سياسة

“بن بطوش” يحاول توريط بوتين وشراكة روسيا مع المغرب تقطع الطريق

“بن بطوش” يحاول توريط بوتين وشراكة روسيا مع المغرب تقطع الطريق

بعد حصده الفشل في زيارته لإيرلندا، وخروج الأخيرة معلنة أنها لا تعترف بالكيان الوهمي وأن زيارة “بن بطوش” لدبلن، والتي احتفت بها ماكينات الدعاية الجزائرية “كانت خاصة وليست دعوة رسمية”، عاد إبراهيم غالي، لاستهداف دول أخرى طمعا في تسول دعم زائف، حيث اختار هذه المرة روسيا.

وكانت إيرلندا أكدت أن موقفها بخصوص نزاع الصحراء الطويل الأمد يتمثل في أنها “تدعم بشكل كامل الجهود التي تديرها الأمم المتحدة وجهود الأمين العام للوصول إلى تسوية سياسية نهائية ومقبولة متبادلة بشأن هذه القضية”.

وعبّر إبراهيم غالي في مقابلة حديثة مع وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” عن رغبته في القيام بزيارة رسمية إلى روسيا، حيث أوضح “أنه يعمل على تحقيق هذا الهدف حتى تتطور العلاقات بين الطرفين”.

والتقى إبراهيم غالي، يوم 16 نونبر، بالسفير الروسي بالجزائر فاليريان شوفاييف، الذي كان حينها في زيارة نظمتها الأمم المتحدة إلى مخيمات تندوف. وفي 7 فبراير، استقبل مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر كينشاك وفدا من البوليساريو في موسكو.

محمد سالم عبد الفتاح، الباحث في شؤون الصحراء ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، اعتبر أن استهداف العناصر القيادية الانفصالية لموسكو من أجل تنظيم زيارات يأتي بحكم اهتمامها بملف الصحراء كون روسيا تتمتع بحق النقض والعضوية الدائمة لمجلس الأمن فضلا عن كونها مساهم في الجهد المالي.

لكن في المقابل، أكد عبد الفتاح، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن روسيا وإن كانت تمتنع عن التصويت إزاء بعض القرارات ذات الصلة بملف قضية الصحراء إلا أنها لا تعترض على فحوى تلك القرارات التي تشيد بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كما ورد على لسان سيرجي لافروف في أكثر من مناسبة، وإنما تعترض على ما تصفه بالمقاربة غير التشاركية التي تهم إعداد الولايات المتحدة الأمريكية لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالملف.

كما سجل أن روسيا الاتحادية سبق أن أعلنت على لسان العديد من مسؤوليها أنها لا تزال تدعم كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالملف، كما سبق أن رفضت توجيه الدعوة للكيان الانفصالي بخصوص انعقاد القمة الروسية الإفريقية في موسكو في كناية واضحة عن رفضها التورط في أي شكل من أشكال الاعتراف بالبليسارسو الانفصالية.

وأشار، في السياق نفسه إلى أن روسيا بعثت عديد الإشارات في الإعلانات الصادرة عن القمة الروسية الإفريقية المنعقدة في موسكو يوليوز الفارط، حيث أكدت على اقتصارها في الشراكات التي تجمعها بالاتحاد الإفريقي على البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة.

وأضاف الباحث في شؤون الصحراء ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن روسيا تعترف عمليا بالسيادة المغربية على الصحراء من خلال مجموعة من الشراكات التي تجمعها مع المملكة، خاصة اتفاقية الصيد البحري التي تم تجديدها من الجانبين للمرة الثامنة منذ 1991.

ولفت إلى أن هناك انسجاما بين الرباط وموسكو فيما يخص التعاطي مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية بحكم أن روسيا نفسها تعاني من عديد الأزمات المرتبطة بقضايا الأقاليم والأقليات ذات الخصوصية السياسية، وهو ما يجعلها تحرص في مواقفها المعلنة على رفض الطروحات الانفصالية ودعم الوحدة الترابية للدول والتمسك بمبدأ سيادة الدول ووحدتها.

وقال إن روسيا حتى وإن استجابت لمطالب غالي، ستكون الزيارات لقاءات روتينية تعقدها الخارجية الروسية بحكم اهتمام الجانب الروسي بملف الصحراء ليس إلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News