بيئة

الإجهاز على غابة بوسكورة يثير مخاوف البيضاويين ومطالب بالتدخل

الإجهاز على غابة بوسكورة يثير مخاوف البيضاويين ومطالب بالتدخل

استنكر العديد من المواطنين خاصة منهم ساكنة بوسكورة الأيام القليلة الماضية، عمليات قطع الأشجار المستمرة التي شهدتها غابة بوسكورة، التي تشكل الرئة والمتنفس الوحيد للبيضاويين.

وتساءل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد قطع هذه الأشجار عن برنامج إعادة التشجير وأنواع الأشجار المقترحة محل الأكاليبتوس، داعين السلطات والفعاليات البيئية إلى ضرورة التدخل لإنقاذ الغابة، والبحث عن الجهات المسؤولة عن القطع.

وفي هذا السياق، قالت المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات جهة الدار البيضاء سطات، أن عملية قطع جزء من الأشجار، جاءت في إطار برنامج تجديد الأشجار المتقدمة في العمر التي تتأثر بشدة بظاهرة التغير المناخي وظهور الطفيليات التي تؤدي إلى تلف معظم أغصانها قبل أن تموت الشجرة نفسها، مما يشكل خطرا على سلامة الزائرين وقد يؤدي إلى نشوب حرائق.

وأضافت في بيان توضيحي صدر الثلاثاء 8 فبراير 2024الجاري، عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي”فايسبوك”، أن عملية القطع الحرجة هذه ليست هدفا في حد ذاتها، بل تتم برمجتها في مخطط تهيئة يتضمن عمليات تقنية بما في ذلك عملية إعادة التشجير بأصناف غابوية متأقلمة وتستجيب للخاصيات الإيكولوجية للمنطقة، إبتداءا من سنة 2025، بهدف إعطاء دينامية وحيوية جديدة لغابة بوسكورة التي توليها الوكالة الوطنية للمياه والغابات عناية خاصة لضمان استدامتها حتى تؤدي دورها الأساسي كمتنفس طبيعي لساكنة الدار البيضاء وضواحيها.

وتعليقا على الموضوع، قال أحمد رزوق، فاعل جمعوي في مجال البيئة والتنمية المستدامة، إن غابات الأكاليبتوس المتواجدة في المغرب ضواحي الرباط وجنوب الدار البيضاء الكبرى لها فوائد كثيرة، أهمها العمل على تلطيف الجو والتصدي للتلوث البيئي، كما تستعمل أوراقه حسب رزوق في صناعة محلول صالح للسعال ونزلت البرد.

وعدد الفاعل الجمعوي في تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، الأدوار الحيوية الأخرى لغابة بوسكورة في البيئة، موضحا دورها الفعال في تنظيم حلقات الماء، وإغناء الهواء بالأوكسجين، إضافة إلى التقليل من الاحتباس الحراري والعمل على صد الرياح، وحماية التربة من الانجراف وكذا الحفاظ على التوازن البيئي.

واعتبر المتحدث ذاته ما تعرضت له غابة بوسكورة، دليلا على عدم احترام وتقدير الغابة وأشجار الأكاليبتوس الموجودة حالياً على طول الساحل الأطلسي بالخصوص، مردفا في في نفس السياق ‘‘الغابة هي الموطن الحقيقي للنباتات والحيوانات والإنسان’’.

وأضاف أن ظاهرة التوسع العمراني التي تشهدها بعض المدن التي تجهز على الغابات لتشييد العمران، تشكل خطرا يهدد حياة الغابات بالمغرب، قائلا:‘‘لقد سبق وأن تعرضت غابة السنوبر في بوزنيقة للقطع، واليوم غابة بوسكورة، وغدا غابة معمورة والأطلس’’ مضيفا ‘‘كفى من التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية’’.

ودعا الفاعل البيئي المسؤولين بالمنطقة، إلى عدم منح التراخيص لقطع أشجار الغابات، ملتمسا من المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات جهة الدار البيضاء سطات، ضرورة العمل على محاربة الطفيليات والإسمنت المسلح الذان زحفا على الأخضر و اليابس حسبه.

كما جدد دعوته إلى المؤسسات والفعاليات الحقوقية والبيئية من أجل التعامل بحزم مع انتشار ظاهرة قطع أشجار الغابات، متخوفا في الوقت ذاته من وقوع كارثة بيئية متعددة الأطراف، زاد الجفاف من حدتها حسب قوله.

وتجدر الإشارة، إلى أن العملية التي نالت الأسبوع الجاري من اشجار غابة بوسكورة، أكدت المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات جهة الدار البيضاء سطات، بخصوصها أنها تندرج في إطار الفصل 45 موضوع السمسرة العمومية بتاريخ 11/05/2023 لاستغلال أشجار الأوكاليبتوس على مساحة 2,5 هكتار مصابة بالطفيليات بسبب عامل سنها الذي يتجاوز 60 سنة، وذلك وفق القوانين الجاري بها العمل فيما يخص استغلال الغابات و بعد الحصول على جميع الرخص القانونية، بما فيها محضر مداولة المجلس الجماعي لبوسكورة لشهر ماي 2023.

في المقابل يذكر أن مجلس جماعة بوسكورة في إطار دورة ماي العادية الذي انعقد يوم الخميس 4 ماي 2023 الماضي، وضع ضمن محضره الذي تضمن لائحة بجدول أعمال تتوفر “مدار21” على نسخة منه، قرارات  الدراسة والمصادقة على مجموعة من المشاريع والاتفاقيات دون ذكر إمكانية منح الترخيص بقطع الأشجار الذي تداولته الوكالة، الشيئ الذي جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون عن الجهات المانحة للرخص، واضعين الوكالة في قفص الاتهام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News