سياسة

“الأحرار” يرصد إشكالات ضعف الجماعات ويقترح برامج لتكوين المنتخبين

“الأحرار” يرصد إشكالات ضعف الجماعات ويقترح برامج لتكوين المنتخبين

رصد حزب التجمع الوطني للأحرار، العديد من الإشكالات التي تواجه التكوين المستمر للمنتخبين بالمغرب، والتي تختلف باختلاف المستويات أو الجماعات الترابية، مقترحا عدد من الإجراءات لتجاوز ضعف التكوين.

وأشار “الأحرار”، في كتاب “مسار التنمية.. عرض حزب التجمع الوطني للأحرار للارتقاء بعمل الجماعات الترابية والغرف المهنية”، إلى أن مشكل نقص التمويل تعاني الذي العديد من الجماعات على المستوى الترابي المحلي بسبب ضعف الموارد المالية، وهو أمر ينعكس، حسب أعضاء الحزب، بالضرورة على مخصصاتها من الميزانية لتمويل التكوين المستمر، ما يجعل من الصعب توفير التكوين اللازم لمنتخبي هذه الجماعات.

وجاء في مضامين الكتاب ذاته، أن قاعدة عدد أعضاء المجلس المستفيدين من التكوين ترتبط بالمساهمة المالية السنوية للجماعة في تمويل البرنامج السنوي المنبثق عن التصميم المديري الجهوي للتكوين المستمر، بالإضافة إلى أن القانون مكن الجماعات ذات القدرة المالية على الرفع من مساهمتها في تمويل البرنامج السنوي، وبالتالي فإن الرفع من عدد أعضاء مجالسها المستفيدين من التكوين، أمر تنتج عنه وضعية تكرس “اللا عدالة” مجالية على مستوى الكفاءات الترابية.

وذكر الكتاب ذاته بأن مشكل فعالية التخطيط تقتضي منهجية التخطيط التشاركي الفعال، من خلال إشراك المنتخبين في تشخيص الاحتياجات التكوينية، وفي اقتراح محاور ومجالات التكوين والبرمجة الزمنية للتنفيذ بشكل يتناسب مع التزاماتهم، وهو الأمر الذي يجعل نتائج التكوين غير مستجيبة للحاجيات الحقيقية للمنتخبين وغير ملائمة للمستويات الترابية باختلاف أنواعها.

وأكد التجمع الوطني للأحرار، أن مشکل طوعية المشاركة وضعف التحفيز لا تتعامل بصدده فئة واسعة من المنتخبين مع التكوين بالاهتمام والجدية اللازمين، و‘‘بالتالي فإن عدم إلزام الفئات المستهدفة من بين المنتخبين بمواكبة البرامج التكوينية، وضعف التحسيس والتحفيز على الشراكة، يجعلان هذه الأنشطة التي خصصت لها اعتمادات من الموارد المالية للجماعات الترابية، غير فعالة وغير ذات جدوى’’ يضيف الكتاب.

وبخصوص إشكالية التقييم، أشار الحزب ذاته، إلى أنه ‘‘من منطلق أنه لا تكوين دون تقييم مستوى تحقيق الأهداف المرجوة منه، فإن ضعف منظومة تقييم البرامج التكوينية الموجهة للمنتخبين وعدم قياس أثرها ووقعها على سلوكياتهم التدبيرية يقود إلى تدني مستوى فعالية التكوين، وبالتالي إلى هدر موارد مالية على موارد بشرية لا تتطور باتجاه التأهيل والكفاءة’’.

وتواجه المجالات الترابية النائية صعوبات في الوصول إلى أماكن تنظيم الدورات التكوينية المجمعة، وهو أمر يقلص حسب “الأحرار” من فرص استفادة أعضاء مجالسها من البرامج التكوينية المنظمة جهويا، ليتم طرح مشكل الولوجية إلى التكوين.

ولتجاوز هذه الإشكالات وتأثيراتها، قدم حزب التجمع الوطني للأحرار العرض التكويني المتكامل لتحسين جودة وفعالية التكوين المستمر لمنتخبيه بالجماعات الترابية، وذلك بغاية الارتقاء بإسهامه في تدبير التنمية الترابية بالمغرب.

واقترح الأحرار هندسة العرض التكويني لمنتخبي التجمع الوطني للأحرار من خلال إرساء نظام للتكوين المستمر لمنتخبي الحزب على المبادئ الأساسية، تأتي في مقدمتها، مبدأ الملاءمة، والتدرج الذي يتعين أن يغطي نظام التكوين فيه دورة حياة المنتخب بأكملها، عن طريق التدرج عبر مختلف تموقعات المنتخب داخل هذه الدورة، بدءا من مرحلة ما قبل الانتخاب مرورا بمختلف محطات المسار الانتخابي، وانتهاء بمرحلة ما بعد نهاية الفترة الانتدابية.

ويقوم نظام التكامل، كمبدأ آخر على إعداد برامج تكوينية للمنتخبين عبر تكامل المستويات المختلفة، وذلك من خلال البدء بمستوى تكويني مشترك بين مختلف المنتخبين، ومستويات نوعية تخص كل كتلة من المنتخبين حسب المستوى الترابي الذي تنتمي إليه.

ويقوم مبدأ المأسسة حسب التجمعيين على أساس تحقيق نجاعة منظومة التكوين داخل الحزب، وإرساء بنية مؤسساتية تختص بتخطيط البرامج التكوينية وتنفيذها وتتبعها وتقييمها. بالإضافة إلى ضمان مبدأ الإلتقائية المتمثل في الحرص على تنسيق البرامج التكوينية بشكل يراعي معطيات التصاميم المديرية الجهوية للتكوين المستمر على مستوى المحتوى والبرمجة الزمنية.

وعلى هذا الأساس، اقترح الحزب ذاته، إحداث قاعدة بيانات خاصة بهيئة تأطير برامج التكوين المستمر على المستويين المركزي والجهوي، تضم كفاءات الحزب وخبرائه، كما يمكن الانفتاح على الخبراء والكفاءات من خارج الحزب. وإدماج أكاديمية الأحرار ضمن نظام التكوين المستمر وتقوية القدرات بالحزب، أو الاستفادة منها، خصوصا في العمل على إرساء آلية التكوين عن بعد.

جدير بالذكر، أن مصطفى بايتاس، شدد أمس السبت على الاهتمام الكبير الذي يوليه حزب التجمع الوطني للأحرار للمنتخبين المحليين، حين قال: “قضية المنتخب المحلي ما عمرها غابت على قيادة التجمع الوطني للأحرار لأن المنتخب المحلي هو السفير اللي كيعكس قيم وتوجهات وصورة الحزب لدى المواطنين”.

وجاء ذلك عقب تنويه المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مساء أمس خلال فعاليات اللقاء الوطني لتقديم رؤية الحزب للارتقاء بعمل الجماعات الترابية والغرف المهنية الذي تنظمه الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، بالحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، مشددين في نفس الوقت على اهتمام الحزب بالمنتخب المحلي باعتبار له دور مهم في التنمية وترسيخ الديمقراطية المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News