اقتصاد

31 مليون قنطار.. الجفاف وقلة التساقطات يُضعفان توقعات محاصيل الحبوب

31 مليون قنطار.. الجفاف وقلة التساقطات يُضعفان توقعات محاصيل الحبوب

تراجعٌ “ملاحظ” في محصول الحبوب وتَأثُّرٌ بظروف مناخية “جد صعبة” بالإضافة إلى “التدخل لضمان تموين الأسواق الوطنية بالأغنام خلال مناسبة عيد الأضحى”، تكاد تكون هذه عناوينٌ كبرى لأداء قطاع الفلاحة خلال هذه السنة، حيث يُتوقع تسجيل انخفاض في إنتاج الحبوب بـ43 في المئة مقارنة بالسنة الماضية في وقت تم فيه تسجيل غياب انتظام للتساقطات المطرية.

وفي هذا الصدد، توقعت الحصيلة التي كشفت عنها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حول أداء الموسم الفلاحي 2023/2024، أن يبلغ إنتاج الحبوب الرئيسية 31 مليونا و200 ألف قنطار، موردة أن المساحة المزروعة بالحبوب الرئيسية خلال هذا الموسم بلغت 2 مليون و470 ألف هكتار مقابل 3 ملايين و670 ألف هكتار في الموسم الذي قبله أي بانخفاض قدره 33 بالمئة.

تراجع ملحوظ

وعن تفاصيل الإنتاج المرتقب من الحبوب خلال هذا الموسم، سجلت وزارة الفلاحة أن محاصيل الحبوب ستتراجع بـ43 في المئة مقارنة بالموسم السابق الذي بلغت خلاله المحاصيل 55 مليونا و100 ألف قنطار، لافتة إلى أن المحصول المرتقب من الحبوب سيتوزع على الشكل التالي؛ 17 مليون و500 ألف قنطار من القمح اللين و7 ملايين و100 ألف قنطار من القمح الصلب و6 ملايين و600 ألف قنطار من الشعير.

وقدرت وزارة الفلاحة المساحة القابلة للحصاد خلال الموسم الحالي بـ1 مليون و850 ألف هكتار، مبرزة أن هذه المساحة تمثل حوالي 75 بالمئة من المساحة المزروعة فقط، وواصلت الوثيقة ذاتها أن معدل المردودية المتوقع على المستوى الوطني من الهكتار الواحد سيقارب 17 قنطارا.

وفي ما يتصل بإجراءات الوزارة لدعم قطاع تربية المواشي والإجراءات المتخذة بمناسبة عيد الأضحى، ذكر المصدر ذاته أن “قطاع تربية المواشي يحافظ على توازنه بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة وتنزيل برنامج التخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية”، مستدركة أن “هذا البرنامج يتعلق بتوزيع الشعير المدعم والأعلاف المركبة لصالح مربي الماشية، فضلا عن تهيئة وتجهيز نقاط المياه لتوريد الماشية”.

واستعدادا لإحياء مناسبة عيد الأضحى المبارك، استعرضت حصيلة وزارة صديقي، أهم الإجراءات لضمان تزويد الأسواق الوطنية بما يكفي من الأغنام بالإشارة إلى “مساهمة تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة، بالإضافة إلى دعم استيراد الأغنام في إمداد السوق الوطني بشكل منتظم بالمنتجات الحيوانية”.

مواجهة الظروف المناخية “الصعبة”

وشددت الوزارة على أنه في ظل ظروف مناخية “جد صعبة”، فقد واصلت دعم توفير البذور والأسمدة وتنمية السلاسل الفلاحية وإدارة مياه الري والتأمين الفلاحي والتمويل ومواكبة الفلاحين، كاشفة في هذا الباب على أنه خلال الموسم الفلاحي الحالي “تم تسويق حوالي 1 مليون و100 ألف قنطار من بذور الحبوب المعتمدة بأسعار تحفيزية مدعمة في حدود 210 دراهم للقنطار بالنسبة للقمح اللين والشعير، و290 درهما بالنسبة للقنطار من القمح الصلب”.

ووصفت وزارة الفلاحية الظروف المناخية التي طبعت الموسم الفلاحي الحالي بـ”الظروف الصعبة”، معتبرة أن الموسم الفلاحي 2023-2024 يندرج في سياق مناخي “جد صعب” استمر لخمس سنوات متواصلة.

وعلقت الوثيقة ذاتها على التوزيع الزمني للتساقطات بأنه تميز بـ”تأخر تساقط الأمطار مما أدى إلى جفاف طويل في بداية الموسم”، مشددة على أن “هذا التأخر في التساقطات أثر سلبا على وضع الزراعات الخريفية”، مسترسلة بأنه “في المناطق المزروعة، اتسمت مرحلة بزوغ الحبوب من شهر نونبر بتباين وندرة التساقطات المطرية، وبالتالي تأثر نمو وتطور الزراعات التي تم وضعها”.

وأوضحت حصيلة وزارة الفلاحة بخصوص الموسم الفلاحي الحالي، أن “الأمطار المسجلة منذ شهر فبراير ساهمت في مراحل نمو وصعود الحبوب لا سيما في المناطق الشمالية لجبال الأطلس وواد أم الربيع”.

وكشف المصدر ذاته أن متوسط التساقطات المطرية الوطني بلغ إلى حدود 22 ماي 2024 حوالي 237 ملم، مشيرة إلى أنه سجل انخفاضا قدره 31 بالمئة مقارنة بموسم عادي (349 ملم) وبزيادة قدرها 9 بالمئة مقارنة بالموسم السابق (217 ملم) في نفس التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News