منوعات

حصيلة “حرب” الطرق بالمغرب تسائل عمل “وزارة عبد الجليل”

حصيلة “حرب” الطرق بالمغرب تسائل عمل “وزارة عبد الجليل”

لازالت حوادث السير بالمغرب تحصد الأرواح دفعة واحدة، فلا يكاد يمر اليوم الواحد أو الأسبوع دون أن تسجل المملكة  حوادث سير مميتة، مخلفة وراءها اضرارا وخسائر مادية وبشرية وخيمة، الأمر الذي  يسائل الوزارة إلى جانب وكالة “نارسا” للسلامة الطرقية عن حصيلة الإجراءات والاستراتيجيات المعتمدة للتقليص من حوادث السير.

أرقام حديثة

1672 حادثة سير سجلت داخل المناطق الحضرية، خلال الأسبوع الممتد من 22 إلى 28 يناير الجاري. لقي فيها 15 شخصا مصرعهم، وأصيب 2309 آخرون بجروح، إصابات 66 منهم بليغة. هي حصيلة مرتفعة أعلنت عنها بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني هذا الأسبوع.

وفي أواخر أسبوع دجنبر الماضي وبداية يناير الماضي، كشفت المديرية العامة للأمن الوطني عن مصرع 28 شخصا، وإصابة 2592 آخرون بجروح، 86 منها بليغة، في 1948 حادثة سير، داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 18 إلى 24 دجنبر لسنة 2023 .

أسباب الحوادث

وكشف أحمد يفيدي، رئيس جمعية تنمية للسلامة الطرقية والنقل بعين حرودة، أن من بين الأسباب المرشحة لارتفاع حوادث السير بالمملكة نجد تهور السائقين، وعدم احترام قانون السير، إضافة إلى استعمال الهاتف أثناء السياقة، واللامبالاة في عدم ارتداء سائقي الدراجات للخودة الواقية للفئات عديمة الحماية.

ودعا في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية إلى ضرورة تنظيم عدة حملات تحسيسية بالسلامة الطرقية نظريا وتطبيقيا على صعيد المدارس، و خلق شراكات مع الجمعيات المتخصصة في هذا المجال.

الوفيات تسجل في صفوف الشباب

وقدم مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بناصر بولعجول أمام لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة في 14 فبراير 2023 من العام الماضي، عرضا يكشف عن وفاة حوالي 760 شابا سنويا بسبب التهور في سياقة الدراجات، موضحا أن الفئة العمرية من 15 إلى 34 سنة تشكل نسبة 54.2 بالمائة من الوفيات.

وكشف عرض الوكالة المقدم أمام مجلس النواب عن بلوغ عدد قتلى حوادث السير في المغرب 3201 قتيلا أي بانخفاض بنسبة 6.84 في المائة حسب الإحصائيات المؤقتة المتعلقة بحوادث السير خلال سنة 2022.

حروب دامية

تعتبر سنة 2023، السنة التي شهدت حروب دامية ومآسي كثيرة نتيجة حوادث السير التي تودي بحياة العشرات من الأرواح دفعة واحدة.

وتعتبر حادثة” دمنات” بإقليم أزيلال من الحوادث الأكثر مأساوية في سنة 2023، حيت أسفرت عن مقتل 24 شخصا وإصابة آخرين بجروح طفيفة.

ووقعت الحادثة، حسب السلطات المحلية المدينة، على الطريق غير المصنفة الرابطة بين الطريق الجهوية رقم 302 ومدينة دمنات، على مستوى دوار أخشان جماعة سيدي بولخلف.

وجرت وقائع الحادثة بعد انقلاب سيارة للنقل المزدوج بأحد المنعرجات، كانت تقل العديد من الأشخاص المتوجهين إلى السوق الأسبوعي لدمنات.

برامج تكلف ميزانية ضخمة

حسب الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، فإن تكلفة حوادث السير الاقتصادية والاجتماعية باهضة، إذ تقدر ب1,7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، أي ما يعادل 19.5 مليار درهم سنويا.

ونفذت الدولة حسب وزارة التجهيز والنقل، برامج كثيرة للحد من ارتفاع حوادث السير في إطار الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية، منها البرنامج الخاص بهيئات السلامة الطرقية بميزانية 2.2 مليار درهم، ثم برنامج تجديد وتكسير مركبات النقل الطرقي، بميزانية 250 مليون درهم سنويا طيلة الفترة ما بين 2019 و2023، وأيضا برنامج تكوين السائقين المهنيين بميزانية 100 مليون درهم.

أضرار اجتماعية

وتخلف حوادث السير أضرار اجتماعية ونفسية وخيمة، تنضاف إلى الأضرار الاقتصادية. ويرى ياسين الكبيري، رئيس جمعية سفراء السلامة الطرقية بالمغرب، أن الأسباب الكبرى لحوادث السير تعود إلى السلوك السلبي الذي يقوم به الفئات على الطريق السيار، من بينهم سائقي الدراجات الصينية السريعة.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذه التهورات ينتج عنها آثار اجتماعية وخيمة من بينها المآسي التي يخلفها العدد المهول للقتلى والجرحى.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الآثار النفسية الناتجة عن الحوادث تبقى ملازمة لصاحبها لمدة طويلة، مخلفة وراءها العديد من الأيتام الأطفال إصافة إلى الأرامل.

وخلص المتحدث ذاته إلى أنه رغم الاستراتيجيات الموضوعة للتخفيض من ارتفاع حوادث السير، والتقليص من عدد القتلى للنصف سنة 2026″، إلا أنها لا تزالع بعيدة في الوصول إلى الهدف المتوخاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News