بيئة

بلغت 24.55 بالمئة.. هل تنقذ الأمطار الأخيرة حقينة سدود بالمغرب؟

بلغت 24.55 بالمئة.. هل تنقذ الأمطار الأخيرة حقينة سدود بالمغرب؟

تشير المعطيات الحديثة التي أعلنت عنها وزارة التجهيز والماء، اليوم الإثنين 12 فبراير 2024، إلى أن نسبة ملء السدود بلغت 24.55 في المئة، في الوقت الذي كانت تقدر بـ31.87 في المئة في نفس الفترة العام الفارط.

ورغم التفاؤل بالأمطار الأخيرة التي شهدتها المملكة، تبين الأرقام الرسمية المعلنة من طرف الوزارة المذكورة تراجع حقينة بعض السدود والأحواض في حين تم “إنقاذ” سدود أخرى، حيث أن نسبة ملء سدود حوض “تانسيفت” بلغت 54.50 في المئة (39.34 في المئة العام الفارط)، في حين جاء حوض اللوكوس في المرتبة الثانية بنسبة ملء بلغت 40.97 في المئة (58.91 في المئة العام الفارط).

وبلغت نسبة ملء حوض سبو 36.67 في المئة (50.83 في المئة العام الفارط)، في حين قدرت نسبة ملء حوض زيز كير غريس 26.47 في المئة (21.08 في المئة)، وحوض ملوية بـ25.49 في المئة (25.19 في المئة العام الفارط)، وحوض أبي رقراق 22.72 في المئة (27.26 في المئة).

وبحسب المصدر نفسه، بلغت نسبة ملء حوض درعة واد نون 21.11 في المئة (14.37 في المئة)، وسوس ماسة 14.83 في المئة (14.31 في المئة)، وأم الربيع 5.95 في المئة (8.84 في المئة).

عز الدين اليازغي، خبير في المجال البيئي والمناخي، اعتبر أنه من الطبيعي أن تعرف حقينة سدود بالمغرب تراجعا ملحوظا مقارنة مع السنة الفارطة، نظرا لتعاقب أزمة الجفاف على البلاد لسنوات متتالية، مسجلا أن مثل هذه التساقطات، وفي حالة ما كانت انسيابية وبوتيرة عادية، يمكنها أن تنقذ بعض السدود المغربية.

وشدد في، تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، على ضرورة تظافر الجهود لتنفيذ تعليمات الملك والتعامل بجدية في مواجهة “إجهاد مائي هيكلي” تعانيه المملكة، مؤكدا أن تساقط الأمطار من الممكن أن يغني الفرشاة المائية الجوفية وينقذ الموسم الفلاحي، لكن في المقابل لا يجب أن ننسى أن المغرب، إلى جانب دول كثيرة، يعاني من أزمة جفاف “حتمية””.

ودعا الخبير في المجال البيئي والمناخي لحماية السدود، خلال فصل الصيف عبر التشجير و”الحلول المبتكرة” للحفاظ على “ما يتوفر عليه كل سد”، تجنبا لانخفاض حصة كل مغربي من الماء، والتي باتت تعرف تدهورا كبيرا.

وأواخر يناير الفارط، كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن السنة الهيدرولوجية منذ فاتح شتنبر 2023 وإلى غاية 19 يناير الجاري، عرفت عجزا في التساقطات المطرية، قُدر بحوالي 70 بالمئة حيث تراوح تراكم هذه التساقطات ما بين 0,2 ملم بالداخلة و423 ملم بطنجة.

و في معرض أجوبته على أسئلة النواب، حول “استراتيجية الوزارة لتدبير ندرة المياه”، أكد أنه لمواجهة تراجع الموارد المائية تم إطلاق حملة تحسيسية سمعية بصرية واسعة، شملت بث وصلات تحسيسية على القنوات التلفزية والوطنية ووسائل التواصل الاجتماعي مع الاستعانة بالمؤثرين، للحد من تبدير الماء الصالح للشرب على وجه الخصوص.

والتزم وزير التجهيز والماء أمام ممثلي الأمة بتنزيل مخطط العمل الاستعجالي الذي قدم أمام أنظار الملك محمد السادس خلال جلسة العمل المنعقدة في 16 يناير 2024، في شقه المتعلق بالتواصل الشفاف والمنتظم تجاه المواطنين حول تطورات الوضعية المائية والتدابير الاستعجالية.

وأشار إلى إطلاق المنصة الرقمية “الما ديالنا”. وهي منصة ذات طابع إخباري وتحسيسي، تمكن المواطنين من تتبع الوضع المائي الوطني عن كثب واستقاء آخر مستجدات الماء على الصعيد المحلي والجهوي والوطني وكذا الدولي وتحفيزهم على الانخراط بشكل أكبر ودائم في مسلسل تغيير السلوك اتجاه الماء.

وتشكل هذه المنصة، وفق ما أوضح وزير التجهيز والماء، بوابة مرجعية للمعلومات عن الماء بالمملكة، حيث تم نشر 2400 منشور، وتغطية 38 مليون شخص، وتلقي 176 ألف زيارة، لافتا إلى إطلاق سلسلة المعارض الجهوية للماء عبر التراب الوطني، كفضاء لتوعية وتحسيس مختلف مستعملي الماء بإشكالية الماء والاقتصاد في اسعمالاته، بتزامن مع انعقاد المجالس الإدارية لوكالات الأحواض المائية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News