سياسة

عمر هلال يُفحِم سفير الجزائر: لا يمكن أن تذرف دموع التماسيح وتهاجم بلدا يعيش مأساة

عمر هلال يُفحِم سفير الجزائر: لا يمكن أن تذرف دموع التماسيح وتهاجم بلدا يعيش مأساة

مرة أخرى، تتبث الجزائر، وخلال النقاش العام للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنها طرف أساسي في نزاع الصحراء المغربية المفتعل، وذلك من خلال مسؤوليها الذين ينفذون تعليمات “حكام العسكر” من خلال مهاجمة كل من يدافع عن المملكة، فبعد أن ألقى السفير المغربي، عمر هلال، كلمة المغرب خلال المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب نظيره الجزائري، عمار بن جامع، حق الرد.

وأطلق بن جامع مجموعة من الاتهامات “غير المبررة”، وذلك بهدف “التشويش” على المغرب الذي يدافع عن أرضه ويبرز معالم نهضة تنموية بأقاليمه الجنوبية، وذلك بشهادة العشرات من الدول التي عبرت عن رغبتها في الاستثمار بالمنطقة والتعاون مع المملكة.

بدوره، طلب السفير المغربي حق الرد على ما أدلى به نظيره الجزائري، قائلا: “لا يمكن للمرء أن يذرف دموع التماسيح ويهاجم في الوقت نفسه بلدا ما يزال يعيش مأساة”، مضيفا: “أنتم تعبرون عن تضامنكم ودعمكم، لكنكم في نفس الوقت تدسون سمكم، وتهينون الموتى، وتهينون المغاربة”.

وشدد السفير المغربي على أن “مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه تظل السبيل الوحيد لطي صفحة هذا الصراع الإقليمي المفتعل”.

وأكد هلال أن “المغرب موجود في صحرائه وسيبقى كذلك إلى انقضاء الدهر”.

وأمس الثلاثاء، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في نيويورك، أن مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، تظل “الحل الوحيد والأوحد” للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.

وأبرز هلال، في كلمة ألقاها باسم المغرب، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بدعم أكثر من مئة دولة من كل جهات العالم، كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء.

وأشار، من جانب آخر، إلى أن المملكة تظل متشبثة بحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، مما سيمكن من تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية.

وسجل السفير أن المغرب يواصل دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، الهادفة إلى إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة، بالصيغة ذاتها والمشاركين أنفسهم، وخاصة الجزائر، الطرف الأساسي في النزاع، وذلك طبقا للقرار 2654 لمجلس الأمن، مجددا التأكيد على أن الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي لن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا، ومبنيا على التوافق.

وتطرق إلى الدينامية السوسيو-اقتصادية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، موضحا أنه تم، وفي إطار النموذج الجديد لتنمية هذه الأقاليم الذي رصدت له المملكة المغربية ميزانية فاقت إلى حدود اليوم 10 ملايير دولار وتم إنجازه بنسبة 81 في المئة، إطلاق عدة مشاريع للتنمية السوسيو-اقتصادية، جعلتها قطبا جهويا للمبادلات التجارية بين إفريقيا وبقية دول العالم.

ولاحظ هلال أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، عاين شخصيا هذه الإنجازات خلال زيارته لمدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية في بداية هذا الشهر.

وذكر بأن هذا المجهود الكبير يندرج في إطار تنزيل توجيهات الملك محمد السادس، التي تضمنها خطاب الملك بمناسبة الذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء في 6 نونبر 2022.

وكان الملك أكد في هذا الخطاب أن “توجهنا في الدفاع عن مغربية الصحراء، يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة”.

من جانب آخر، جدد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة التعبير عن قلق المملكة البالغ بخصوص الوضع الإنساني الكارثي الذي تعرفه مخيمات تندوف، حيث فوضت الجزائر، الدولة المضيفة، سلطتها بشكل غير قانوني لجماعة مسلحة انفصالية ذات ارتباطات مؤكدة وموثقة مع شبكات إرهابية وإجرامية.

ولاحظ هلال أن هذا الوضع يستدعي لفت انتباه المجتمع الدولي بخصوص رفض الجزائر السماح بتسجيل وإحصاء السكان المحتجزين بالمخيمات، في انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي وللنداءات المتكررة لمجلس الأمن منذ سنة 2011، كما أدان اختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين في مخيمات تندوف كما شهدت على ذلك تقارير المنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية، وآخرها برنامج الأغذية العالمي في تقريره الصادر في يناير 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News