بناء الدولة الثقافية.. غاية تؤرق بال أكاديميين بالمعرض الدولي للكتاب

فتحت ندوة ثقافية بعنوان “قضايا راهنة.. الدولة الثقافية من إشكاليات التصور إلى إكراهات البناء”، أبواب النقاش حول الإكراهات والعراقيل التي يواجهها المغرب في بناء مفهوم الدولة الثقافية وفي إثبات فاعليتها في ظل ما ترخيه التوازنات الماكرو اقتصادية من ثقل على اختياراتها.
وضمن المتدخلين في الندوة الملتئمة أمس الاثنين، في رحاب المعرض الدولي للنشر والكتاب، محمد الأشعري، الأديب ووزير ثقافة الأسبق، الذي قال إنه “جرى خلال هذه الندوة التركيز على الدور الأساسي الذي تقوم به الدولة، لتحويل الثقافة إلى رافعة اقتصادية مهمة، وتحويلها في الوقت نفسه إلى وسيلة من وسائل ترسيخ الحريات والديمقراطيات في البلاد”.
وأضاف الأشعري، في تصريح لجريدة “مدار21″، “أظن أن هناك إجماع أن للدولة العديد من الأدوار التي يمكنها القيام بها، وهي أدوار تشريعية وتنظيمية وعمومية، من أجل إسناد الجسم الثقافي المغربي، بالموازاة مع حفاظها على حرية واستقلالية المجال الثقافي”.
بدورها، كشفت الأستاذة، نعيمة صابر، أن “المغرب يواجه إكراهات مرتبطة بالفعل والفاعل، أي بالفاعل السياسي وكذلك بالفعل السياسي”.
وأشارت في تصريحها لجريدة “مدار21” إلى أن “الإكراهات التي تُقدم على أساس أنها مادية، هي بالأساس لامادية”، مردفة أنها “ترتبط بعلاقتنا وبثقافتنا وكذلك بالفعل السياسي وعلاقتنا بالفاعل السياسي ومنظورنا للمشروع السياسي الذي نريده”.
وبخصوص غياب المثقف اليوم عن الحياة السياسية، قالت صابر إنه “يجب إعادة تعريف الحزب، وإعادة تعريف المشروع المجتمعي الذي نريده، ووضع كل فاعل، ضمنهم المثقف، في مكانه المناسب، حتى يتمكن هذا المثقف من تجسيد الدور الذي نريده، انطلاقا من منح كل فاعل دوره، لكون هذه المسألة ترتبط بالتكامل”، مضيفة: “لذلك يجب التفكير في السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ليجد هذا المثقف مكانه أيضا”.
وترى المتحدثة ذاتها أن التعليم، هو الحلقة المفقودة اليوم في المغرب، مردفة: “إذا ركزنا كل جهودنا على التعليم، سنتمكن حينها من إعادة بناء المجتمع من جديد”.
وأعطى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الخميس الماضي بالرباط، انطلاقة فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، إلى غاية 19 ماي الجاري.
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، التي تحل عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) ضيف شرف، بحضور، على الخصوص، وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، وشخصيات من عالم السياسة والدبلوماسية والثقافة والإعلام.
وتعرف الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنطيرة، وجهة الرباط سلا القنيطرة وجماعة الرباط، مشاركة 743 عارضا يمثلون 48 بلدا.
وعلى غرار الدورات السابقة، يتميز البرنامج الثقافي لهذه التظاهرة بتنظيم عدد كبير من الأنشطة بمشاركة كتاب ومفكرين ومبدعين وشعراء مغاربة وأجانب، مكرسا بذلك موقع المغرب باعتباره بلدا للتلاقي والحوار والتبادل الثقافي.
ويشمل هذا البرنامج الغني والمتنوع تنظيم 241 نشاطا تنكب أساسا على تيمات عديدة من ضمنها قراءة التراث وكتابة المستقبل، وإفريقيا المتعددة، وملامح وصور، ومؤنث ومذكر كتابة الجندر، والإعلام والتكنولوجيا.