ثقافة

كيليطو: الأدب العربي الحديث أجنبي وعداوة القارئ أفضل من صداقته ولا مفر من الأدب

كيليطو: الأدب العربي الحديث أجنبي وعداوة القارئ أفضل من صداقته ولا مفر من الأدب

حتى في لحظات تكريمه بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، وتسليمه تذكارا من طرف مندوبة المعرض لطيفة مفتقر في إطار الاحتفاء بأعماله الكاملة، واصل الأديب والناقد المغربي عبد الفتح كيليطو شغبه الفكري بالتأكيد على أن الأدب العربي الحديث أجنبي وأوروبي أكثر منه عربي مؤكدا تخلينا “عن الأسلاف وتخلوا عنا”.

وأشار عبد الفتاح كيليطو، الاثنين 05 يونيو بقاعة رباط الفتح بمعرض الكتاب، إلى أن الأدب العربي الحديث هو أدب أوروبي، بينما الأدب العربي القديم بات أجنبيا وغريبا، مضيفا “تخلينا عن أسلافنا وتخلوا عنا”.

ويشدد “لا علاقة للأدب العربي الحديث بالأدب القديم لا في الأنواع ولا في اللغة”، مضيفا أنه حتى لغة الأدب العربي الحديث تختلف عن لغة الجاحظ وابن المقفع، مضيفا أن الأدب العربي الحديث أدب أوروبي في أنواعه ومراجعه وكل ما يتعلق به، وأن الأدب العربي القديم هو الذي بات أجنبيا وغريبا وليس الأدب الأوروبي.

ويستدرك كيليطو “ربما بالغت في القول أن اللغة العربية اليوم تختلف عنها قديما، وينبغي التخفيف من هذا القول، لكن هل لغة إحسان عبد القدوس هي لغة الجاحظ، فاللغة تبدلت، وآخر شيء أفكر فيه هو أن أطالب الكتاب المعاصرين بالكتابة على طريقة الأسلاف”.

التخلي عن الأدب

ويشير كيليطو إلى أن “هناك من يكتب كتبا أو مقالات عن التخلي عن الأدب ولكن بكتابته هذه يظل في الأدب وفي دائرته لأن الأدب لا مفر منه”.

ويضيف كيليطو أنه “قد أتخلى عن الأدب وقد يدوم هذا التخلي شهورا أحيانا ولكن أعود إليه، وتحدث بعض الفترات لا أكتب فيها ولا أقرأ ولكن التخلي عن الأدب يبقى مؤقتا ولكن سأظل متمسكا بالرهان”.

وحول تخليه عن اللغة العربية في مسيرة تدريسه الفرنسية طيلة أربعين سنة، يؤكد كيليطو “كنت لا ألزم طلابي بعدم نطق العربية لكن كان الأمر تلقائيا واتفاق ضمن بيننا”.

ويورد الناقد والأديب المغربي “أحيانا نتخلى عن الأدب ونتخلى عن اسمنا ونتقدم باسم آخر”، مضيفا أحيانا ندعي ترك شيء لكن نعود لنقع في شراكه من جديد”، فمن يدعي النسك قد يصير ناسكا وهو ما حدث مع أبي زيد السروجي.

وأوضح أن التخلي عن الأدب العربي القديم بدأ منذ قرنين عندما اكتشف العرب الأدب الأوروبي والمسرح والرواية والقصة، ويبدو المثقفون العرب سعداء عندما يبدو لهم أن الأدب الأوروبي استفاد من الأدب العربي، فهم يفرحون ويسعدون بذلك.

كارثة الأدب العربي

ويؤكد كيليطو أن “كارثة الأدب العربي هي أنه لابد من إشارة أوروبية لنهتم بأديب عربي، فمشكلتنا أننا لا نستغني عن النظر الأوروبي”.

وفي هذا الإطار يستحضر الأديب كيليطو أن رسالة الغفران لم تكن تشهد اهتماما من العرب القدماء، وأن هذا الاهتمام لم يتم إلا في حدود القرن التاسع عشر عندما أشار إليها مثقفون أوروبيون”.

وحول عدم القدرة عن التخلي عن الأدب، يستحضر الأديب والناقد المغربي مثال أبو حيان التوحيدي الذي ادعى أنه  أحرق كتبه “لكني لا أصدقه”، رغم أنه كتب كتابا يذكر فيه أسباب حرقه كتابه، مستحضرا قول كافكا لصديقه أن يحرق كتبه، مضيفا أنه كان عليه أن يفعل ذلك بنفسه إذا كان يريد فعلا.

ويضيف كيليطو أنه “كذلك الشخصين الذين أحرقا مكتبة دونكيخوت لعبوا دور الرقيب، لكن ليس هناك من يقرأ أكثر من الرقيب، والقارئ عدو ومن حسن الحظ أنه ليس الصديق لأن هذا الأخير يغفر لك سيئاتك ولا يجعلك تخترس من زلاتك، وماذا سنصير إذا لم يكن لنا أعداء”.

ويعود كيليطو إلى أن “الكاتب المغاربي لا يستطيع القول بأنه يكتب بفرنسية خالصة”، مضيفا أن “كتابة العربية مطلب قديم لن يتحقق، وحتى شكل الكلمات فيه إزعاج القارئ العربي”.

ويواصل الأديب نفسه “الأدب العربي القديم لا يقرأ بدون شرح، بينما الأدب الحديث لايتطلب شرحا، وإذا شرحته أفسدت معانيه ولم يعد هناك شرح لغوي لما يكتب، وعوضه التأويل أو الترجمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News