صحة

تستهدف الشباب والمراهقين.. طبيب يحذر من مخاطر إدمان السجائر الإلكترونية

تستهدف الشباب والمراهقين.. طبيب يحذر من مخاطر إدمان السجائر الإلكترونية

بعدما أضحت الجهود المبذولة للحد من استخدام التبغ تؤتي ثمارها بانخفاض معدل انتشار التدخين بين التلاميذ بنحو الثلث في غضون عقد من الزمن، باتت السجائر الإلكترونية العصرية اليوم تحل محل التقليدية مستقطبة الأطفال والمراهقين بسبب روائحها الفاكهية، وألوانها الشبابية، وسهولة الوصول إليها في كثير من الأحيان.

الأرقام المقلقة و الانتشار المخيف للسجائر الإلكترونية بين الأطفال و الشباب، بات يضع هذه الفئات المستهدفة في مرمى الإدمان، سيما في ظل وجود استراتيجيات دعائية شرسة تمارسها شركات صناعة التبغ.

إدمان قاتل

الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أكد أن السيجارة الإلكترونية تهديد قاتل للأجيال الجديدة، خاصة الشباب والمراهقين.

وأضاف في تقرير توصلت به جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن واحد من أصل كل ثمانية شباب أو مراهقين مغاربة في المدارس، يستعمل أو سبق له أن استعمل السيجارة الإلكترونية، مؤكدا أن التعاطي والتجريب يبدأ في فترات مبكرة حتى قبل سن العاشرة، ليتحدد بشكل عام بالنسبة لغالبية المراهقين بعد سن الرابعة عشرة.

يضيف تقرير الدكتور حمضي أن منظمة الصحة العالمية والخبراء يعتبرون منتجات التبغ الجديدة، بما في ذلك السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، موادا ضارة على قدر ضرر السجائر التقليدية، بحيث أثبتت الدراسات حسب المصدر ذاته أن من شأن السجائر الإلكترونية،على غرار التقليدية، أن تسبب أمراضاً  مزمنة كالسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، والقلق، والالتهابات، كما يمكن أن تؤثر على صحة المرأة الحامل وجنينها، وعلى دماغ الطفل الذي يبقى في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين.

وأضاف المصدر ذاته، أن استخدام السجائر الإلكترونية يتسبب في الإدمان، ويضاعف ثلاث مرات تقريبا خطر التعاطي للسجائر التقليدية بالنسبة للبالغين غير المدخنين والأطفال والمراهقين والشباب والنساء الحوامل، مشددا على أن السجائر الإلكترونية أصبحت خطرًا على الصحة وإدمانا حقيقيا مميتا.

وبخصوص البالغين الذين يتعاطون للتدخين، سجل تقرير الطبيب عدم وجود دراسات حتى اليوم تثبت فائدتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، ولا اعتبارها أقل خطورة على الصحة.

التبغ..صناعة الموت

من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات البث المباشر، التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب، أطلقت صناعة التبغ استراتيجيات إعلانية جديدة لبيع الإدمان القاتل على نطاق واسع . يضيف التقرير، أن الغرض منها استقطاب ما يكفي من الأطفال والمراهقين والشباب، ليصبح الملايين من الأطفال عرضة للوفاة كل عام بسبب التبغ.

وأشار التقرير نفسه، إلى أن السيجارة الإلكترونية تعتبر بالنسبة لصناعة التبغ، سلاحا جديدا (الإدمان وقوة البيع)، تسهيلا للتعاطي للمواد الأخرى التقليدية، وأكد أن التعاطي لهذا النوع من السجائر يشكل إدمانا حقيقيا يهدد حياة وصحة والرفاه الاجتماعي والاقتصادي للأجيال القادمة.

وشدد على أن صناعة التبغ مسؤولة مسؤولية تامة عن الأضرار الناجمة عن استراتيجياتها المتعمدة، مردفا: ‘‘من الواضح أن “عدو” الحياة والصحة الذي يجب إدانته، في ضوء جميع البيانات، هو صناعة التبغ، التي تخلق عمدا لأغراض تجارية إدمانا قاتلا بين الشباب والأجيال القادمة’’.

ولفت بأن حماية الأطفال والأجيال القادمة من هذه التلاعبات، ومواصلة الحرب ضد التبغ للحد من استهلاكه بشكل أكبر، تتطلب التزاماً من جميع الأطراف، الحكومات و المشرعين و المنظمات غير الحكومية بالإضافة إلى الآباء والشباب.

وتساءل الدكتور حمضي، ‘‘إذا كانت الدراسات، بالنسبة لتاريخ التبغ، لم تظهر سُمِّيَتَهُ وخطورته إلا ابتداء من سنة 1950، أي قرونا بعد البدء في استخدامه؛ إلا أننا هذه المرة، بالنسبة للسيجارة الإلكترونية، نعرف ما ينتظرنا، وما ينتظر أطفالنا والأجيال القادمة’’، مشيرا إلى مسؤولية صناعة التبغ عن الضرر الذي تسببه استراتيجياتها، قائلا:‘‘ الصمت سيكون تواطؤا قاتلا’’.

 الإدمان بلغة الأرقام

كشفت المعطيات المُضمنة في تقرير الباحث في السياسات والنظم الصحية الدكتور الطيب حمضي، عن أرقام التعاطي للسجائر الإلكترونية لدى المراهقين المغاربة، وأضافت أن دخول السيجارة الإلكترونية في حلبة السباق أطاح بجميع المواد الأخرى المسببة للإدمان،  أي أن 12.5% من المراهقين (أي واحد من كل 8) يستخدمون أو استخدموا بالفعل السجائر الإلكترونية، منهم %21.1 بين الذكور و %5.2 بين الفتيات (واحد من كل خمسة أولاد وواحدة من كل 20 فتاة)، و الذكور أربع مرات أكثر من الإناث .

و أبانت على أن عملية تجريب السجائر الإلكترونية بدأت بين التلاميذ المستعملين لها قبل سن العاشرة بنسبة %7.7 منهم، وبين 10 و12 سنة بـ %9.6 (أي واحد مسنة 23 مستهلكين)، وبين 13 و14 سنة %23.4. (أي الربع) وبين من هم بعمر 15 سنة فما فوق بنسبة %60 (أي 3 من أصل كل 5 مستهلكين)، مضيفا أن غالبية مستهلكي السجائر الإلكترونية من المراهقين، شرعوا في دلك ابتداء من سن 14 عامًا.

ولفتت المعطيات ذاتها بأن معدلات تعاطي المراهقين المغاربة للسيجارة والسيجارة الإليكترونية تبقى الأقل في دول شمال إفريقيا التي شملتها الدراسات، بمعدل أقل من معدل المنطقة وأقل بكثير من معدلات الدول الأوروبية، واضعا تساؤل ‘‘إلى أين يمكن أن تتجه الأمور مستقبلا’’ في مقدمة التقرير.

وخلص التقرير إلى أن 90% من جميع حالات سرطان الرئة تكون بسبب التدخين، وتعود ما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن التبغ إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وربعها إلى سرطان الرئ، فيما يموت المدخنون في المتوسط 8 سنوات قبل غير المدخنين،  و يسبب 21 مرضاً مزمناً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News