ثقافة

في تلميح لـ”أديداس” والجزائر.. بنسعيد يتعهد بحماية التراث المغربي من الشركات والدول

في تلميح لـ”أديداس” والجزائر.. بنسعيد يتعهد بحماية التراث المغربي من الشركات والدول

في أعقاب الجدل الذي سبق أن أثارته شركة أديداس العالمية قبل أشهر، بإطلاق قميص لفائدة المنتخب الجزائري، يضم “الزليج” المغربي، عاد محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل مرة أخرى إلى التأكيد بأن وزارته تحمل على حماية التراث المغربي في وجه كل المحاولات التي تهدف إلى النيل منه.

وعلى هامش موسم طانطان الذي عاد بعد سنوات من التوقف بسبب الجائحة، تعهد بنسعيد بحماية التراث المغربي المادي واللامادي من محاولات استعماله من طرف بعض الشركات العالمية وبعض الدول، وذلك في إشارة مضمرة إلى واقعة استخدام الزليج المغربي على القميص الجزائري.

وأورد الوزير أن التراث اللامادي المغربي لديه تاريخ قوي، مضيفا أن الفكرة وراء عرض هذا التراث ليس فقط التعريف به والدفاع عنه بل أيضا هناك اقتصاد خلف هذا التراث، متمثل في مجموعة من المعلمين، وعدد كبير من المواطنين والمواطنات الذين يعيشون من التراث اللامادي والمادي المغربي.

وتزامنا مع عودة موسم طانطان قال الوزير أن مهمة وزارته هي الدفاع عن هذا التراث المادي واللامادي المغربي، مشيرا إلى أنه سعيد بعودة هذا الموسم بعد الإشكاليات الصحية الدولية سابقا، مؤكدا أن هذا الموسم لديه القدرة للتعريف بالمروث اللامادي المغربي، وهي فرصة لنا لتدعيم المواطنات والمواطنين الذين يعيشون من هذا الموروث.

وأورد الوزير أن هم الوزارة هو تدعيم “المعلمين” المغاربة وحماية المآثر التاريخية والتراث المادي واللامادي المغربي والتعريف به على الصعيد العالمي، خاصة أمام محاولات بعض الاستعمالات من الشركات الدولية أو بعض الدول التي تحاول للأسف التمكن من الموروث الثقافي المغربي.

وقال وزير الثقافة المهدي بنسعيد إن دورنا كوزارة هو الدفاع عن هذا التراث قانونيا ووطنيا ودوليا، وهو ما يذكر بالترافع الذي خاضها المغرب بعد استخدام الزليج بقميص المنتخب الجزائري.

وكانت شركة أديداس قد أعلنت أنها أجرت “مناقشات بناءة” مع وزارة الثقافة المغربية بخصوص أقمصة مستوحاة من الزليج، مؤكدة أنها “توصلت لحل إيجابي وتسوية ودية قانونية لمشكلة القميص الأخيرة” بعد مناقشات مع وزير الثقافة المغربي.

وأقرت شركة الملابس والتجهيزات الرياضية الألمانية، في بيان صحفي أن “التصميم مستوحى بالفعل من نمط فسيفساء الزليج ولم يكن يقصد في أي وقت الإساءة إلى أي شخص”. وقدمت الشركة الرائدة اعتذارها للشعب المغربي والصناع التقليديين بالمملكة.

واختتم البيان بالقول: “نحن نعارض أي عمل من شأنه أن يقوض السلامة الثقافية والتاريخ الثقافي للشعوب والأمم في جميع أنحاء العالم”.

وقال مراد العجوطي، المحامي المكلف بالملف من لدن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومباشرة بعد صدور البيان في وقتها، إن هذه القضية بينت بالملموس أهمية حماية التراث التقافي المغربي الذي يشهدد على عظمة حضارة ضاربة في عنق التاريخ”.

وأضاف المتحدث ذاته “كما تبين الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في المنطقة كبلد رائد في الدفاع عن الترات التقافي الإنساني غير المادي في مواجهة محاولات الاستيلاء والاستحواذ الثقافي”.

وكانت وزارة الثقافة والشباب والاتصال المغربية، إنذارا ل “أديداس”، بعد نشرها صورا على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن تصميما للقمصان الرياضية لمنتخب الجزائر، بها أشكال من نقوش “الزليج”.

وجاء التحرك المغربي بعد إعلان “أديداس” عبر مواقع التواصل الاجتماعي توفيرها لقمصان الإحماء الخاصة بالمنتخب الجزائري مزينة بنقوش “الزليج”.

وكلفت وزارة الثقافة والشباب والاتصال المغربية، المحامي مراد العجوطي، بإرسال إنذار للممثل القانوني للشركة، والمطالبة بسحب هذه المجموعة من القمصان الرياضية في غضون 15 يوما من استلام الإنذار، أو تخصيص بيان صحفي يبين أن التصاميم المستعملة في هذه القمصان الرياضية مستوحاة من فن “الزليج” المغربي.

وقال العجوطي في منشور على حسابه في “فيسبوك”: “تم تنبيه الشركة إلى أن الأمر يتعلق بعملية استيلاء ثقافي ومحاولة السطو على أحد أشكال التراث الثقافي المغربي التقليدي واستخدامها في خارج سياقها مما يساهم في فقدان وتشويه هوية وتاريخ هذه العناصر الثقافية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News