فن

فراج: عرض فيلمي بمراكش أشعرني وكأنني ببلدي مصر وقصته تجسد عجز الشباب عن تحقيق أحلامه

فراج: عرض فيلمي بمراكش أشعرني وكأنني ببلدي مصر وقصته تجسد عجز الشباب عن تحقيق أحلامه

“شعرت وكأنني أتابع فيلم ‘فوي فوي فوي’ في بلدي مصر”، بهذه الكلمات وصف الممثل المصري محمد فراج شعوره لعرض أحدث أفلامه السينمائية أمام جمهور المغرب بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وقال فراج، في حديث لجريدة “مدار21″، إن عرض فيلمه بمراكش حظي بتفاعل كبير من قبل الجمهور، الذي حج بكثافة من مختلف الأعمار إلى قاعة السفراء بقصر المؤتمرات، واصفا هذا اللقاء بـ”الرهيب”.

وبخصوص موضوع الفيلم، قال فراج إنه يحكي قصة بسيطة لشاب يدعى حسن الذي يمثل العديد من الشباب في العالم كله، وليس في مصر فقط أو الشرق الأوسط، عادّا أن هناك العديد من الأشخاص الذين يمتلكون أحلاما ويعجزون عن تحقيقها بسبب الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها.

وأضاف أن هذا الشاب، بطل الفيلم، يضطر لاختيار أساليب ملتوية بعدما تغلق جميع الأبواب في وجهه، مؤكدا أن الموضوع لا يعكس الواقع المعاش في مصر فقط، إنما يمثل مختلف الأشخاص في العالم كله، والذين يجدون أنفسهم غير قادرين على بلوغ أهداف بسيطة تكمن في تحسين أوضاعهم الاجتماعية.

وعن العوامل التي تدفع الشباب المصري إلى البحث عن طرق غير مشروعة للهجرة، يرى محمد فراج أن الأسباب الرئيسية هي الظروف الاجتماعية المحيطة به، لاسيما خلال الثورة بعد سنة 2011، وهي الفترة التي شهدت وقوع القصة الحقيقية للفيلم، مبرزا: “لم يكن حسن وحده الذي عانى في تلك الفترة، بل كان غيره الكثير من الأشخاص”.

وفي تفاصيل الفيلم، يشير المخرج في بدايته إلى أن أحداثه مستوحاة من قصة حقيقية، حول فريق كرة للمكفوفين يسافر إلى بولندا للمشاركة في إحدى البطولات الدولية، غير أن اللاعبين يفرون قبل المباراة النهائية.

ويقص الفيلم شريط بدايته بمشهد حسن (محمد فراج) على السرير رفقة امرأة عجوز، إذ يحاول استغلال وقوعها في حبه من أجل تحقيق حلم الوصول إلى أوروبا.

ويسعى حسن إلى البحث عن تحسين وضعيته الاجتماعية في بلاد المهجر بطرق غير مشروعة، لكن خططه تبوء جميعها بالفشل، ما يزيد من إحباطه في كل مرة يعقد فيها أمله على الرحيل نحو مصير مجهول يظنه الخلاص من حياة الجحيم في موطنه الذي ألبسه ثوب الفقر والهشاشة.

ويعتقد حسن أن الديار الأوروبية جنة على الأرض ستنهي مأساته التي أوقفت سبيل تحقيق ذاته وأحلامه، ويظل يتشبث بخيوط رفيعة، إذ يُصور المخرج عمر هلال عبر شخصية (حسن) معاناة شريحة عريضة من أبناء الوطن العربي الذين ينتمون إلى طبقة اجتماعية هشة ويشتركون في حلم الوصول إلى بلد أجنبي.

الحياة ستبتسم أخيرا في وجه حسن، بعدما اكتشف فريق كرة للمكفوفين سيشارك في بطولة كأس العالم في بولندا، ليرسم خطة جديدة تهدف إلى التحاقه لنادي الإحسان لذوي الاحتياجات الخاصة، إذ سيتظاهر بأنه فاقد للبصر حتى يتمكن من بلوغ هدفه.

فيلم “فوي فوي فوي” يحاكي أيضا معاناة الشباب الذي يصارع من أجل البقاء، فاقدا للشغف وعاجزا عن تحقيق أبسط أحلامه، التي تكمن في الزواج والارتقاء إلى درجة معيشة أفضل، إضافة إلى أنه يصوب الكاميرا تجاه أمهات وصلن إلى سن العجز وما يزلن يعاركن من أجل توفير لقمة العيش.

واختار المخرج عمر هلال أن تكون سنة 2013 تاريخا لأحداث فيلمه، محاولا بعث رسائل مشفرة حول مرحلة حكم محمد مرسي لمصر في تلك الفترة، وما شابها من مآسٍ وظلم وتهميش للمواطنين، وفق تصور المخرج.

حسن ورفاقه الذين تظاهروا بفقدان البصر، للانضمام إلى فريق كرة للمكفوفين، سينجحون في الوصول إلى بولندا، التي كانت تُعد بلد الخلاص بالنسبة إليهم، لتبدأ رحلة معاناة جديدة أنهى بها المخرج فيلمه.

ويبرز الفيلم أن الهجرة لا تكون في كثير من الأحيان الخيار الصائب، حيث تبدأ رحلة كفاح مختلفة تتخللها الكثير من الإهانة والعنصرية والاستغلال، في بلد رُسمت فيه الحرية لأبنائه.

وبخصوص أعماله المقبلة، أشار محمد فراج في حديثه إلى الجريدة إلى أنه انتهى مؤخرا من تصوير مسلسل “بطن الحوت” الذي بدأ عرضه منذ أيام على منصة شاهد، مبرزا أنه انتهى أيضا من تصوير فيلمي “أهل الكهف” و”القاهرة مكة”.

وعن رأيه في اعتماد القنوات المصرية أخيرا على مسلسلات الـ15 حلقة، أكد فراج أنها فكرة تخدم العمل والممثل من حيث المجهود، ويفضل الاعتماد عليها تفاديا للإطالة والتمطيط في الأحداث في الدراما.

وأضاف المتحدث ذاته: “المسلسلات التي تكون طويلة تعتمد على 30 أو أكثر تبقى عرضة للتمطيط ما يضعف قيمة العمل، في حين أن الاشتغال على 15 حلقة تجعلك حريصا من حيث نسلسل الأحداث التي تكون مباشرة ولا تجعل الجمهور يدخل في زاوية الملل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News