فن

الكوميديا في المغرب تتأرجح بين “ذكاء” الجمهور في الانتقاء و”الإلمام” بالثقافة الشعبية

الكوميديا في المغرب تتأرجح بين “ذكاء” الجمهور في الانتقاء و”الإلمام” بالثقافة الشعبية

يجمع الكوميديون على أنه من الصعب إضحاك الجمهور المغربي، الذي يعد ذكيا في انتقاء الأعمال التي تعرض عليه وتقييمها، بوضعها باستمرار في ميزان النقد.

وبخلاف الدراما، يحتاج الممثل الكوميدي إلى بذل جهد مضاعف من خلال البحث المعمق والمتابعة المستمرة لما يجري من أحداث في العالم، لإرضاء الجمهور الذي أصبح ينفر من الأعمال الكوميدية ويبتعد عن مشاهدتها لعدم استيفائها مقومات “الضحك”.

ويجد الممثل الكوميدي حريته في الإبداع بشكل أكبر فوق خشبة المسرح من خلال الوصلات الفكاهية التي يعرضها أمام الجمهور مباشرة، والتي تسمح له بالتطرق إلى المواضيع بجرأة.

وتقول الكوميدية رجاء لطفين إنه من الصعب إضحاك الجمهور المغربي، الذي يعد ذكيا في تقييمه للمحتويات الفنية، حيث لا بد أن يكون الكوميدي باحثا ونابشا في عمق المواضيع حتى يحقق الفرجة للمتابعين، الذين بدورهم يقدرون العمل الجيد.

وتضيف لطفين في تصريح لجريدة “مدار21” أن هناك طاقات شابة في صنف الكوميديا، لا سيما مع بروز برامج تساعد على اكتشاف العديد من المواهب.

وأبرزت لطفين أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت فضاء يحقق الفرجة للجمهور المغربي، إذ يمكن أن يكون منشورا واحدا كفيلا بإضحاك فئة عريضة.

بدوره يقول الكوميدي نور الدين، إن إضحاك المغاربة يعد سهلا وصعبا في الوقت نفسه، عادا أن الفكاهي يحاول بذل جهده الكامل في سبيل الخروج بعمل جيد.

ويشير المتحدث ذاته في حديثه للجريدة إلى أن هذا المجال ليس سهلا، إذ يتطلب الكثير من البحث والاطلاع والقراءة والمتابعة، إلى جانب المثابرة والاجتهاد للخروج بنتيجية فنية جيدة.

ويرى الفكاهي محمد عزام أن المسألة لا ترتبط بصعوبة أو سهولة في تحقيق الفعالية الإضحاكية، بينما ترتبط بالاشتغال الجيد على الذات، وأن يكون الكوميدي ملما بالثقافة الشعبية، وباقي الثقافات الأخرى وبالمواضيع الراهنة، إضافة إلى الاحتكاك مع الناس، وأن يحاول خلق النكتة بأسلوبه دون تقليد الآخر أو تكرار نفسه.

ويضيف صاحب شخصية “بهلول” في تصريح خص به جريدة “مدار21” أن المغاربة يتمتعون بقدر عال من الوعي والذوق الفني، ولديهم استعداد للضحك، ما ينبغي هو تقديم العمل المناسب.

وأشار عزام إلى أن عنصر “الضحك” يتحقق بالتفاعل المباشر بين الكوميدي والجمهور على خشبة المسرح، عادا أن كوميديا التلفزيون تكون مختلفة.

وكانت الممثلة منال الصديقي، لفتت إلى أن الكوميديا تعد من الأجناس الصعبة، إذ ليس بالسهل إضحاك المتلقي، خاصة منها كوميديا المواقف والسوداء، لذلك يبقى الأسهل صناعة كوميديا مبتذلة توصف بالحامضة.

وتتبنى الممثلة بديعة الصنهاجي الطرح نفسه، إذ تؤكد في حديث سابق للجريدة أن الفكاهة من أصعب الأجناس الفنية، إذ ليس سهلا إضحاك الجمهور المغربي بهدف ورسالة.

بدوره يعتبر الممثل طه بنعيم الذي شارك في مجموعة من الأعمال الكوميدية، أنه من الصعب إضحاك المغاربة، لأنهم أذكياء جدا، لكن الممثل يحاول أن يعطي كل ما بوسعه ويسخر كل ما يمتلك في سبيل إرضاء الجمهور وتحقيق الفرجة له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News