ثقافة

تصنيف الملحون تراثا إنسانيا لا ماديا ثمرة عناية ملكية خاصة وتكليف لرواده

تصنيف الملحون تراثا إنسانيا لا ماديا ثمرة عناية ملكية خاصة وتكليف لرواده

اعتبر عضو لجنة ترشيح فن الملحون المغربي حدث إعلان منظمة اليونيسكو إدراج فن الملحون المغربي تراثا ثقافيا إنسانيا، إنصافا لخمسة قرون من الملحون المغربي المتميز، حيث يعتبره الباحثون تصنيفا مستحقا باعتباره فنا عريقا عمره أزيد من خمسة قرون.

ويعد فن الملحون المغربي، حسب عبد المجيد فنيش، عضو “لجنة إعداد ترشيح الملف المغربي للملحون لدى اليونيسكو”، وثيقة تاريخية، تؤرخ لتاريخ المغاربة قبل بداية الملحون، حيث كان شعراء هذا الملحون عادوا للماضي لصياغته وصياغة عاداته وتقاليده ومحطاته، وطروق الحياة في المغرب.

كما قاموا وفق تصريح فنيش لجريدة “مدار21” الإلكترونية، بتأريخ بدقة عالية للمطبخ المغربي، الأزياء المغربية، إضافة إلى المعمار ومجموعة من الحرف، ومهارات الصناعات التقليدية، كما تغنوا حسب عضو لجنة الترشيح فن الملحون المغربي، بكل القيم الإنسانية ليرى في الملحون المغربي تطور كبير، وأصبح موضوع البحوث في الحرم الجامعي من خلال بحوت الإجازات، ورسالات الماستر، ومجموعة من الأطروحات للدكتوراه.

واستطرد المتحدث عينه بالقول إن “فن الملحون المغربي أضحى رافدا من روافد المسرح، حيث مواد الملحون تعد مواضيع العديد من الإنتاجات المسرحية الكبرى، كما دخل التلفزيون في المسلسلات والسينما، كما أضحى الملحون يؤدى على خلفية إيقاعات وموسيقى غربية وآسيوية وإفريقية، لذلك يستحق أن يعد تراثا إنسانيا لا ماديا، وتحقق ذلك بفضل مجهودات بدلها الفاعلون في حقل الملحون”.

ولعبت أكاديمية المملكة المغربية ووزارة الثقافة، باعتبارها الوزارة الوصية على وضع الترشيح المغربي لدى منظمة اليونيسكو، دورا كبيرا واشتغلت اللجنة في إعداد ملف الترشيح على الذاكرة التي صنعها الملحون، وقدمت ملفا متكاملا لا يمكن إلا أن يقبل، وفق ما عبر عنه عبد المجيد فنيش، مؤكدا أن الترشيح كان سنة 2019، لكن ظروف جائحة كورونا وما بعدها أجلت الاحتفاء.

لكن رغم ما تحقق، يجد الرواد والمهتمين بهذا الفن أنفسهم أمام تحديات جديدة، هذا ما أكده عضو لجنة ترشيح فن الملحون بقوله، على أن هذا “التصنيف ليس مجرد تشريف إنما تكليف، والكل مطالب ببذل الجهد على جميع المستويات بهدف الارتقاء بالملحون نحو إشعاع أكبر يوفر له إمكانيات أكبر والعناية بالعاملين فيه، نظرا لغياب مهنة أخرى لهؤلاء العاملين، بداعي تفرغهم لفن الملحون لمواصلة إبداعهم”.

وفي ختام كلمته، اغتنم المتحدث الفرصة ليهنئ المملكة المغربية والملك محمد السادس بهذا الإنجاز التاريخي، مؤكدا، العناية الملكية الكبيرة للفنون التراثية وفي مقدمتها الملحون”.

من جانبه، أكد محمد أبو سيف، باحث في فن الملحون، أن هذا “التصنيف مستحق، يؤكد من خلاله المغرب بأن هذا الفن تراث إنساني يرقى إلى العالمية، وذلك لكونه يقوم على مقومات أساسية عابرة للحدود وعابرة للقارات، ومواضيع فن الملحون تناولت كل الموضوعات التي تنص عليها المواثيق والمعاهدات الدولية، منها المرأة والسلام والمحبة وحسن الجوار، وتناولت قضايا وطنية وأجنبية بدون تمييز”.

جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى تصنيف فن الملحون المغربي تراثا إنسانيا لدى منظمة اليونيسكو، فقد تم إعلان فنون أخرى تؤسس للثقافة المغربية العريقة، منها المهارات والعادات المرتبطة بالكسكس المغربي، ومعارف وممارسات المحظرة، والخيمة الصحراوية، والخط المغربي، وفنون الطبخ المغربي، وفن الدقة المراكشية، وتقنية ومعارف لخطارة الراشيدية، وغيرها من العناصر التراثية الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News