مجتمع

نقابات ترد على “شيطنة” العمري للأطباء وتستنكر تواصل الإساءات

نقابات ترد على “شيطنة” العمري للأطباء وتستنكر تواصل الإساءات

عبرت النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر والتجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص النقابة الوطنية للطب العام بكافة مكوناتها، عن استيائها من استمرار اتساع رقعة الإساءة للأطباء المغاربة، بسبب الخرجات والتصريحات “الإعلامية” التي تؤكد حضورا قويا حسبها لـ‘‘عطب كبير مسيء لكل المغاربة، لأنه يضرب في العمق ركائز الثقة التي هي أساس كل نجاح وتقدم’’.

وأكد التمثيل النقابي، في بلاغ توصلت “مدار21” بنسخة منه، أن الداعية ياسين العمري ‘‘لم يجد أدنى حرج في تبنى خطاب التعميم وهو يكيل التهم للأطباء، وينعتهم بأقبح النعوت، ويبخس مجهوداتهم، ويعمل على شيطنتهم مجردا إياهم من إنسانيتهم ووطنيتهم ويقدمهم في أبشع الصور المادية’’.

وعددت النقابات ردا على الخطاب، تلك المسؤوليات التي تحملها الأطباء والأدوار التي قاموا بها، ومعهم باقي مهنيي الصحة، من أجل خدمة الصحة العامة، في الجبال والقرى والمداشر النائية، لمواجهة الأمراض والوقاية منها، وفي أزمنة الأوبئة، مضيفين أن الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد-19 ما هي إلا نموذج صغير للتضحيات المبذولة التي أدت إلى إصابة أكثر من 100 أستاذ وطبيب بالعدوى التي كانت سببا في أن أسلموا أرواحهم لبارئها.

وكان ياسين العمري، قد بثَّ وتقاسم تسجيلا على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، تناول فيه موضوع الأطباء، وقدرتهم على ضرب ميزانية المواطن المغربي الذي يطلب العلاج، من خلال الرفع من تكاليف الفحص بالأشعة والتحاليل بالطرق التي تناسبهم، مضيفا أنه في بعض الأحيان يتم فرض إجراء عملية جراحية على المريض دون الحاجة إليها، وذلك من أجل تعويض مصاريف اقتناء الآلات الطبية الموجودة داخل عياداتهم حتى لو اقتضى الأمر الكذب.

وردت نقابات الأطباء على الداعية، مؤكدة أن الخطاب الذي أسس عليه المتحدث كلامه الموجه للعموم، ينضاف إلى مسلسل طويل من الإساءات التي ظل الأطباء يتعرضون لها في وطنهم من طرف جهات مختلفة وبأساليب وصيغ متعددة، ستؤدي إلى نشر المزيد من الكراهية وتعميم الحقد على نطاق واسع ضدهم.

ورفض بلاغ النقابات التطبيع مع هذه الممارسات والسلوكات، التي تشجع على مزيد من هجرة الكفاءات بالنسبة لأطباء الغد، ‘‘في الوقت الذي تعرف فيه بلادنا خصاصا كبيرا في الأطباء، وفي مرحلة زمنية جد مهمة في مسار بلادنا نحو تعميم الحماية الاجتماعية، تفعيلا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية للحرص على جعل المنظومة الصحية منظومة عادلة تضمن التكفل الصحي بكافة المواطنين وتضمن ولو جمع اليها بشكل سلس بعيدا عن كل الإكراهات المادية منهاء المعنوية’’.

وأضاف الخطاب أن‘‘ الملك أكد كذلك على أن تكون الجدية محددا لسلوكاتنا ولعملنا كل من موقعه لخدمة الوطن والمواطنين، إلا أنه يتبين وبكل أسف من خلال مثل هذه التصريحات افتقاد البعض لها مقابل تبنيهم لخطابات الإثارة والشعبوية التي لا تساهم إلا في تعميم الاحتقان’’.

ودعا بلاغ النقابة إلى كل مواطن تضرر من ممارسة ما ومن سلوك يعتبره مسيئا له أو تسبب له في أضرار معينة، كان مصدره طبيبا أو غيره، فإنه يمكن له التوجه إلى المؤسسات المختصة من هيئة وطنية للأطباء ومجالس جهوية، أو للوزارة الوصية من خلال مفتشيتها، أو إلى مؤسسة القضاء للمطالبة بحقوقه وبجبر الضرر إذا ما كان له الحق في ذلك.

وعبر البلاغ الموقع من طرف النقابات الـثلاث، على وعيه بأن كل مجال وقطاع في كل المجتمعات، يوجد به الصالح والطالح، داعين إلى ضرورة التمييز بينهما وعدم تسمسة الأشياء بمسمياتها في حال وجود خلل ما، عوض تبني خطاب التعميم المحبط، والحاط من الكرامة والمسيء لها، الذي يؤدي حسب النقابات إلى نشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.

وشدد التمثيل النقابي في الأخير على رفضه ‘‘لكل ممارسة مسيئة لقسم أبو قراط ولأخلاقيات مهنة الطب النبيلة’’، منددين بالمقابل بـ‘‘استمرار هذه الممارسات للمساهمة في تشجيع ودعم المبادرات والمجهودات التي تخدم الوطن والمواطنين والتنويه بأصحابها، ولتسليط الضوء بكل أمانة ومسؤولية على كل الاختلالات التي قد تقع باعتماد مبدأ الإنصاف، حتى لا تتم الإساءة للجميع، وفي أي مجال من المجالات’’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News