بيئة

حقينة السدود في المغرب تستدعي إعلان حالة الطوارئ والتعامل بجدية لمواجهة إجهاد مائي هيكلي

حقينة السدود في المغرب تستدعي إعلان حالة الطوارئ والتعامل بجدية لمواجهة إجهاد مائي هيكلي

تراجعت حقينة السدود المغربية في غشت الحالي، لتدق ناقوس الخطر حول تفاقم أزمة المياه بالبلاد وتعيد للواجهة مطالب البحث عن حلول مستعجلة وتنفيذ تعليمات الملك، خاصة أن موجات الحرارة المتوالية تشكل ضغطا إضافيا على المخزون المائي.

ووفق المعطيات الحديثة التي أعلنت عنها وزارة التجهيز والماء اليوم الجمعة 18 غشت 2023، فإن نسبة ملء السدود بلغت 27.97 في المئة، في الوقت الذي كانت تقدر بـ26.9 في المئة في نفس الفترة العام الفارط.

وتبين الأرقام الرسمية المعلنة من طرف الوزارة المذكورة حجم التراجع المتنامي لحقينة السدود، حيث أن نسبة ملء سد “تانسيفت” بلغت 48.52 في المئة، في حين جاء سد اللوكوس في المرتبة الثانية بنسبة ملء بلغت 46.19 في المئة.

وبلغت نسبة ملء سبو 43.38 في المئة، في حين قدرت نسبة ملء سد ملوية بـ28.56 في المئة، وسد “زيز كير غرس” 24.03 في المئة.

أما الأحواض التي تتواجد بها نسبة سكانية مرتفعة جدا، مثل حوضي أبي رقراق وأم الربيع اللذين يغذيان جهتي الرباط-سلا-القنيطرة والدار البيضاء-سطات، فإن نسبة الملء شهت تراجعا كبيرا، حيث بلغت بالنسبة للأول 17.98 في المئة، والثاني 8.41 في المئة.

عز الدين اليازغي، خبير في المجال البيئي والمناخي، اعتبر أنه من الطبيعي أن تعرف حقينة السدود تراجعا ملحوظا خلال هذه الفترة من السنة (فصل الصيف) والتي تعرف تزايد استهلاك الماء، سواء للاستحمام أو للاستعمالات الأخرى.

كما عزا اليازغي في تصريح لجريدة “مدار21″ الإلكترونية، تراجع حقينة السدود، بالعوامل المناخية، مبرزا أن تزايد درجات الحرارة يؤثر بشكل مباشر على السدود، وتحديدا لارتفاع نسبة التبخر.

ودعا الخبير في المجال البيئي والمناخي لحماية السدود عبر التشجير و”الحلول المبتكرة” للحفاظ على “ما يتوفر عليه كل سد”، تجنبا لانخفاض حصة كل مغربي من الماء، والتي باتت تعرف تدهورا كبيرا.

كما شدد على أن الأرقام المعلنة لحقينة السدود تستدعي تظافر الجهود لتنفيذ تعليمات الملك والتعامل بجدية في مواجهة “إجهاد مائي هيكلي” تعانيه المملكة.

وسجل أن وزارة نزار بركة يجب أن تعلن حالة طوارئ لتنفيذ المشاريع المائية وخاصة فيما يتعلق بمحطات تحلية الماء، مشيرا إلى أن الملك دعا بشكل مباشر “لأخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News