواء بلقاسم لعرابي، البالغ من العمر 62 عامًا، المكلف بإدارة الحماية الشخصية للرئيس عبد المجيد تبون منذ أبريل 2020، مهمة تسيير البروتوكول بشكل مؤقت بعد إقالة بوعكاز، في انتظار تعيين رئيس جديد للمديرية العامة للتشريفات في قصر المرادية.
وسبق أن تم نشر المرسوم الذي أنهى مهام الأخير كمستشار مكلف بإدارة البروتوكول العامة في الجريدة الرسمية في 9 يونيو، دون أن يتم تقديم أي تفسير رسمي لأسباب إقالة هذا الرجل الذي كان يُعتبر مقربًا من رئيس الدولة.
ويعد البروتوكول الرئاسي دائرة يعرفها اللواء بلقاسم لعرابي جيدًا لعمله فيها منذ ديسمبر 2019 بعد انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا للجمهورية. بقي فيها لمدة أربعة أشهر قبل أن يتم ترقيته إلى رئيس الإدارة العامة للأمن والحماية الرئاسية (DGSPP)، المكلفة بحماية الرئيس وقصر المرادية.
ويعد لعرابي من المقربين من الرئيس السابق عبد المجيد تبون، وهو من مواليد القالة، في شرق الجزائر، ابن لأحد المحاربين القدامى الذي عمل في الشرطة بعد عام 1962، وقضى جزءًا كبيرًا من مسيرته المهنية في المجموعة الخاصة للتدخل (GIS)، وهي وحدة متخصصة في مكافحة الإرهاب.
وفي عام 1999 تم ترقيته إلى الحرس الرئاسي ليصبح الحارس الشخصي للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وقد تم تكريمه في عام 2013 بوسام الاستحقاق الوطني. هذا ولا يعرف سبب لجوء تبون إلى إسناد المهمة المذكورة إلى اللواء لعرابي خاصة وأن كثيرا من الشبهات ما تزال تحوم حول إقالة الئيس السابق لمديرية التشريفات.