ثقافة | فن

التونسي محسن مرزوق: لا تناقض بين الشعر والسياسة و”أوجاع العرب” مصدر إلهام للشعراء

التونسي محسن مرزوق: لا تناقض بين الشعر والسياسة و”أوجاع العرب” مصدر إلهام للشعراء

“اكتشفت متأخرا أنه ليس هناك تناقض بين الشعر والسياسة”. هذا ما خلص إليه المؤلف التونسي محسن مرزوق، الذي قرر أخيرا الإفراج عن أعماله الشعرية التي كانت في السر ويخرجها إلى العلن، إذ إن اشتغاله في السياسة لم يترك له المجال لنشرها.

وأفصح مرزوق، في تصريح لجريدة “مدار21” على هامش حفل توقيع ديوانيه “كأنه شعر” و”وطاويط ملونة”، عشية اليوم الأحد، بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أن مجموعته الشعرية، تتحدث عن تجربته السياسية القديمة، وتجاربه في الحياة بشكل عام، مشيرا إلى أن الشعر هو “أرقى درجات المعرفة”.

وأضاف المتحدث ذاته قائلا: “الشعر يتمتع بالحدس، الذي يعد شكلا من أشكال المعرفة، حيث إنه في الظروف الحالية التي تعيشها البشرية مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفقد الإنسان القدرة على التحكم في المنطق، لأن هذا الأخير سيكون بيد الآلات، فالشيء الوحيد الذي أعتقد أنه سيبقى هو كل شيء حدسي وروحي لأن الآلات من حسن حظنا ليس لها حدس أو روح”.

ويرى مرزوق أن الواقع العربي مصدر إبداع للشاعر، وأورد في هذا الصدد: “مع الأسف من حسن حظ المبدعين أن الواقع العربي دراما متواصلة، فلا يحتاج الشاعر استحضار ظروف درامية حتي يأتيه الوحي والإلهام، لأن الواقع المحيط به من حروب والمشاكل الإنسانية والوجع الموجود، يمنح للشاعر كل ما يحتاجه لكتابة قصيدة، بحيث هذه الأخيرة بالأساس في البداية هي لحظة حزن، ولحظة وجع، وأعتقد أن الواقع العربي يمنح للمبدعين الإمكانية لإثراء التجربة الإنسانية بكتابات من الواقع العربي”.

وعن الإقبال القراء على الشعر، أوضح المتحدث نفسه أنه مهما تطورت وسائل التواصل الاجتماعي، يبقى الكتاب “المصدر الأساسي للمعرفة، وليس الأنترنيت”، مضيفا: “فالكتاب فيه أنترنيت، لكن هذا الأخير أو الذكاء الإصطناعي ليس بالضرورة مصدر معرفة حقيقي، والشعر يبقى مصدرا لمن يبحث عن تنمية تطوير التجربة الجمالية، فلا بد من القصيدة والشعر”.

واسترسل بالقول: “قلت الفئة التي تقرأ الشعر، مثلما قلت الفئة التي تُقبل على الفنون، لأنه ثمة عملية تبسيط الوعي على المستوى العالمي، ولكنني أعتقد أن الإنسان يبقى محتاجا لكل ما يؤكد إنسانيته ويجعله مختلفا عن الحيوان، والشعر هو أحد وسائل التمييز بين الإنسان والحيوان، وغدا أحد وسائل التمييز بين الإنسان والآلة، فالآلة لا تقول شعرا والإنسان يقول شعرا”.

وعن أهمية هذا المعرض في لقاء الكاتب مع القراء، عبر مرزوق عن انبهاره بهذه التظاهرة السنوية، وأشاد بتنظيمه بالمواصفات الأوروبية، وفق تعبيره، مردفا: “هناك تركيز كبير على اللقاء بين القارئ والمؤلف، وهي لحظة ليس فقط لبيع الكتب، وإنما هي لحظة معرفية، إذ هناك تأكيد على الجانب المعرفي، وتنظيم مثل هذه التظاهرات لا بد أن يتواصل، ومن يستثمر أموالا كبيرة في المسرح والمعرض يريد أن يبني إنسانا له قدرات ومعارف ومدارك كافية حتى يكون إنسانا مواكبا، لأن المواطنة ليس فقط الأكل والشرب وممارسة الحقل السياسي، لكن هي الحق أيضا في الولوج إلى المعرفة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News