سياسة

هل تخدم عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض مصالح المغرب؟

هل تخدم عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض مصالح المغرب؟

لا شك أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستكون واحدة من بين أبرز المحطات التي يترقبها العالم خلال العام الجاري 2024، وذلك لأن نتيجتها ستكون عاملا حاسما في تقلبات عدد من الأحداث في العالم وكذا في مسار علاقات واشنطن وشراكاتها مع البلدان الأخرى، ومن بينها المغرب.

ورغم أن موعد الانتخابات الرئاسية تم تحديده في الخامس من نونبر 2024، أي بعد تسعة أشهر تقريبا، إلا أن دونالد ترامب، وبحسب الاستطلاعات الأولية الأوفر حظا، لمواجهة جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي في صناديق الاقتراع، والعودة للبيت الأبيض الذي خرج منه قبل ثلاث سنوات.

وعن تأثير هذه العودة المحتملة لدونالد ترامب، على العلاقات بين الرباط وواشنطن، وخاصة فيما يتعلق بملف القضية الوطنية، يؤكد نوفل البعمري، الباحث في شؤون الصحراء، أن هذا السؤال لم يعد مطروحا اليوم على مستوى العلاقة المغربية الأمريكية التي تشهد تطورا على مختلف المستويات منذ الإعلان الرئاسي الذي وقعه ترامب الذي تم بموجبه الاعتراف بمغربية الصحراء.

واعتبر البعمري، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذا التطور تعزز بتفاهم كبير في ملفات إقليمية ودولية على مستوى محاربة الإرهاب، الأمن و السلم الدوليين والتعاون الاستراتيجي بمنطقة الساحل وغيرها من الملفات التي يمكن للبلدان معا أن يلعبا فيها أدواراً طلائعية كبيرة.

وسجل الباحث في شؤون الصحراء، أن الشراكة بين الطرفين، والتي تم تعزيزها خلال سنوات، لم تعد مرتبطة بهذا الحزب أو ذاك، و لا بتغير الانتماء السياسي للرئيس الذي يقود الولايات المتحدة الأمريكية اعتباراً لكون الأمر يتعلق باختيار استراتيجي للإدارة الأمريكية التي تحمل رؤية استراتيجية للسياسة الخارجية التي أجمعت على أهمية المغرب بالنسبة إليهم مما جعل المغرب مهما في السياسة الأميركية ومرتبطا بعمق العلاقة التي تجمع الدولتين.

بدوره، اعتبر حمزة الأنفاسي، الباحث في العلوم السياسية، والمقيم في الولايات المتحدة، أنه يصعب القول بأن تغير الرئيس سواء بعودة ترامب أو وصول اسم آخر لن يؤثر على الوضع الحالي لأنه حيوي للمغرب كما هو حيوي للولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى الأنفاسي، في تصريح لجريدة “مدار21″ الإلكترونية، أنه وبناء على مخرجات الولاية الأولى لترامب والتي كانت إيجابية بالنسبة للمغرب مقارنة مع مخرجات ولاية بايدن وكذلك ما يعتبر ترامب أنها ستكون أولويات ولايته إن تم انتخابه مرة اخرى فإنه يمكن القول إن عودته للبيت الأبيض سيكون لها الوقع الإيجابي على المغرب.

وأضاف :”مادام هو الرئيس الذي ضمن من خلاله المغرب اعتراف أقوى دولة في العالم بمغربية الصحراء، فبإمكان المغرب استغلال عودته للرئاسة من أجل تفعيل هذا الاعتراف وأجرأته على أرض الواقع، عكس ما قامت به إدارة بايدن بتجميد أجرأته”.

ويشير الباحث في العلوم السياسية إلى أن المغرب يمكنه أن يستفيد من تركيز ترامب على الداخل الأمريكي من أجل بناء علاقات أقوى مع شركاء إقليميين بدعم أمريكي (الشراكات العربية-العربية، الشراكات جنوب-جنوب…)،كذلك على المستوى الاجتماعي.

وخلص إلى أنه يمكن لولاية جديدة لترامب أن تحد من هذا الضغط الكبير على القيم التاريخية للمغرب وعلى رأسها الأسرة التي أكد الملك محمد السادس على أهميتها القصوى في أكثر من خطاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News