اقتصاد

القرى النموذجية بالحوز.. هل تتحول عملية إعادة الإعمار بعد الزلزال لفرصة سياحية ثمينة؟

القرى النموذجية بالحوز.. هل تتحول عملية إعادة الإعمار بعد الزلزال لفرصة سياحية ثمينة؟

سبّب زلزال الحوز المدمر، إلى جانب الخسائر البشرية الفادحة، في دمار مهول ضرب البنية التحتية والمنازل وكل المرافق، يجري اليوم العمل على إعادة إعمارها بعد اقتراب انتهاء عمليات الإغاثة، ما جعل كثيرا من المهتمين يشاركون أفكارا حول إنشاء القرى النموذجية بهذه المناطق.

واستعان مهتمون بالذكاء الاصطناعي لتصميم نماذج قرى بهذه المناطق المنكوبة، حيث شاركوا صورا تجمع بين أصالة البناء المغربي والخصوصية الثقافية، وتوفير البنية التحتية والجانب الجمالي، مما يشكل، إلى جانب توفير مقومات العيش الكريم للساكنة، فرصة انطلاقة سياحية مهمة بهذه المناطق مع يرافق ذلك من فرص اقتصادية.

في هذا الصدد أكد الخبير في المجال السياحي الزبير بوحوت أن “هذه المناطق التي ضربها الزلزال معروفة بتوفرها على مناظر طبيعية خلابة، وهي أيضا قريبة من مدينة مراكش التي تستقطب سياحا بالملايين وتسجل ملايين ليالي المبيت”، مشددا على أن “قرب منطقة الحوز من هذه المدينة يمنحها إمكانية التطور على الصعيد السياحي”.

وأورد المتحدث في هذا السياق أن “المطار الدولي لمراكش يستقبل عددا مهما من الرحلات، التي تصل إلى ما بين 60 و70 رحلة يوميا، مستحضرا أن مدينة مراكش استأثرت سنة 2019 لوحدها على ما يناهز 33 في المئة من النشاط السياحي للمغرب، وسجلت 8 ملايين و300 ألف ليلة سياحية من أصل 25 مليون التي حققها المغرب”.

وأفاد بوحوت هذه المناطق “قوتها تتمثل في مناظرها الطبيعية وإمكانيات مهمة لتطوير السياحة الإيكولوجية وتتوفر على مؤهلات طبيعية تستأثر باهتمام مجموعة من السياح، ولكن أيضا من عوامل القوة هو قربها من مدينة يمكن أن ذلك تمدها بأعداد كبيرة من السياح”.

وأضاف الخبير أن هذا الزلزال الذي أصاب هذه المناطق “أعطى فرصة مهمة أمام المسؤولين ليهتموا بها مستقبلا من ناحية البنية التحتية والطرق والمستشفيات وغيرها، وأيضا من الجانب الاقتصادي الذي ينبغي استحضاره ضمن عمليات إعادة الإعمار بهذه المناطق المتضررة”.

وأبرز بوحوت أنه “ستكون فرصة مهمة على المستويين المتوسط والبعيد لبناء قطاع سياحي يستجب لمتطلبات السائح من خلال تسهيل الولوجيات وتوفير البنية التحتية”، مؤكدا أن الإشراف الملكي على برنامج إعادة الإعمار يمنحه “صرامة وجدية أكثر من البرامج التي يشرفها عليها الوزراء والمنتخبون بسبب غياب الجدية المطلوبة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “توفير الطرق والمستوصفات والكهرباء وخدمة الأنترنيت وغيرها يمكن أن يساهم في بناء قرى نموذجية للسكان وأيضا مشاريع نموذجية توفر ظروف السلامة”، مؤكدا أن “ذلك يمكن أن يشكل انطلاقة حقيقية للسياحة القروية بهذه المناطق”.

ولفت إلى أنه بالرغم من الأولوية الأن هي التضامن مع الساكنة التي انهارت منازلها، إلا أن وجود مقاولين قادرين على الاستثمار بهذه المناطق من خلال إنشاء وحدات فندقية وتعزيز العرض الخدماتي بالجهة في إطار تعاقدهم مع الدولة وشراكة القطاع الخاص والعام سيمنح فرصا مهمة بهذه المناطق.

وأردف الخبير السياحي أن دعم هؤلاء المقاولون، بعد أولوية دعم السكان المتضررين طبعا، “سيساهم في خلق فرص الشغل ورواجا اقتصاديا يساهم في استقرار الساكنة”، مشيرا إلى ضرورة أن “يتدخل المسؤول القطاعي هو الأخر بأفكار لتجويد العرض السياحي بهذه المناطق حتى تستفيد أكثر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News