الغياب عن أولمبياد باريس يًعرِّي ضُعفَ “قضاة الملاعب” بالمغرب

أثار غياب العنصر الذكوري عن لائحة الحكام الذين سيقودون مباريات كرة القدم في أولمبياد باريس التي أعلنت عنها لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الثلاثاء المنصرم، جدلا واسعا في الوسط الكروي المغربي، بالنظر لأهمية التظاهرة العالمية وضرورة حضور المغرب بها بكافة مكوناته.
وتساءل متتبعو الشأن الرياضي عن أسباب تقهقر التحكيم بالمغرب والذي أدى إلى استبعاد تام للحكام المغاربة من منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس 2024، بينما عرفت حضورا محتشما حفظ ماء وجه الصافرة المغربية من خلال المغربيتين بشرى كربوبي، حكمةً للساحة، وفتيحة جرمومي حكمة مساعدة.
وفي هذا الصدد، يرى المحلل الرياضي محمد الخراز أن التحكيم المغربي غاب عن التظاهرات الرياضية العالمية منذ رحيل أسماء من قبيل سعيد بلقولة، عبد الرحيم العرجون ومحمد الكزاز، والتي جمعت بين الخبرة والموهبة في مجال التحكيم.
وأكد الخراز في تصريح لجريدة “مدار21″، أن حضور عامل الموهبة عند الحكم الرياضي يمنحه الأفضلية للنجاح في بناء الشخصية والكاريزما، إلى جانب قدرته على التواصل مع اللاعبين والمدربين، رابطا تطوير الحكم بالزيادة من إمكانياته.
وأوضح الخراز أن عامل الموهبة يسجل غيابا واضحا عند حاملي صافرة التحكيم بالمغرب في صفوف الرجال، مستثنيا بذلك الحكم رضوان جيد، الذي لم تسمح بعض الجزئيات له الاستمرار في تسجيل حضوره بالمحافل الكبيرة، مؤكدا أن هذا التراجع يقتضي على مسؤولي اللعبة بالمغرب أن يضعوا ورشا تحت مسمى التحكيم وإعادة هيكلة طريقة تعيين الحكام والتنقيب عليهم.
وأرجع المحلل الرياضي أسباب أزمة صافرة التحكيم المغربي إلى التوكيل الخاطئ لخبراء التحكيم وتكليفهم بتكوين الأجيال في هذا المجال إلى جانب تقييم مستوياتهم، داعيا إياهم إلى التنقيب وتكوين حكام شباب على أعلى مستوى، كما يجب الزج بهم مع حكام أكثر خبرة من أجل الاحتكاك معهم والتعلم منهم، إضافة إلى ضرورة خلق خلية لتطوير الحكم.
وأضاف الخراز أن للجامعة الملكية مسؤولية في غياب الحكام الرجال على تظاهرة الألعاب الأولمبية القادمة لكونها أصبحت تركز بشكل كبير على المنتخبات الوطنية، دون إشرافها على موازاة النتائج المحققة من قبلها بورش تحكيمي يقوده حكم محترف مغربي وذو مستوى عال.
ولا يعتقد المحلل الرياضي أن المغرب قادر على المنافسة بحكامه عربيا وإفريقيا بالنظر لتوفر دول عديدة من قبيل ليبيا، موريتانيا، الجزائر، مصر وتونس على حكام محترفين وذوي جودة عالية، مرجعا ذلك إلى “قدرتهم على وضع حكم ذو كفاءة وخبرة ويفهم بين التطوير والتكوين بمكانه المناسب”.
وشدد الخراز على ضرورة وضع مسؤولي الكرة بالمغرب لهدف في أفق سنة 2030، يتمثل في التوفر على 4 حكام مغاربة يديرون مباريات بطولة كأس العالم.
وتأسف المتحدث نفسه لوضعية التحكيم بالمغرب مشيرا إلى أنه “بالرغم من توفر عدد هائل من الحكام على الشارة الدولية إلا أنهم لا يديرون مباريات ببطولات عالمية”.