دولي

“تجمع الأمازيغ” يطلب مساعدة جنوب إفريقيا لمحاكمة “الجنرالات الجزائريين”

“تجمع الأمازيغ” يطلب مساعدة جنوب إفريقيا لمحاكمة الجنرالات الجزائريين

دعا رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، في رسالة وجهها إلى رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، ماتاميلا سيريل رامافوزا، إلى المساعدة في إحالة “الجنرالات الجزائريين” على المحكمة الجنائية الدولية، بسبب انتهاكهم لحقوق الإنسان، وقتل المعارضين، ونهج سياسة تمييز عنصري ضد الأمازيغ، من خلال قمع الساكنة “الأمازيغية” في الجزائر منذ عقود”.

ووضع الراخا، صباح أمس الاثنين، الرسالة المذكورة بمقر السفارة الجنوب افريقية بالعاصمة الرباط، داعيا إلى إعادة ”المبادرة الحميدة والمميزة التي اتحذتها جنوب افرقيا والمتمثلة في رفع دعوى قضائية ضدّ دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، يوم 29 دجنبر 2023، بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة ضدّ الشعب الفلسطيني”، وهذه المرة مع جنرالات الجزائر.

وأضاف راشيد الراخا، وفق الرسالة التي تتوفر عليها جريدة “مدار21″، “إننا نعتقد بأن بعض السياسيين الجزائريين قد ضلّلوكم وخدعوكم وجعلوكم تعتقدون خطأً بأن جبهة التحرير الوطني هي من قدمت المساعدات الثمينة لزعيمكم نيلسون مانديلا، خلال الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، بينما واقع الأمور يؤكد أن الفضل الحقيقي في ذلك يعود للأمازيغ في الريف والمغاربة الذين قدموا المساعدات لكل من المؤتمر الوطني الأفريقي وجبهة التحرير الوطني، لأن الثوار الجزائريين وجدوا الملجأً وكل التضامن فوق أراضينا”.

وقال رئيس الاتحاد العالمي للأمازيغ إن “مطالبتنا منكم برفع دعوى ضد “الجنرالات الجزائريين” أمام المحكمة الجنائية الدولية، لا ينبني فقط على ممارستهم لـ “إرهاب الدولة” من خلال إنشاء تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.. وذلك بهدف زعزعة استقرار دول الساحل والمساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في الإبادة الجماعية لطوارق أزواد”، مشددا إن “دافعنا الرئيسي في ذلك، هو ما ارتكبوه من جرائم مختلفة ومتعددة ضدّ الساكنة الأصلية “الأمازيغية”.

وأورد أنه من أبرز هذه الجرائم تلك الحملة القمعية الدموية في حق “الربيع الأسود” حيث قتل الدرك الجزائري بوحشية 127 شابًا من منطقة القبائل في أبريل 2001، دون أن تتم محاكمة ومحاسبة أي ضابط على هذه الجرائم. وخلال الفترة ما بين 2013 و2015، جاء الدور على الاحتجاجات التي اندلعت في منطقة مْزاب، التي يسكنها أكثر من 200 ألف شخص يعتنقون المذهب الإباضي. لقد وجد هؤلاء المزابيون الأمازيغ أنفسهم بلا حول ولا قوة أمام السلطات، حيث تعرضوا للتهديد من قبل “العرب” الشعانبة الذين قاموا بإحراق محلاتهم ومنازلهم.

وأردف: “فبدلاً من مساعدتهم، انقضّت السلطات على هؤلاء الضحايا المزابيين، حيث أسفرت هذه الإضطرابات عن مقتل العديد من الشباب، وعمليات تدمير ونهب [5]، واعتقال زعمائهم وقمعهم، بالإضافة إلى وفاة زعيمهم د. كمال الدين فخار خلال إضراب عن الطعام إبّان “حراك الجزائر”.

وأشار إلى “الحراك” الشعبي الذي انطلقت شرارته الأولى في فبراير 2019، حيث نزل عشرات الآلاف من الجزائريين إلى شوارع البلاد احتجاجًا على ترشح الرئيس المنتهية ولايته آنذاك، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة. وكذا المطالبة بعودة العسكريين إلى الثكنات مع خضوع الجيش لسلطة مدنية منتخبة ديمقراطياً، ورفض الانتخابات الرئاسية المزورة التي جرت في 12 ديسمبر 2019 والتي أوصلت عبد المجيد تبون إلى السلطة كدمية في أيدي الجنرالات، الذين واصلوا ممارساتهم القمعية من خلال سجن الديمقراطيين وتكميم أفواه الصحافة وملاحقة نشطاء حقوق الإنسان والحركات السياسية السلمية، مثل حركة تقرير مصير القبائل (الماك) التي تم تصنيفها كحركة إرهابية.

ولفت إلى أن هؤلاء الجنرالات المجرمين “كانوا وراء العديد من الاغتيالات السياسية من خلال إنشاء مجموعات إرهابية، مثل الجماعة الإسلامية المسلحة، ومذابح السكان خلال العشرية السوداء في التسعينيات، حيث انقلب الجنرالات على العملية الانتخابية ونتائجها التي جاءت لصالح الإسلاميين من جبهة الإنقاذ الإسلامية، ممّا أدى إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص واختفاء عشرات الآلاف! بل إنهم تجرّأوا حتى على اغتيال رئيس كان يرغب في تقويم وإصلاح الجزائر، ويتعلق الأمر بالراحل محمد بوضياف “.

وأكد أن مطلب تقديمهم للمحاكمة أمام محكمة لاهاي، “ينبع من رفضنا التام لاستمرار هذا النظام الجزائري المافيوزي في نهجه المدمر ضدّ الشعوب الأصلية الافريقية- الأمازيغية”، موضحا أن ما يجري بالجزائر “يتعلق “بكبار ضباط ” – ينحدرون من الجيش الاستعماري الفرنسي – يعانون من عقدة نقص كبير كأشخاص مُستَعْمَرِين”.

وزاد أن “استهداف جنرالات الجزائر المافيوزيين للمغاربة باستمرار، واعتبارهم ألدّ أعدائهم، ينبع – بشكل أو بآخر – من اعتبارهم للمغاربة كـ”أمازيغ” أيضاً، وذلك لأنّ المغرب هو البلد الذي يضمّ النسبة الأكبر من السكان الأصليين الذين حافظوا على لغتهم الأفريقية منذ أقدم العصور، ألا وهي اللغة الأمازيغية! وذلك يرجع إلى أن المغرب هو البلد المغاربي الذي يمتلك أكبر عدد من السلاسل الجبلية (الريف، والأطلس المتوسط، والأطلس الكبير، والأطلس الصغير)، والتي أثبتت أنها حصون ومعاقل قوية ضدّ التعريب اللغوي والأيديولوجي!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News