فن

تألقت وطنيا ودوليا.. 2023 سنة استثنائية للسينما المغربية

تألقت وطنيا ودوليا.. 2023 سنة استثنائية للسينما المغربية

أمام إخفاق الأفلام المغربية التجارية سينمائيا خلال سنة 2023، تمكنت العديد من الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الموجهة للعرض في السينما من التألق وطنيا ودوليا وتمثيل المملكة في تظاهرات عالمية.

ولم تكن 2023 سنة عادية على السينما المغربية، فقد جعلت منها منافسة الأفلام المغربية في مسابقات عالمية ونيلها جوائز غير مسبوقة واستثنائية، قُص فيها شريط التألق وشكلت بداية لفرض الصناعة السينمائية المغربية في العالم، بعد سنوات من الركود.

الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، يقول إنه “يمكن اعتبار سنة 2023 سنة مهمة سينمائيا في المغرب كون حصيلة السينما المغربية كانت جد إيجابية، من خلال مشاركة الأفلام المغربية في مهرجانات الصف الأول عالميا ونيل أغلبها جوائز بها”.

واستحضر واكريم في تصريح لجريدة “مدار21″، على سبيل المثال لا الحصر” المشاركة المغربية في الدورة الأخيرة لمهرجان “كان”، الذي اختير به فيلم “الثلث الخالي” لفوزي بن سعيدي في فقرة “نصف شهر المخرجين” التي تعد فقرة مهمة جدا بهذا الحدث السينمائي.

وواصل الناقد السينمائي حديثه قائلا: “شارك فيلما ‘عصابات’ لكمال لزرق و’كذب أبيض’ لأسماء المدير في فقرة ‘نظرة ما’ بنفس المهرجان ونالا فيه جائزة لكل منهما”، مضيفا: “وتقاسم فيلم أسماء المدير جائزة العين الذهبية التي تمنح لأفضل فيلم وثائقي إلى جانب فيلم ‘بنات ألفة’ للمخرجة التونسية كوثر بن هنية”.

وتابع: “ولم تتوقف تتويجات فيلم ‘كذب أبيض’ من ساعتها حتى اللحظة في مهرجانات عالمية مهمة، وكان آخر خبر مفرح هو وصول هذا الفيلم للائحة القصيرة الأولى لأوسكار أفضل فيلم دولي”.

وعلى المستوى المحلي، يؤكد واكريم أنه من خلال الأفلام التي عرضت في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة للمهرجان الوطني التي نظمت أكتوبر الماضي، بدا أن عدد الأفلام الجيدة والمقبولة في مستواها الفني قد ارتفع عما كان عليه في السنوات السابقة”.

وأشار المتحدث ذاه إلى أنه بشكل عام “يمكن القول إن العمل في المجال السينمائي الذي انطلق منذ سنوات خصوصا في عهد المدير السابق للمركز السينمائي المرحوم نور الدين الصايل، قد أخذ يعطي ثماره الآن”.

يذكر أن فيلم “كذب أبيض” للمخرجة المغربية أسماء المدير ما يزال يُكسب السينما المغربية المزيد من الإشعاع الدولي، بقصة واقعية عبارة عن سيرة ذاتية لصاحبته تحيل المشاهد إلى مرحلة مهمة في تاريخ المغرب.

وحجز فيلم “كذب أبيض” مقعده في القائمة الأولية لجائزة “أوسكار” أفضل فيلم دولي في دورته السادسة والتسعين، بحسب ما كشفت عنه أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية.

وكان هذا الفيلم السينمائي قد توج أيضا في مهرجان “كان” السينمائي في دورته الأخيرة إلى جانب فيلم “عصابات” لكمال لزرق، وحصل على النجمة الذهبية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في سابقة، بينما اقتنص “عصابات” جائزة لجنة التحكيم.

في المقابل، ما تزال الأفلام التجارية لا ترقى إلى مستوى تطلعات النقاد والجمهور الذي يوجه إليها في أكثر من مناسبة اتهامات بـ”الرداءة” و”تبليد الذوق العام”.

وفي هذا الصدد، يقول الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم إن هذه الأفلام التي يمكن أن نصفها بـ”التجارية” بحكم إقبال الجمهور عليها، تراوحت خلال سنة 2023 بين الإخفاق الفني الظاهر للعيان والموازنة بين حد أدنى ومتوسط أو فوقه بقليل بين الجودة الفنية والبعد التجاري الجماهيري.

وأضاف: “وهذه العينة من الأفلام هي التي يجب تشجيعها ودعمها حتى يتقلص الفرق الشاسع في الجودة بين الأفلام الفنية التي تمثل المغرب في المهرجانات العالمية وتعطي صورة مشرقة ومتميزة عن السينما المغربية والأخرى التي يقبل عليها الجمهور الواسع ولا تتوفر فيها شروط العمل السينمائي الحقيقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News