فن

مالك أخميس يرفض “صرامة الأخلاقيات” ويدعو لإبعاد السياسة عن عوالم السينما

مالك أخميس يرفض “صرامة الأخلاقيات” ويدعو لإبعاد السياسة عن عوالم السينما

دافع الممثل مالك أخميس عن توظيف الجرأة التي تخدم الفيلم وحبكته الدرامية في السينما دون حدود أو قيود باعتبارها فضاء خاصا يقتحمه الجمهور، بخلاف التلفزيون الذي تحكمه قواعد صارمة.

وفي هذا الإطار، صرح مالك أخميس لجريدة “مدار21” بأنه لا يجب أن تُقحم الأخلاقيات في السينما لكونها تختلف عن التلفزيون الذي يفرض نفسه على الجمهور ويدخل إلى بيته دون استئذان،  في مقابل السينما، التي يطرق الجمهور بابها ويدفع لها مقابل الولوج إليها لحضور الأفلام المعروضة بها، بحسب تعبيره.

وشدد أخميس على أنه يؤيد توظيف المشاهد واللقطات الجريئة بدرجاتها في القاعات السينمائية، التي من شأنها أن تخدم الفيلم وتساهم في الحبكة الدرامية الخاصة به.

وأكد أخميس أنه لم يندم على المشاركة في الفيلم القصير “بلا ميكة”، الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عدّه البعض أنه يغرق قضية نفسية واجتماعية في تبسيط “قاتل” ويختزلها في مشاهد تقع على “مائدة الرفاه الاجتماعي”، و”بعيدة عن جوهر الإشكال الذي تحاول منظمات عالمية التحسيس به”.

وقال أخميس،  إن دوره في الفيلم “كان فعالا ويحمل رسالة”، مشددا على أنه يختار أدواره بعناية ، لم تُخلق من فراغ أو لتأثيث الفضاء، إذ يجب أن تخدم الحبكة الدرامية للعمل وتكون مركبة تجعل ظهوره قويا ومهما في القصة.

وتتأرجح  مشاهد فيلم “بلا ميكة” بشكل خاطف أمام دكان ومنزل ومقر شركة مزخرفة تعبر عن الجو النفسي للمدينة وإشكالاتها، غير أن الإشكالات المرتبطة بالوصم الاجتماعي للفتيات وصعوبة الولوج للمستلزمات الطبية خاصة بالقرى تظل مقصّية وهامشية علما أنها تتركز أساسا بفضاءات مغايرة لفضاءات الفيلم.

ويتمثل رهان فيلم “بلا ميكة” في نقل معاناة النساء خلال “فترة الحيض” بسبب نظرة الآخرين والطريقة التي يتعاملون بها مع الموضوع، حيث إنهم يصنفونه في خانة “الطابوهات” المحظور الحديث عنها أو إظهارها، إذ يرصد الشريط تعمد بائعي الفوط الصحية لفها في قطعة من الجريدة ووضعها في كيس بلاستيكي “ميكة”.

ويتعمد الشريط التحسيسي إظهار التحولات المزاجية التي تمر منها الفتيات خلال هذه الفترة، والاضطرابات النفسية والجسدية، غير أن مدى نجاح الفيلم في رهانه التحسيسي يبقى موضع مساءلة بنظر كثيرين.

وعن مشكلة انتقاء الممثل لأدواره بالمغرب في ظل قلة الإنتاجات وضُعف الأجور، أوضح مالك أن “العديد من الممثلين يقبلون الأدوار التي تُعرض عليهم، لقلة الإنتاجات وضرورة العمل، لأن الممثل درس ليشتغل، في المقابل هناك من يختار أدواره وينتقي الأعمال التي يشارك فيها”.

وشارك مالك أخميس أخيرا في الدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بفيلم “مروكية حارة” للمخرج هشام العسري، ضمن عروض “بانوراما”.

وفي هذا الصدد، وصف أخميس هذه المشاركة بـ”المهمة” في حدث سينمائي كبير، مشيرا إلى أنه يجسد ضمنه شخصية متسلطة تفرض قوتها على الآخرين.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن الاشتغال مع المخرج هشام العسري يكون مختلفا، لأن أفلامه تُحقق الاستفادة وتغوص في أعماق الشخصية وتجعل الممثل يخرج من عباءة شخصيته الحقيقية.

ويجمع فيلم “مروكية حارة” بين الصناعة السينمائية والرقمية، إذ خلق السيناريست والمخرج هشام العسري الشخصية الرئيسية من سلسلة “بيصارة أوفر دوز” و”نو فازلين فتوى” وغيرها من السلسلات التي طرحها في الويب سابقا، حيث طورها في الكتابة ليستخرج منها شخصيات هذا الفيلم الجديد، التي بنيت بطريقة يختلط فيها العبث بالساركازم.

والفيلم عبارة عن كوميديا سوداء ويناقش أحداث غريبة تجري في مدينة الدار البيضاء وتعيد الأموات إلى الحياة، إضافة إلى أنه يتطرق إلى بعض ظواهر المجتمع المغربي سواء تلك التي ظهرت أو لم تظهر بعد، ويسلط الضوء على جانب من صناعة المحتوى الذي يحمل القليل من المعنى والكثير من الغوغاء.

وعن ربط حضور فئة عريضة من الممثلين المغاربة لمهرجان مراكش بالاستعراض على البساط الأحمر، قال أخميس إن “المشاركة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لا يرتبط بالاستعراض على السجادة الحمراء، لأن المهرجانات صنعت لمشاهدة الأفلام، ولاسيما الدولية منها التي تعرض الأفلام بكشل حصري”.

ويرفض أخميس الحديث عن “التعليم” و”قضية فلسطين”، عادّا إياهما يدخلان في خانة “المواضيع السياسة”، وأن دور الممثل ينحصر في الفن دون تجاوزه، مردفا: “لم أتابع ما حدث في التعليم لأنني كنت خارج البلاد، وأتضامن مع ضحايا فلسطين، لكنني لا أحب الحديث في السياسة لأنني لا أفهمها ولا أتابعها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News