فن

بين الذوق الرديء وتدني الوعي.. لماذا لا تعمر الأفلام غير الكوميدية بالقاعات السينمائية؟

بين الذوق الرديء وتدني الوعي.. لماذا لا تعمر الأفلام غير الكوميدية بالقاعات السينمائية؟

تعاني الأفلام السنمائية المغربية من “الموت السريع”، حيث لا تستطيع الصمود طويلا في القاعات المغربية، بخلاف الأعمال الأجنبية التي تسيطر لأسابيع طويلة على شباك التذاكر.

و”تُطرد” الأفلام المغربية غير الكوميدية مُكرهة من حلبة المنافسة قبل دخولها، في المقابل، تصمد الأفلام الفكاهية أمام المنافسة الأجنبية رغم قلة جودتها وفق نقاد ومحرجين.

وفي هذا الصدد، قال المخرج السينمائي حسن بنجلون إن الجمهور المغربي تعود على ذوق رديء في اختياره للأفلام بالقاعات السينمائية، وذلك يعود لتعوده على تيمة الأعمال المقدمة له عبر التلفزيون، والتي تعتمد على توضيح كل شيء وتهدف إلى إضحاكه، ما يجعله يبحث عن أعمال شبيهة بها في السينما.

وأضاف بنجلون في تصريح لجريدة “مدار21” أن الجمهور أصبح يبحث عن الفرجة الكوميدية التي يقود بطولتها مشاهير التلفزيون، مشيرا إلى أنه حينما تقدم له أفلام بمستوى يتطلب تفكير وتحليل لا يقبل عليها.

ولفت المخرج السينمائي ذاته إلى أن المستوى المعرفي للمتلقي أصبح متدنيا مقارنة مع السابق، مبرزا أن الأفلام التي يصنعها تتابعها فئة واعية بدور السينما، مردفا أنه يجد “المشكل الكبير الذي يعترض تطور السينما المغربية يكمن في التوزيع، وقلة القاعات السينمائية، حيث تراجع عدد القاعات من 235 إلى 30 قاعة، فلا يمكنك الآن عرض فيلمك إلا في أربع أو خمس قاعات، لذلك الخلل لا يعود بالأساس على المتلقي إنما في القاعات التي قلت وانقرضت”.

وقال محمد طاروس في تصريح لجريدة “مدار21” إن الأفلام الكوميدية “ليست مناسبة في الحقيقة مع السينما، إنما تلائم التلفزيون، ومن يمثلون فيها معروفون مسبقا في التلفزيون، ولهذا يكون إقبال عليهم”.

ويرى الناقد السينمائي أن الأفلام الفكاهية في السينما غير مبنية على كوميديا الموقف، وعبارة عن سكيتشات مركبة لا تتطور ضمن أحداث العمل.

وحسب طاروس “لا يمكن القول إن لدينا سينما في المغرب، بل نتوفر على أفلام شخصية وذاتية فقط، يحكي كل شخص في قلبها همومه وقصصه بالإمكانيات التي يتوفر عليها، وفق ما لديه من شروط الإنتاج وغيرها، إضافة إلى أن السينما المغربية لا تعالج قضية، بل تنقل قضايا شخصية لأصحاب الأعمال”.

وأكد المتحدث ذاته أنه في المغرب “لا نملك صناعة سينمائية، لأن الحديث عن سينما يجب أن يوازي الحديث عن صناعة، أي رواج واقتصاد وتوزيع وإشهار، لذلك تبقى التجربة قاصرة في المغرب، ولو بوجود مركز سينمائي، لكونه يدعم الأفلام فقط ولا يفرض توجها معينا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News