جهويات

مقاطعة عين الشق تستجيب لحملة “لا للتنخيل” وبلمقدم لـ”مدار21″: الغرس العشوائي للأشجار ليس حلا

مقاطعة عين الشق تستجيب لحملة “لا للتنخيل” وبلمقدم لـ”مدار21″: الغرس العشوائي للأشجار ليس حلا

بهدف المساهمة في المحافظة على البيئة ورفع معدل المساحات الخضراء، أطلقت مقاطعة عين الشق برنامجا مفتوحا للتشجير وصيانة وتهيئة الحدائق، عن طريق غرس أكبر عدد من الأشجار بالتعاون مع السلطات المحلية والمصالح الخارجية وجمعيات المجتمع المدني والمواطنين.

ويسعى هذا البرنامج، الذي سينطلق ابتداءً من فاتح شتنبر المقبل، إلى غرس أكبر عدد ممكن من الأشجار في إطار حملة “دائمة ومستمرة ومفتوحة”، ستمتد لغاية سنة 2027، تنخرط فيها جميع مكونات مقاطعة عين الشق.

هذه الحملة التي أعلنت عنها المقاطعة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، سيتم مواكبتها والإعلان عن نتائجها وتقدمها نهاية كل ثلاثة أشهر، بالموازاة مع إطلاق عملية تهيئة مجموعة من الحقائق بمقاطعة عين الشق.

واختارت الحملة شجرة “ريتيزا” شجرة “محورية” سيتم غرسها في شوراع عين الشق، “بالنظر لمميزاتها المتعددة؛ حيث أنها شجرة لا يتطلب غرسها تربة معينة كما أنها كثيفة ودائمة الخضرة وتصلح أيضا للزينة”، وإلى جانب هذه الشجرة، “سيتم اختيار نوعين إلى ثلاثة من أشجار أخرى للتنويع”.

وتعليقا على هذه الحملة، قالت سليمة بلمقدم، رئيسة حركة “مغرب البيئة 2050″، إن “مشروع التشجير المفتوح التشاركي التي أعلنت عنه مقاطعة عين الشق جاء بعد وضع الحركة لمراسلتها للمقاطعة عبر ممثلها بعين الشق يوم 29 من ماي الماضي”.

واعتبرت بلمقدم في تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية أن “مقاطعة عين الشق هي أول مقاطعة تجاوبت وتفاعلت مع مطالب الحركة بفعالية”، مؤكدة أن “الحركة لا زالت تنتظر دخول هذا البرنامج حيز التنفيذ”.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن الحملة التي أطلقتها الحركة التي ترأسها لا “تسعى للهتاف فقط”، “بل إن الهدف السامي من ورائها هو إعادة الثقة في المقاربة التشاركية بين المؤسسات والمنتخبين والمجتمع المدني المتخصص الناشط في مجال البيئة”، ومن ثم “العمل على مقترحات عملية وموضوعية قابلة للإنجاز وتخدم الطوارئ البيئية الحالية وتكرس تهيئة ترابية صحيحة ترتكز على التشجير المهيكل والممنهج”.

وقالت بلمقدم إن الحركة طالبت بموعد مع رئيس المقاطعة الأسبوع القادم لمعرفة كيفية الاشتغال على هذا البرنامج في إطار “التشاركية”، معتبرة أن الحديث عن حملة “مفتوحة” تنبني على أن “التشاركية المطلقة” أمر لا يستقيم، بالنظر لصعوبة إشراك المواطنين في حملة التشجير الممنهج للجماعات والمقاطعات الترابية، على اعتبار أن المواطن لا يمكنه غرس سوى حديقة صغيرة أو فضاء أخضر بالأحياء والقرى، ورغم ذلك، فإن هذه الفضاءات يلزمها أيضا تصميم ودراسة فالتشجير العشوائي ليس حلا”.

وأضافت الناشطة البيئية عينها أن الحركة ستناقش مع رئيس المقاطعة العديد من مطالبها، والتي قالت بلمقدم إن أولها “إصدار مذكرة رسمية من المقاطعة لتوقيف التنخيل، والتعهد بتقنين غرسه في الحالات الاستثنائية تحددها المذكرة”.

وتابعت ذات المتحدثة: “ثم الشروع في وضع مخطط منظري للمقاطعة يحدد مكان وموعد غرس هذه الأشجار”، معتبرة أن “غرس الأشجار في الوقت الحالي أمر صعب على اعتبار أننا في فصل الصيف، كما أن إعداد مخطط لغرس الأشجار خلال فصل الخريف أو الربيع القادم لن يكون أمر سهلا”.

واستدركت بلمقدم بالقول إن الحركة ستسعى بمعية مقاطعة عين الشق في إطار التشاركية المعقلنة، لتحديد مكان خصاص الأشجار بالمقاطعة، وإعطاء الانطلاقة لهذا المشروع لإعادة تكريس الثقة بين المواطنين والمقاطعة.

وحددت المهندسة المنظرية المتطلبات الحضرية والإيكولوجية والمنظرية التي توفرها عمليات التشجير “الممنهجة” و”المعقلنة” للمدينة، والتي “تتمثل أولا في الهيكلة الحضرية؛ من خلال تتميم التهيئة الحضرية، مضيفة أن “الشوارع تفقد قيمتها بغياب المكون النباتي بالشكل المدروس والممنهج”.

وإلى جانب ذلك، حددت بلمقدم الخاصية الثانية، في الخدمات الإيكولوجية التي اعتبرتها “لصيقة بالحاجيات والمتطلبات الصحية للمواطن على المستوى النفسي والجسدي، بالخصوص في مدينة الدار البيضاء التي تشهد العديد من المشاكل البيئية”.

وخلصت المتحدثة إلى أن حركة “مغرب البيئة 2050” تسعى للعمل في إطار “تشاركية معقلنة” مع المقاطعات والجماعات الترابية، مؤكدة أن” هدف الحركة ليس هو غرس الأشجارفي إطار حملات تنظمها الحركة، بل تسعى إلى دفع المقاطعات والجماعات الترابية القروية والحضرية للعمل في إطار مخطط منظري لكل جماعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News