دولي

محادثات وقف النار بالقاهرة مستمرة وآمال لبلوغ حماس وإسرائيل اتفاق قبل رمضان

محادثات وقف النار بالقاهرة مستمرة وآمال لبلوغ حماس وإسرائيل اتفاق قبل رمضان

تضاربت الأنباء بشأن مصير المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة قبل رمضان، إذ ذكرت وكالة “رويترز” أنّها “انتهت من دون انفراجة” بينما أكّد مصدر مصري كبير أنها “مستمرّة”.

ماذا في التفاصيل؟

ذكرت “رويترز” أنّ “المحادثات انهارت بين حركة “حماس” ووسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بينما تبقت أيام فقط لوقف القتال قبل أن يحل شهر رمضان”.

وقال القيادي الكبير في “حماس” باسم نعيم لـ”رويترز” إنّ “الحركة قدّمت مقترحها بشأن اتّفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء خلال يومين من المحادثات وتنتظر الآن ردّاً من الإسرائيليين الذين غابوا عن هذه الجولة”.

وأضاف نعيم أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو لا يريد اتّفاقاً، والكرة في ملعب الأميركيين للضغط عليه من أجل التوصّل إلى اتفاق”.

ونقلت قناة “الجزيرة” القطرية عن مصادر فلسطينية أن اللقاء بين وفد “حماس” ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل الإثنين والثلثاء في القاهرة “لم يسفر عن اختراق”.

ورغم الأجواء السوداوية، أكّد مصدر أمني كبير لقناة “القاهرة الإخبارية” أنّ “مباحثات القاهرة مستمرة، ولا صحّة لعدم الوصول لاتفاق حتى الآن”، وأشار إلى أنّ هناك “مصاعب تواجه المباحثات، ولكنّها مستمرة”.

ويتقاطع ذلك مع ما كشفه قيادي في “حماس” عن أنّ قادة من الحركة سيعقدون مزيداً من المحادثات في القاهرة مع الوسطاء المصريين والقطريين.

وقال القيادي لـ”رويترز”: “الوفد سيبقى في القاهرة أمس الثلاثاء لمزيد من المحادثات ومن المتوقّع أن يتم إنهاء هذه الجولة من المحادثات في نهاية اليوم”.

وقاطعت إسرائيل المحادثات لأن “حماس” رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة.

واعتبر نعيم أنّ “هذا يستحيل بدون وقف إطلاق النار أولا بالنظر إلى أن الأسرى موزّعون في أنحاء منطقة الحرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة”.

أجواء إسرائيل

بدورها، نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن مسؤولين إسرائيليين ترجيحهم صعوبة التوصّل إلى صفقة مع “حماس” قبل حلول رمضان.

وأفادت بأنه لا يوجد أي تقدّم نحو إبرام صفقة حتى الآن، وبأن مسؤولين إسرائيليين يرون أنّ “رئيس حماس في غزة يحيى السنوار لا يكترث لذلك، على الرغم من التفاؤل لدى الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين بأن حماس تريد صفقة”.

في السياق، طالب عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس خلال زيارته واشنطن ممارسة ضغط على مصر وقطر لدفع الحركة على إبداء المرونة في مواقفها.

وقال غانتس لمسؤولين في الإدارة الأميركية خلال اجتماعات عُقدت الليلة الماضية: “عليكم أن تكثّفوا ضغوطكم على الوسيطين ليدفعا بدورهما حماس إلى موقف مرن”، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية (كان)، وأضاف: “أنتم تملكون القدرة على الضغط، وهما يملكان الأدوات لفعل ذلك أيضاً”.

قطر – أميركا

وعقد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال بن عبد الرحمن إنّ بلاده تودّ أن “يتم تحرير كل الرهائن في قطاع غزة وإيصال المساعدات للمدنيين”.

بدوره، قال بلينكن إنّ لدينا فرصة للتوصل لوقف فوري للنار في غزة، الذي من شأنه زيادة وصول المساعدات الإنسانية القطاع، ووصف الوضع الحالي في غزة بـ”غير المقبول”.

وعُلقت آمال على أن تكون محادثات القاهرة المحطة الأخيرة قبل التوصّل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدّتها 40 يوماً يتم خلالها إطلاق سراح عشرات الأسرى وضخ المساعدات إلى غزة للحيلولة من دون وقوع مجاعة، وذلك قبل شهر رمضان.

وتقول واشنطن، الحليف الأقرب لإسرائيل وأحد رعاة محادثات وقف إطلاق النار، إن اتّفاقاً قبلت به إسرائيل مطروح بالفعل على الطاولة وإنّ الأمر “متروك لحماس لقبوله”. وترفض الحركة الفلسطينية هذه التصريحات، وتراها محاولة لإبعاد اللائمة عن إسرائيل إذا انهارت المحادثات من دون التوصّل لاتّفاق.

وتطالب الولايات المتحدة إسرائيل ببذل المزيد من الجهود للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في غزة، حيث قتل أكثر من 30 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي الذي أشعل فتيله هجوم شنّته “حماس” عبر الحدود في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص.

الجوع يتربص بقطاع غزة

ويسيطر الجوع حالياً على قطاع غزة المحاصر حيث تضاءلت إمدادات المساعدات بشدّة خلال الشهر الماضي، بعدما تقلّصت بالفعل بشكل حاد منذ بداية الحرب. وباتت مناطق كاملة من القطاع محرومة تماماً من الغذاء. وتعج المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، والمكتظّة بالفعل بمصابي الحرب، الآن بأطفال يتضوّرون جوعاً حتى الموت.

ويرقد الطفل أحمد كنعان وقد صارت عيناه غائرتين ووجهه شاحباً على سرير في مستشفى العودة في رفح ملتحفاً سترة صفراء. وخسر الطفل نصف وزنه منذ بداية الحرب وصار يزن الآن ستة كيلوغرامات فقط.

وأفادت ممرّضة بأن هؤلاء الأطفال الهزيلين يتدفّقون الآن على المستشفى بأعداد غير مسبوقة، وأضافت: “نواجه عدداً كبيراً من المرضى الذين يعانون من سوء التغذية”.

والوضع في شمال غزة هو الأسوأ، إذ لا تستطيع وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام الوصول إليه. وتقول سلطات الصحّة في غزة إن 15 طفلاً توفّوا بسبب سوء التغذية أو الجفاف في أحد المستشفيات.

وأشارت منظّمة الصحّة العالمية إلى أنّ سوء التغذية “متفاقم بشكل خاص” في شمال القطاع.

وذكر ممثّل المنظّمة في غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن أنّ طفلاً من بين كل ستة أطفال دون الثانية من العمر يعاني من سوء تغذية حاد هناك.

وأوضح: “كان هذا في كانون الثاني (يناير). لذا من المرجّح أن يكون الوضع أسوأ اليوم”.

وتقول إسرائيل إنّها مستعدّة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة عبر نقطتي التفتيش على الطرف الجنوبي من القطاع اللتين سمحت بفتحهما، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى في عدم توزيع المساعدات على نطاق أوسع.

وتفيد وكالات الإغاثة بان هذا بات مستحيلاً مع انهيار القانون والنظام، والسماح بدخول الأغذية وتأمين عمليات توزيعها يقع على عاتق إسرائيل التي اجتاحت قوّاتها بلدات غزة وتقوم بدوريات فيها.

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر: “لا بد وأن الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء، الذين يدركون أنه يتم منع المساعدات المنقذة للحياة والموجودة على بعد بضعة كيلومترات فقط، هو أمر لا يحتمل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News