مجتمع

250 مسجدا تعزز مخزون الدم الوطني في شهر رمضان

250 مسجدا تعزز مخزون الدم الوطني في شهر رمضان

تسجل حملات التبرع بالدم، المنظمة على مستوى مساجد المملكة خلال شهر رمضان المبارك، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، من منطلق وعيهم بأهمية هذه المبادرة النبيلة وتضامنهم مع الأشخاص الذين يحتاجون لهذه المادة الحيوية.

وخلال هذا الشهر الفضيل، يلاحظ تزايد أعداد المتبرعين بالدم المنخرطين في هذه الحملات التضامنية التي ينظمها المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين.

وقالت مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، نجية العمراوي، إن جمع أكياس الدم خلال شهر رمضان كان يطرح في الماضي تحديا كبيرا بسبب نقص عدد المتبرعين، مشيرة إلى أن التعاون المثمر مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين مكن من تنظيم حملات للتبرع بالدم بالمساجد منذ سنة 2012.

وأوضحت العمراوي أن “هذه الحملات، التي أصبحت تنظم على الصعيد الوطني، تغطي 18 مركزا جهويا لتحاقن الدم في جميع أنحاء المغرب”، مشيرة إلى أن عدد المساجد المعنية بهذه المبادرة ارتفع حاليا إلى 250 مسجدا.

وأبرزت أن الطاقم الطبي وأفراد المؤسسة يباشرون، بعد كل صلاة عصر، الاستعدادات لضمان حسن سير العملية التي تبدأ مباشرة بعد صلاة التراويح، مشيرة إلى أن حملات التبرع بالدم بالمساجد شهدت حتى الآن إقبالا كبيرا من لدن المواطنين.

ويهدف هذا المشروع الوطني، بحسب المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، إلى بلوغ نسبة 100 في المئة من التبرعات التطوعية، وجمع 26 ألف كيس من الدم، من بينها أزيد من 16 ألف كيس من الدم الكامل بالمساجد.

من جانبها، أوضحت المسؤولة عن التحسيس والتواصل بالمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم بالرباط، إكرام شهبون، أن اختيار المساجد لتنظيم هذه الحملات جاء بالنظر للعدد الكبير من المصلين الذين يقصدونها لأداء صلاة التراويح.

كما حرصت شهبون على طمأنة المواطنين بأن “التبرع بالدم بعد الإفطار لا يمثل أي خطر على صحتهم”، مؤكدة في المقابل أنه يعتبر “مفيدا للغاية” لهم.

وبحسب حصيلة المركز الوطني، فإنه يتم في كل سنة بلوغ الهدف المحدد للمتبرعين في إطار حملات التبرع بالدم أو تجاوزه، مع الإشارة إلى أنه تم تحقيق رقم قياسي سنة 2019 بلغ 29 ألف متبرع.

وفي سنة 2023، بلغ معدل التبرع بالدم نسبة 1 في المئة من السكان بالمغرب، وهو ما يتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية، حيث بلغ عدد المتبرعين 382 ألفا و234. ويعتبر هذا المعدل الحد الأدنى الضروري للاستجابة للاحتياجات من الدم في بلد ما.

وفي كل رمضان، تتكاثف الجهود للتغلب على تحدي الأسبوع الأول من الشهر الكريم الذي يشهد انخفاضا كبيرا في المخزون كل عام.

وكشفت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم لجهة الدار البيضاء-سطات أمل دريد، نهاية مارس الماضي، أنه “في أعقاب العطلة المدرسية الأخيرة والاستعدادات لشهر رمضان، سجل مخزون أكياس الدم انخفاضا كبيرا نتيجة لانخفاض عملية التجميع، حيث إن المخزون منخفض جدا ولا يتجاوز استهلاك 2 إلى 3 أيام”، وهو أقل من الحد الأدنى الموصى به من طرف منظمة الصحة العالمية، المتمثل في 7 أيام.

وتابعت، أنه من خلال الجمع بين قيم التضامن الخاصة بشهر رمضان والمتطلبات الصحية، فإن حملة الجمع في المساجد تقدم استجابة ملموسة وفعالة لنقص الدم، وهو ما يفسر التحسن التدريجي في مستوى المخزون ابتداء من الأسبوع الثاني.

ودعت دريد مرة أخرى إلى تكثيف التبرع بالدم، لأن هذا الأخير لا يوجد في الصيدليات، معربة عن قلقها من” أننا بعيدون عن الطلب الحقيقي في هذا المجال (500-600 كيس يوميا)”.

وأبرزت، في هذا السياق، أهمية رفع مستوى الوعي ونشر ثقافة التبرع بالدم بين السكان، الذين يتبرع منهم أقل من 1 في المائة بالدم، لافتة إلى أن منظمة الصحة العالمية تقدر أن ما بين 1 إلى 3 في المئة من السكان ينبغي أن يتبرعوا بالدم لتغطية احتياجات أي بلد.

وقالت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم لجهة الدار البيضاء-سطات، في هذا الصدد، إن جهة الدار البيضاء سطات، حيث تبلغ هذه النسبة 1,45 في المائة، تشكل “استثناء بفضل التواصل واستراتيجية المجموعات المتنقلة والوحدات الثابتة والمتنقلة المنتشرة حاليا بجميع مناطق الجهة”، لكن لابد من القول إن الجهة تمثل أكثر من 36 في المائة من الاستهلاك الوطني، كما أن ارتفاع الطلب يجبر المركز على توزيع ما بين 500 إلى 600 كيس دم يوميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News