صحة

خبير يوضح أسباب انتشار مرض الحصبة بين الأطفال بالمغرب

خبير يوضح أسباب انتشار مرض الحصبة بين الأطفال بالمغرب

ليست هذه المرة الأولى التي يعرف فيها المغرب ارتفاعا في حالات الإصابة بمرض الحصبة، أو ما يعرف في اللغة العامية بـ”بوحمرون”، الفيروس الذي يجد ينتشر لأسباب عديدة، ليجد ضالته بين الرضع والأطفال الصغار، وفي بعض الحالات حتى البالغين.

وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أعلنت الأيام القليلة الماضية عن انتشار واسع لعدد حالات الإصابة بالفيروس منذ منتصف شتنبر 2023 بجهة سوس- ماسة بالخصوص، مما عجّلت باتخاد مجموعة من التدابير الميدانية منها تعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات للتلقيح، و أهابت نظرا لخطورة المرض، لجميع الأمهات والآباء بضرورة الالتزام بجدول التلقيح المعتمد في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، الذي يشمل جرعتين ضد الحصبة في الشهر التاسع والثامن عشر.

هذا الفيروس الواسع الانتشار يفتح النافذة على 3 أسئلة، تطرح مجملها على الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، تتناول الكشف عن أسباب الانتشار، وأعراض الفيروس، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن اتخاذها لمنع الإصابة بالمرض.

الارتفاع الملحوظ الذي رصدته وزارة الصحة عزت فيه أسباب ظهور بؤر الحالات المرضية إلى انخفاض الإقبال على التلقيح، كيف تفسر ذلك؟

نعم، إن التفسير الأول لانتشار الفيروس بين الأطفال يتجلى في انخفاض التلقيح في المناطق التي رصدتها الوزارة، فالحصبة مرض فيروسي خطير وشديد العدوى، إذ ينتقل بسرعة خاصة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، أو بشكل غير مباشر من خلال الأسطح الملوثة بالفيروس. كما يمكن لطفل مريض واحد أن يصيب 16 إلى 20 آخرين، ونفس الأمر بالنسبة للطفل المصاب أو البالغ المصاب، إذ بإمكانه إصابة من 9 إلى كل 10 مخالطين مقربين غير ملقحين.

وأضيف أن المرض يصيب أي شخص، طفل أو بالغ، غير ملقح تماما أو بشكل غير كامل، أي بمعنى أنه لم يتلق أي جرعة واحدة من اللقاح أو جرعة واحدة بدون جرعة معززة، ويعتبر الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة، من الفئات المعرضة لخطر الإصابة بهذا المرض الشديد.

ماذا يحدث عند الإصابة بفيروس الحصبة؟

الحصبة فيروس يصيب الجهاز التنفسي ثم ينتشر في باقي أنحاء الجسم، فمن بين مضاعفات الإصابة به، نجد، الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوهن، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم. فعندما يصل الفيروس إلى الجلد، يؤثر على الأوعية الدموية المغذية لها، مسببًا التهابها، فيظهر احمرار الجلد المميز لمرض الحصبة.

كما يمكن أن تؤدي أعراض هذا المرض إلى الموت، أو الإعاقات مدى الحياة، بالإضافة إلى مشاكل التنفس الشديدة، التهاب الدماغ، العمى، الجفاف وغيرها من المضاعفات.

على ماذا يعتمد علاج الحصبة؟

يجب القول أولا إن فيروس الحصبة خطير، بإمكانه أن يقضي على الطفل أو البالغ المريض، ففي العالم يموت طفل واحد في كل 4 دقائق بِداء الحصبة. وسجلت سنة 2021 وفاة 128.000 شخص بسبب الحصبة في العالم. الشيء الذي يتطلب ضرورة العلاج عبر تتبع العديد من الإجراءات، أهمها التلقيح، أو التطعيم، هو الوسيلة الآمنة والفعالة لتجنب عدوى الحصبة والأوبئة.

وأضيف التطعيم يتم من خلال جرعة واحدة في عمر 9 أشهر وجرعة ثانية بعد بضعة أشهر، فهاته الجرعات كفيلة بإنقاذ أرواح 5 أشخاص كل دقيقة حول العالم. فبين عامي 2000 و2021، تم إنقاذ حياة 56 مليون شخص من خلال التطعيم ضد الحصبة. وثانيا، أنصح بالنظافة، واتخاد تدابير الحماية لتجنب العطس والرذاذ المسبب الأول لمرض الحصبة.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب نظم عام 2013 حملة وطنية للتلقيح الاستدراكي ضد الحصبة والحصبة الألمانية من أجل تطعيم 10 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و19 عاما في المراكز الصحية والمدارس، وكان الهدف على وجه التحديد هو الحفاظ على صحة الأطفال وحمايتهم عبر التلقيح الكامل. إذ تصل معدلات التلقيح ضد الأمراض المستهدفة لدى الأطفال إلى أكثر من 95 في المائة، ويعد المغرب من بين البلدان ذات التصنيف الجيد في هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News