سياسة

الجزائر “تنفخ في الرماد” لـ”تسميم” العلاقات المغربية الموريتانية

الجزائر “تنفخ في الرماد” لـ”تسميم” العلاقات المغربية الموريتانية

محاولات متكررة يقودها حكام الجارة الشرقية للتشويش على العلاقات المغربية الموريتانية، وهو ما تحاول نواكشوط نفيه في كل مرة معبرة عن حسن نيتها اتجاه الرباط ورافضة أي محاولة تسميم للعلاقات.

وتستغل الجزائر منذ بداية العام الجاري قرار السلطات الموريتانية الجمركية برفع الرسوم، والذي أبطأ حركة مرور الشاحنات المغربية عبر الكركرات، أكبر نقطة حدودية برية في المملكة من حيث النشاط التجاري، نحو نواكشط ثم نحو العديد من الدول الإفريقية، لمحاصرة الأدوار المغربية المتنامية في القارة.

عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، قال إن السياسة الخارجية المغربية تنبني على التعاون والشراكة وعلى طرح مبادرات بناءة وموضوعية لا يمكن للأطراف المعنية بها إلا أن تنخرط فيها سواء تعلق الأمر بالمجال الاقتصادي أو الثقافي أو الحضاري، معتبرا أن الغلبة دائما ما تكون للمصلحة أمام المناورات السياسية بين الفينة والأخرى.

وسجل البلعمشي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن العلاقات الدولية الراهنة وأمام الأزمات الدولية المختلفة، لا يمكن أن تتأسس إلا على خدمة المصلحة الوطنية وخدمة التنمية وخدمة الطرفين على حد سواء، بكثير من التوزان في اختيارات كل دولة لعلاقاتها الخارجية بالطريقة التي تراها مناسبة.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن العلاقات المغربية الموريتانية “علاقات تقليدية كلاسيكية بين جارين”، مشيرا إلى أنه ومنذ استقلال البلدين الإفريقيين أخذت العلاقات تتطور بالرغم من مجموعة من المطبات التي عرفتها هذه العلاقات في مراحل معينة، سواء تعلق الأمر بالقيادة في موريتانيا، أو تعلق الأمر ببعض الخلافات الأساسية حول القضية الوطنية قضية الصحراء المغربية.

ويعتبر المتحدث أن الظروف مهيئة أمام المبادرات والاستراتيجيات التي يتبناها المغرب، أبرزها مشروع ولوج دول الساحل نحو المحيط الأطلس، لافتا إلى أن هناك تقاطعات فيما يتعلق بالشعبين الشقيقين، يترجمها الامتداد القبلي بين الصحراء المغربية والصحراء الموريتانية، والتبادلات التجارية.

وأردف في نفس السياق: “بالرغم من كل الإشكالات التي يمكن أن تطبع العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا، إلا أنه موضوعيا، كل من البلدين يضمنان الأمن والسلم في منطقة متوترة، فلا يمكن لاستقرار موريتانيا أن يتم إلا عن طريق علاقات طيبة مع المملكة المغربية، ولا يمكن كذلك للمستقبل إلا أن يكون فيه نوع من الاندماج ونوع من التعاون والتوافق حول السياسات بالخصوص في القارة الإفريقية وأمام تعثر اتحاد المغرب الكبير الذي هو طموح الشعوب المغاربية جميعا”.

كما لفت إلى أن العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشط يمكن أن تتطور ولما لا تسعى لبلوغ هذا الطموح في المستقبل، مشددا على أن موريتانيا بلد شقيق ويتمتع بعلاقات تاريخية موضوعية ومستمرة مع المغرب.

لكنه في المقابل، أبرز أن نواكشط في موقف صعب أمام ما تعانيه العلاقات المغربية الجزائرية من توتر ومن أزمات متواصلة، “ويمكن تفهم الموقف أو تعامل السياسة الخارجية الموريتانية مع قضايا المنطقة ولكن لا يمكن تفهم الانحياز نحو سياسات تجعل من نواكشوط تفقد أحد الطرفين سواء المغرب أو الجزائر”.

وأوضح أن السياسة الخارجية الموريتانية تتجه إلى كثير من الحكمة والموضوعية، يما يخدم المصلحة الوطنية “والتي أعتقد بأنه في السنوات الأخيرة تبلورت مع المملكة المغربية أكثر بكثير مع دول أخرى”، معتبرا أن الاستفادة سواء من البنيات الاقتصادية أو البنيات الاستراتيجية كميناء الداخلة الأطلسي أو الاستثمار الجيد للكركرات والتعاون نحو اقتصاد أزرق، كلها أمور تجعل نواكشوط في حاجة إلى التعاون مع المغرب، طبعا مع الحفاظ على علاقات طيبة مع كل الدول الأخرى ومع الجزائر.

وأشار البلعمشي كذلك إلى وجود جاليات مهمة لموريتانيا في الأقاليم الجنوبية المغربية، لافتا إلى أن “هناك أسواق بالعيون خاصة بالموريتانيين، وبالتالي هناك علاقات لا يمكن لأي سياسة مرحلية أن تنفيها أو أن تضعفها أو تحد منها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News