نقابة الصحافيين تنتقد تسييس لحظة حزن المغاربة وتتهم صحافة فرنسا بتجييش الرأي العام

انتقدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية التغطية الإعلامية لقناة “الجزيرة مباشر” ووسائل إعلام فرنسية التي تستغل فاجعة الزلزال الذي ضرب العديد من المناطق في المغرب لـ”تسييس لحظة حزن يعيشها الشعب المغربي”.

واستهجنت نقابة الصحافة في بيان توصلت “مدار21” بنسخة منه، “بعض الممارسات التي إما أنها تنم عن جهل في المهنية، أو أنها تتعمد ذلك لتحقيق أهداف مجهولة”، موضحة أنه “ليس من المهنية في شيء وضع الميكروفونات أمام أشخاص يطلقون العنان لتصريحات غير مسؤولة، أو ناتجة عن لحظة صدمة قوية بسبب ما لحقهم من أضرار، وهي اللحظات التي لا يمكن أن تصلح لعكس الحقيقة”.

ودعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية “هذه القنوات، وفي مقدمتها قناة “الجزيرة مباشر”، إلى اعتماد المهنية في اختيار الضيوف والأشخاص الذين تفتح لهم المجال وتحقيق التوازن في هذا الاختيار، ونبذ كل ما من شأنه تخويف الناس وترهيبهم وإحداث الفتنة”، منبهة إلى خطورة هذه الممارسات التي “تبث الفتنة والرعب في المجتمع، وتبخس الجهود الكبيرة المبذولة لمواجهة تداعيات الكارثة”.

وسجّل البيان “التغطية غير المهنية لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية التي هاجمت المغرب بحجة عدم قبوله للمساعدات التي يعرضها بلدهم، وتعمدت تسييس القضية وتجييش الرأي العام الفرنسي ضد المغرب”، مبرزة أنه “على الرغم من أن الحكومة المغربية أصدرت بلاغا توضيحيا في هذا الصدد كشفت من خلاله المنهجية التي يعتمدها المغرب في هذا الصدد، وأعلنت ترحيبها بكل مساعدات الدول الصديقة والشقيقة، فقد واصل جزء من الإعلام الفرنسي حملته بنشر عدد من الأخبار والرسوم الكاريكاتورية التي تحاول تصوير الدولة المغربية بطريقة توحي بالعجز والتواطؤ في منع وصول المساعدات”.

وشددت نقابة البقالي على أنها تتابع “بقلق كبير تنامي مجموعة من الممارسات غير المهنية واللا أخلاقية، لقنوات فضائية عربية وفرنسية، التي تستغل الحادث المأساوي لزلزال الحوز لتمرير مغالطات ومحاولات تسييس لحظة حزن يعيشها الشعب المغربي ولترويج الأكاذيب وتهويل كثير من الأخبار غير الصحيحة، مما ينتج عنه بث أجواء الرعب في المناطق المعنية بهذه التصريحات غير المسؤولة.

وأشار البيان إلى أن “الأخبار الكاذبة والإشاعات في مثل هذا الظرف العصيب لا تنتهك حق المواطنين في المعلومة الصحيحة فقط، بل تؤدي كذلك إلى إحداث الذعر والترويع، مما قد يؤدي إلى أشكال من الانفلاتات غير المرغوب فيها، كما قد تؤثر أحيانا سلبيا على عمليات الإنقاذ وإيصال المساعدات للمحتاجين”.

ونبهت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى تفادي “انزلاقات استغلال الحدث، إما بنشر أكاذيب، أو محاولة تسييس المحنة، وتحذر في الآن نفسه من بث أخبار غير متحقق منها، أو نشر نداءات مضللة أو كاذبة، أو تقاسم تصريحات غير صحيحة”.

وأعلنت إحداثها للجنة من أجل رصد هذه الانتهاكات والممارسات اللاأخلاقية للمهنة، وحتى تلك التي يقوم بها البعض على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، مؤكدة أنها ستعمل على فضح هذه الأخبار الكاذبة وتصحيح المعطيات الواردة فيها.

وسجلت نقابة الصحافيين اعتزازها بالتضامن الدولي الواسع وافتخارها بتحمل وسائل الإعلام الوطنية والدولية عناء نقل الأخبار وتغطية الحدث، مشيدة بكل صيغ التضامن، التي من بينها الاهتمام المعبر عنه في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بما يقع في المناطق المنكوبة عبر نشر نداءات الاستغاثة أو نشر أرقام مؤسسات رسمية ومدنية عاملة في الميدان وغيره.