9000 كيس و60% تبرعوا لأول مرة.. مخزون الدم بالبيضاء يصل مستويات قياسية بعد الزلزال
بلغ مستوى مخزون الدم بجهة الدار البيضاء سطات مستوى غير مسبوق، وذلك بعد أيام من انطلاق حملة التبرع بالدم عقب الزلزال الذي ضرب مناطق مختلفة من المغرب الجمعة 8 شتنبر 2023.
مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدار البيضاء سطات، أمل دريد، قالت إن مخزون احتياطي الدم يشهد فائضا “غير مسبوق” في الوقت الحالي، وذلك بعد استمرار تبرع البيضاويين لثلاثة أيام متتالية، مؤكدة أن المركز أضحى يتوفر على 9000 كيس دم كامل، وأن 60 في المئة من المتبرعين كانوا يفعلون ذلك لأول مرة.
وأوضحت دريد، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن المركز، وبعد تحقيق هذه الأرقام، والتي تغطي حاجيات الثلاثة أشهر القادمة، ربطت الاتصال مع مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني والإدارات ومؤسسات الدولة، التي أبدت رغبتها في الانضمام لحملة التبرع لتحديد مواعيد لاحقة.
وبحسب مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدار البيضاء سطات، فإن مهلة التبرع بالدم هي شهران بالنسبة للرجال، وثلاثة أشهر للنساء، وأكياس الدم لها تاريخ صلاحية يتراوح بين 42 يوما للكريات الحمراء وسنة للمصل وخمسة أيام فقط للصفائح، “ولذلك تم تحديد مواعيد ابتداء من أواخر أكتوبر، لضمان الحفاظ على مخزون يلبي الحاجيات”.
وأشارت المتحدثة إلى أنه تم الشروع في تصفية أكياس الدم ومعالجتها لتأهيلها حتى تصبح جاهزة للحقن لفائدة المصابين والمرضى، مسجلة أن عملية المعالجة تجعل عدد الأكياس يتضاعف إلى ثلاث مرات، أي 27 ألف كيس، وأن المركز يتوفر على آليات حديثة تمكن من معالجة 400 كيس في ساعة واحدة.
وأكدت آمال دريد في حديثها للجريدة، أن 600 كيس من العدد الإجمالي سيتم توزيعها على جهة الدار البيضاء، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالطبع سيكون المركز على استعداد لتزويد المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة بالمناطق المتضررة بما يحتاجه الجرحى والحالات الحرجة.
ودعت دريد المغاربة للاستمرار في التبرع “لأن الأهم من التبرع بالدم هو المداومة على ذلك”، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن المركز تلقى عددا من الطلبات للمشاركة في حملة التبرع عقب الزلزال الذي أودى بحياة ما يقارب 2900 شخص، وإصابة أزيد من 5000 شخص بجروح متفاوتة.
ساعات قليلة من وقوع الزلزال، هب آلاف المغاربة من كل حدب وصوب لتلبية نداء مراكز تحاقن الدم بمختلف جهات المملكة لدعم مخزون الدم الوطني لإنقاذ آلاف الجرحى الذين خلفتهم الكارثة الطبيعية التي ضربت العديد من المدن والقرى المغربية.
واصطف مواطنون مغاربة وأجانب، جنبا إلى جنب، في طوابير طويلة أمام مراكز التبرع بالدم، منذ ساعات مبكرة من صباح اليوم السبت، في مشهد تعبيري عن التضامن والتكاتف الشعبي في مواجهة حالة الهلع والخوف التي سادت منذ ليلة أمس الجمعة.
وعقب الزلزال الذي ضرب منقطة الحوز بقوة بلغت 7 درجات في سلم ريشتر، أطلقت مراكز الدم بمختلف ربوع المملكة نداء من أجل التبرع بالدم بكثافة لإنقاذ أرواح الجرحى الذين اكتظت بهم مستشفيات جهتي مراكش وأكادير على وجه الخصوص.
وعبأت مختلف المراكز كافة أطقمها لاستقبال المتبرعين الذين يتوافدون بكثافة للتبرع بالدم، محاولة لتعويض ما فقده الجرحى تحت الأنقاض بالمناطق المنكوبة.
