تشخيصه يحتاج 13 عاما.. مطالب لوزارة الصحة بالتعامل بجدية مع خطورة مرض “السيلياك” المزمن

قالت خديجة موسيار، نائبة رئيسة الجمعية المغربية لمرضى السيلياك وحساسية الغلوتين، إن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لم تول بعد أهمية لخطورة داء السيلياك على الرغم من انتشاره بالمغرب، مشيرة إلى إحصائيات بالجنوب كانت قد أظهرت أن المغرب يتصدر نسبة المرضى بهذا الداء في العالم.
وأكدت موسيار، في تصريح لجريدة “مدار21” بمناسبة اليوم العالمي لداء السيلياك، ضرورة تدخل الوزارة المعنية للتحسيس والتوعية بهذا المرض بالنظر لارتفاع عدد المرضى المصابين بداء السيلياك بالمغرب، وغياب إحصائيات تحدد عدد المصابين بهذا المرض في المرض بشكل دقيق.
وأوضحت الاختصاصية في الطب الباطني أن هذا المرض يستلزم نظاما غذائيا مكلفا، غير أن المؤسسات الصحية لا تعترف بمرض السيلياك كمرض مزمن لتمكين المصابين وأسرهم من استرجاع مصاريف العلاج ومصاريف تكلفة هذه الحمية المتّبعة.
وبهذا الصدد، استشهدت موسيار بالنموذج الفرنسي، حيث توفر الحكومة الفرنسية مبلغا شهريا لأسر المرضى المصابين بهذا الداء لتغطية تكاليف العلاج.
وبمناسبة اليوم العالمي لهذا الداء، الذي يصادف 16 ماي من كل سنة، دعت الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين، إلى إعطاء الأولوية ل”تحسين تشخيص هذا المرض الذي لا يزال غير معروف إلى حد كاف بالمغرب”، رغم أنه يصيب حوالي 1 في المئة من السكان.
وأكدت الجمعية، في بلاغ لها بهذه المناسبة، أن هذا اليوم العالمي يمثل “فرصة لتقييم وضع مرض يحتاج أن يكون معروفا بشكل أفضل في المغرب، وقبل كل شيء إلى تحسين التشخيص”.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذا المرض يصيب النساء خصوصا، وينتج عن عدم تحمل مادة الغلوتين (البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودار)، مشيرة إلى أن هذا المرض “يعد من بين أمراض المناعة والذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة فيسبب ضررا لبطانة الأمعاء، مما يؤدي إلى تلف واضطرابات امتصاص الحديد والكالسيوم والفيتامينات والعديد من المضاعفات الأخرى”.
وعن أعراض هذا المرض، قالت الجمعية إن “تشخيص هذا المرض صعب نتيجة مظاهره المتعددة وتحول المرض في غضون بضع عقود من مشكل يخص الرضع والأطفال الصغار، والذي تقتصر علاماته على الجهاز الهضمي مع إسهال وتقيؤ وحالة عصبية ومشاكل في النمو، إلى مرض يعني بالأخص المراهقين والبالغين، وحتى الأشخاص ما فوق 65 عام مع علامات متنوعة جدا، فآلام المفاصل وهشاشة العظام وفقر الدم والإجهاض المتكرر وتقرحات الفم والتهاب الجلد والصداع النصفي والتعب المزمن والقلق والاكتئاب تشكل الطيف السريري الواسع للمرض”.
وأضافت الجمعية أن “اكتشاف مرض السيلياك عند البالغين يكون في مرحلة المضاعفات، ويستغرق تشخيص المرض في المتوسط أكثر من 13 عام، ومقابل كل حالة يتم اكتشافها، تظل 9 حالات بدون تشخيص”، منبهة إلى أن هذا المرض يمكن أن يبقى صامتا لسنوات مع استمراره في عملية التدمير. وأوضحت الجمعية أن إثبات المرض يكون من خلال “رصد المستوى المرتفع لمضاد الجلوتاميناز المسؤول عن مهاجمة الجسم ومن خلال أخذ خزعة من جدار الأمعاء واكتشاف ضمور طيات جدار الأمعاء”.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن مرض السيلياك من الممكن أن ينتقل وراثيا، “حيث يتأثر الأقارب في 10 في المائة من الحالات. فوجود قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم أو أحد الأخوة مصاب بالداء يرجح بنسبة 10 في المائة أن يكون هناك شخص آخر مصاب في العائلة”.
وفيما يخص العلاج، أكدت الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين أن “العلاج الوحيد المتاح هو التخلص مدى الحياة من الغلوتين، عبر اعتماد نظام غذائي صارم خال من الغلوتين”، معتبرة أن تطبيق هذا النظام الغذائي “لا يزال يمثل مشكلة بسبب عدم وجود علامات إلزامية على تواجد الغلوتين في المنتجات التجارية. كما يمكن أن يكون هذا الأخير موجودا بشكل غير متوقع في الأدوية، وأحمر الشفاه، ومعجون الأسنان، والحلوى، والأطباق المطبوخة”.