اقتصاد

موجات الحر تعوّض سوق المكيّفات الهوائية بالمغرب عن خسائر كورونا

موجات الحر تعوّض سوق المكيّفات الهوائية بالمغرب عن خسائر كورونا

تمكنت سوق مكيّفات الهواء بالمغرب، بعدما طالتها تداعيات الجائحة سنة 2020، من الانتعاش مجدّدا خلال فترة الصيف هاته، وذلك بفضل تعاقب موجات الحرارة، التي بلغت مستويات قياسية في بعض مدن المملكة.

وتعرف هذه السوق منافسة شرسة بين العلامات التجارية المختلفة، التي تطوّر منتوجاتها باستمرار وتسعى للتميز من خلال تقديم منتجات تراعي ثنائية الجودة الثمن، وترشيد استهلاك الطاقة، والفعالية، وسهولة الاستعمال، والتوفر على تقنيات متطوّرة، وغيرها من المميزات.

وفي هذا الإطار، أكد محمد أمين، وكيل المبيعات في شركة بيع مكيفات الهواء، أن هذه السوق التي تزدهر خلال موسم الصيف من كل سنة، تأثرت بتداعيات الأزمة الصحية المرتبطة بوباء فيروس كورونا.

وقال إنه “لحسن الحظ، ارتفعت المبيعات خلال شهر يوليوز لتصل إلى أعلى مستوياتها مقارنة بسنة 2020”.

وأشار وكيل المبيعات إلى أن الزبناء هم من الأفراد والمقاولات، مع أفضلية واضحة للفئة الأخيرة، موضحا أن المبيعات تتركز بشكل أساسي في مدن الدار البيضاء وأكادير والرباط وفاس.

بالموازاة مع ذلك، أبرز وكيل المبيعات أن الزبون يراعي، في اقتنائه لمكيّف الهواء، معايير توفير الطاقة والتقليل من الضوضاء والسعر المعقول.

وعلى غرار باقي التجهيزات الإلكترونية، تستفيد مكيّفات الهواء أيضا من التطور التكنولوجي، إذ إن هذه الأجهزة تتوفر على تقنية “العاكس” الحديثة، التي تسمح لها بالتكيّف مع تغير درجات الحرارة.

وبحسب محمد أمين، ثمة مكيفات للهواء مجهزة يمكن التحكم بها عن طريق الهاتف الذكي، أثناء الوجود في أماكن العمل.

وأضاف أن مكيّفات الهواء غالبا ما تتيح استخداما مزدوَجا، حيث إنها توفر إمكانية لتبريد الهواء وأخرى للتدفئة، غير أن الغالبية العظمى من المستخدمين يفضلون استخدام هذه الأجهزة للتبريد.

ويبقى الشيء المؤكد هو أن الإقبال على مكيفات الهواء سيظل في منحى تصاعدي بشكل كبير خلال السنوات القادمة، وهو ما كشف عنه تقرير بعنوان “النجاعة الطاقية لأجهزة التكييف: حالة المغرب العربي، فرص لسوق أكثر كفاءة”.

ويشير هذا التقرير إلى أن الدراسة حول تطوّر سوق أجهزة التكييف في مختلف دول منطقة المغرب العربي تشير إلى أن معدل تجهيز الأسر بمكيفات الهواء قد يبلغ حوالي 50 في المائة في المغرب بحلول عام 2030.

ومكنت هذه الدراسة من اكتشاف أن معدل تجهيز الأسر بأجهزة التكييف في بلد ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالظروف المناخية، ولا سيما درجات وأيام التبريد ودخل الأسرة، مع وجود علاقة تجريبية تم التحقق منها في العديد من البلدان.

وأبرزت هذه الدراسة، التي تم إعدادها بدعم من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وبرنامج المساعدة في إدارة قطاع الطاقة، أن النمو القوي لقاعدة تثبيت مكيفات الهواء في الجزائر والمغرب وتونس يرجع بالأساس إلى التحسن في المستوى المعيشي للأسر والتوجه العام نحو الانخفاض في أسعار أجهزة التكييف، مع الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذا المنتج أصبح متاحا للجميع والأسعار تراجعت بشكل كبير في غضون 20 عاما.

ومع الانحسار التدريجي للأزمة، فإن آفاقا واعدة ترتسم بالنسبة إلى سوق تكييف الهواء، وذلك بفضل العرض المتنوع والطلب المستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News