مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس للهدنة وتبادل الأسرى

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت، عن مفاوضات جديدة جارية لاستعادة الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس.
والتقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” مع رئيس وزراء قطر، التي تتوسط بين حماس وتل أبيب.
وتهرب نتنياهو خلال مؤتمر صحافي من الرد عن سؤال حول تفاصيل الاجتماع المذكور، قائلا إنه لن يكشف معلومات لحركة حماس.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي إن الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح الأسرى في نونبر، نقلا عن رويترز.
وأضاف: “التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء”.
وذكر نتنياهو أن “إسرائيل تلقت طلبات لوقف إطلاق النار وسحب القوات في المحادثات بشأن غزة، لكنها لن تفعل ذلك”.
وفي وقت سابق السبت، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصدرٌ إسرائيلي أن تل أبيب أبدت استعدادها للتفاوض مع حماس حول اتفاق جديد يتضمن إطلاق سراح باقي المحتجزات لدى الحركة من جراء هجوم 7 أكتوبر، على أن تتضمن الصفقة إطلاق أسرى فلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة عدة أيام.
هذا وتجمع مئات الأشخاص من عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ليل الجمعة، أمام مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية، مطالبين بسرعة الإفراج عن أبنائهم. وتأتي المطالبات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتلَ 3 محتجزين عن طريق الخطأ.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن أسفه “لمأساة لا تحتمل” بعد مقتل 3 محتجزين إسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة الجمعة “عن طريق الخطأ” بعد اعتقاد القوات الإسرائيلية أنهم يشكلون “تهديدا”.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري: “خلال القتال في الشجاعية، حدد الجيش عن طريق الخطأ ثلاثة محتجزين إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدا. نتيجة لذلك، قامت القوات بإطلاق النار عليهم وقتلوا”، معربا عن “الندم العميق على الحادث المأسوي”.
وشنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1200 شخص، بحسب إسرائيل، التي تعهدت إثره بـ “القضاء” على حماس وتواصل شن هجوم على القطاع الفلسطيني خلف نحو 19 ألف قتيل، بحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
ويتواصل القتال وحرب الشوارع بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع، فيما لا تظهر أي بادرة لوقف وشيك لإطلاق النار في القطاع، بينما تعصف أزمة إنسانية طاحنة بمئات الآلاف من الفلسطينيين المشردين بعد تدمير منازلهم جراء القصف الإسرائيلي.
وأعلنت حركة حماس، مساء السبت، ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة لنحو 19 ألفاً. كما تسبب القصف الإسرائيلي بإصابة 52 ألفاً إضافة إلى 8 آلاف مفقود. وأكدت حماس أن 45% من القتلى في رفح جنوب قطاع غزة من النازحين.
كما قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان اليوم إن مقاتليها قتلوا خمسة جنود إسرائيليين في المعارك المستعرة في قطاع غزة. وذكرت كتائب القسام أن مقاتليها تمكنوا من “قنص” 3 جنود إسرائيليين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، كما قتلوا جنديين إسرائيليين آخرين في حي الزيتون.
وقالت القسام إن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوة إسرائيلية راجلة بقذيفة مضادة للأفراد “وإيقاعها بين قتيل وجريح” في حي الشيخ رضوان، كما أكدت استهداف دبابات وجرافات إسرائيلية بقذائف من طراز (الياسين 105) في مناطق الشيخ رضوان والزيتون والتوام.
وأضافت أن مقاتليها تمكنوا كذلك من استهداف قوة إسرائيلية في أثناء تفتيشها أحد المنازل في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة بقذيفتين من طراز (تاندوم)، وأوقعوهم “بين قتيل وجريح”.
وفي بيت لاهيا أيضا، قالت كتائب القسام إن أحد مقاتليها هاجم مجموعة من الجنود الإسرائيليين بقنبلة يدوية “وأوقعهم بين قتيل وجريح”.
وفي وقت سباق من يوم أمس، قال الجيش الإسرائيلي إن القتال في خان يونس لا يسمح بتنقل المدنيين عبر محور صلاح الدين.
وفيما دوت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، أفاد إعلام فلسطيني بمقتل 14 وإصابة 9 آخرين في قصف إسرائيلي لمنزل شمال قطاع غزة، وقبلها ذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن إسرائيل قصفت منازل في حي المنارة جنوب شرقي خان يونس بقطاع غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. كما أفاد بوقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا بالقطاع. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن اشتباكات اندلعت في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وسط قصف مدفعي إسرائيلي مكثف.