امرأة

إعلاميات يبرزن بمعرض الكتاب الحضور “المحتشم” للمرأة بغرف التحرير

إعلاميات يبرزن بمعرض الكتاب الحضور “المحتشم” للمرأة بغرف التحرير

يستمر النقاش الدائر حول مدى حضور المرأة في الإعلام الوطني تسجيل حضوره بقوة بالمعرض الدولي للكتاب، حينما أقيمت مائدة مستديرة حول “مقاربة النوع في الحقل الإعلامي الوطني”، أمس الأربعاء، ضمن فعاليات المعرض المقام بالرباط.

وأكدت الإعلامية ونائبة رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، مريم بوتوراوت، أنه وبالرغم من كون حضور المرأة الإعلامية بقاعات التحرير عرف تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة بجميع مراحل الإنتاج الإعلامي، إلا أن عددا من العراقيل لا زالت تقف في وجه المرأة في هذا المجال، مما يمنعها من بلوغ محطة “القرار التحريري”.

ولم تعمم مريم بوتوراوت في مداخلة لها هاته الحالة على كافة المؤسسات الإعلامية الوطنية، معتبرة أن الإشكال مطروح بالمؤسسات الخاصة بشكل أكبر مقارنة بنظيرتها العمومية.

وكشفت الصحافية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن التنميط الذي يطال المرأة الفاعلة بهذا المجال خاصة في قاعة التحرير، وذلك بحصر المواضيع التي تُكلف بالاشتغال عليها بالفولكلورية الخاصة بها بقولها: “غالبا ما يتم إبعادها عن كل ما هو سياسي وتكليفها بمواضيع المجتمع”.

واستدلت بوتوراوت في حديثها على ذلك بما حدث لها مع مدير نشر إحدى الجرائد التي اشتغلت بها سابقا، حينما “عرض على زميل لها الاشتغال بمؤسسته الإعلامية صحافيا بالقسم السياسي، بينما فاجأها بتقديم عرض زهيد للاشتغال صحافية بموقع آخر مخصص للمرأة”.

وتابعت المتحدثة عينها الدفاع عن موقفها بالاستنباط من تجربتها الشخصية، عندما ذُكر اسمها بقاعة تحرير أحد المنابر الإعلامية لشغل منصب صحافية في القسم السياسي بحكم خبرتها التي ناهزت 6 سنوات آنذاك، إلا أن رد رئيس تحرير المؤسسة جاء رافضا ضمها لفريق العمل بدعوى أنها أم لطفل ولن تكون متوفرة في كل الأوقات للعمل.

وشددت على أن “هذه الطريقة التي يتم التعامل بها مع النساء في المجال الإعلامي بالمغرب تساهم في تنميط دورها والترويج لإشاعة مفادها أنها مجرد صحافية محدودة الكفاءات والقدرات”.

وبخصوص المحتوى الإخباري، ذكرت بوتوراوت أن “الميل إلى تقديم المرأة بدون ملامح اجتماعية محددة وتوصيفها من خلال جنسها فقط، يعد من بين الإشكاليات المطروحة في البرامج السياسية المغربية”.

ولم تفوت الإعلامية عينها الفرصة دون تسليط الضوء على حضور المرأة الذي يكاد أن يكون شبه منعدم بالبرامج التي تركز على المواضيع السياسية بقولها: “يُلاحظ حضور مكثف للمرأة بالبرامج التي تهم شؤونها البسيطة واليومية، بينما في المقابل نستشعر غيابها بالبرامج السياسية التي تستدعي تواجدها للتعبير عن متطلباتها وآرائها السياسية”.

من جانبها، شددت الصحافية بوكالة المغرب العربي للأنباء، حسناء العقاني، على “أن أفضل مدافع عن المرأة هي المرأة نفسها”، مؤكدة أن قيامها بذلك “سيكسبها مكانة كصحافية بالحقل الإعلامي المغربي”.

وطالبت حسناء العقاني بضرورة توفير الظروف الملائمة للمرأة الإعلامية المغربية، وذلك بهدف السماح لها بالقيام بواجبها على أحسن ما يرام، علاوة على التوفيق بين حياتها المهنية والشخصية.

كما أكدت العقاني على إلزامية تطوير المرأة من نفسها عن طريق تركيزها على التكوين المستمر بغرض مواكبتها للتطورات المتسارعة التي يشهدها المجال بالمغرب.

بدورها، اعتبرت الإعلامية، أمينة غريب، أن مناقشة موضوع “مكانة المرأة في الإعلام الوطني” لا يعد وليد اللحظة، بل تم طرحه للنقاش بين نساء المجال قبل أزيد من 20 سنة، مؤكدة أن عددا من التطورات والتحسنات عرفها النقاش الدائر، خاصة على مستوى الكم بقولها: “لم يكن حضور المرأة في الساحة الإعلامية في الماضي قويا كما هو الحال الآن، بل كان قليلا إلى درجة شبه منعدم سواء في الإعلام العمومي أو الخصوصي”.

ونوهت غريب بما أضحى عليه الحال الآن بالنسبة لفئة وافرة من النساء الإعلاميات اللاتي أصبحن يخترن هذا المجال عن قناعة تامة، مضيفة “أن جودة معاهد التكوين لها الفضل كذلك في إنتاج طاقات نسائية قادرة على النجاح والوصول إلى أبعد مدى”.

وفي مداخلة لها، شددت الإعلامية نزهة الحضرمي “على أهمية الاشتغال على صورة المرأة من قبل وسائل الإعلام المغربية، لتأثيرها القوي على عقليات الأشخاص والتي يصعب تغييرها”.

وتساءلت نزهة الحضرمي “عن سبب سيطرة الذكور على إدارة نشر المؤسسات الإعلامية الوطنية مقابل رقم هزيل لفئة النساء، بالرغم من مجهودات المسؤولين على توفير المساواة في القطاع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News