ثقافة

“سجال زائف” و”أجندات سياسية” تحرك حملات جزائرية شرسة للسطو على القفطان المغربي

“سجال زائف” و”أجندات سياسية” تحرك حملات جزائرية شرسة للسطو على القفطان المغربي

تصر الجزائر على إعادة الجدل في محاولة لـ”السطو” على القفطان المغربي، الأمر الذي اعتبرته مصممات مغربيات حملات مدفوعة بأجندات سياسية، في وقت وصفه الباحث في التراث المغربي حسن نجمي “نقاشا زائفا حول منتوج مغربي خالص”.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بلغط جزائري حول القفطان المغربي، تحول إلى حملة شرسة ضد فنانات ومصصمات أزياء مغربيات تعرضن للهجوم على صفحاتهن الرسمية بالسوشل ميديا من قبل “الذباب الإلكتروني الجزائري”.

وبهذا الصدد، قالت مصممة الأزياء المغربية مريم بلخياط إن الجزائريين تجيشوا لشن حملة كبيرة ضدا القفطان المغربي، إذ بدورها تعرضت لحملة شرسة على موقع “إنستغرام” بعد طرحها مجموعة تصاميمها الجديدة.

وأكدت نجلة رائد الأغنية المغربية عبد الهادي بلخياط في تصريح لجريدة “مدار21″ أنها تفاجأت بكم التعليقات السلبية التي تحمل عبارات الشتم والسب والقذف، مشددة على أنها حملة ممنهجة غايتها الإساءة إلى المغرب، والهدف منها إلحاق الضرر وليس بغرض تراثي كما يدعون.

وأوضحت بلخياط أنها تلقت مئات التعليقات على مجموعة تصاميمها التي طرحتها عبر حسابها الرسمي بـ”إنستغرام” يوم أمس الإثنين، عادة أن القضية سياسية، خاصة وأن الجزائريين يعلمون أن القفطان مغربيا ويقتنونه من مملكتنا منذ القدم.

واستغربت بلخياط هجوم الجزائريين على الفنانات والمصممات المغربيات، مردفة: “نحن لا نقتحم عقرهم، ولا نهتم أو نطلع على تصاميمهم أو ما ترتديه فنانتهم، أو نشن عليهم هجوما من هذا القبيل، فنحن نهتم فقط بتراثنا وثقافتنا، ونسعى إلى الحفاظ عليهما وتطويرهما عبر التاريخ”.

وتشير بلخياط إلى أن “القفطان المغربي أصبح مطلوبا عالميا وليس في المغرب فقط، لاسيما خلال هذه الفترة، التي يشهد فيها إقبالا كبيرا، ويبدو أن هذا الأمر يزعج الجيران”.

وتقول بلخياط إنها تدافع عن القفطان المغربي بإبرازه في العالم، ومن خلال الترويج له في عروض أزياء، ما يجعل النجمات العالميات يخترنه في إطلالتهن.

بدورها مصممة الأزياء وفاء بناني، تقول في تصريح لجريدة “مدار21”  إن الحملات التي تُشن ضد المغرب تحمل طابعا سياسيا وراءه قادة الجزائر الذين يهدفون إلى المس بالمغرب وافتعال المشاكل لخدمة أجنداتهم، مبرزة أن للمغرب والجزائر ثقافة مشتركة.

وتضيف بناني: “قادة الجزائر يسعون إلى خلق أزمات بين الشعبين بعدما افتعلوا مشاكل مع الساسة المغاربة، لاسيما وأنهم يختارون نهج أسلوب التصعيد في وجه المغرب الذي اختار الهدنة ومد اليد لطي الخلافات بحكمة واتزان”.

أما عن عراقة القفطان المغربي، توضح مصممة الأزياء المغربية وفاء بناني أنه ظهر مع بداية تاريخ المملكة المغربية، مردفة: “شخصيا عاينت في معارض قفاطين من القرن السابع عشر”.

وتحرص بناني في تصاميميها على وضع اللمسة مغربية سواء في القفطان المغربي أو فساتين أخرى، للحفاظ على تراث المغرب العريق، مشيرة إلى أن هناك العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى الجسم الدبلوماسي في المغرب يخترن الزي المغربي لارتدائه في المناسبات، بحكم أنها توجد في مدينة الرباط، إضافة إلى إقبال النجمات العربيات عليه.

ولفتت المتحدثة ذاتها إلى أن النجمات المغربيات ساهمن بشكل كبير في التسويق للقفطان المغربي في الخارج، وإبراز تفاصيله من “العقاد” و”العيون” و”السفيفة”، اللواتي “يُظهِرن في كل مناسبة رسمية مهمة اعتزازهن بتراثنا”.

وتضيف بناني أن القفطان المغربي تطور بشكل كبير لكنه حافظ على عراقته وأصله وعمقه في التاريخ، رغم انفتاحه على كل ماهو جديد ومساير للعصر، فالقفطان المغربي والجلابة أصبحا اختيارا في كل المناسبات.

من جانبه، قال الباحث في التراث المغربي حسن نجمي في تصريح لجريدة “مدار21” إن العالم العربي كله خضع للاحتلال العثماني التركي، باستثناء المملكة المغربية إلى جانب عدد من الأقطار الأوربية مثل دول البلقان التي خضعت أيضا للاحتلال العثماني التركي، متسائلا: “كيف يُعقل أن تكون الجزائر استثناء في هذا العالم الخاضع للدولة العثمانية وحدها من تمتلك القفطان؟ ولماذا لم يظهر في بلغاريا وسوريا ودول البلقان، ولبنان، ومصر ودول الخليج، وبقي حكرا على الجزائر؟ هذا يدل قطعا على أن القفطان إنتاج للعبقرية المغربية، وأن الجزائريين أخذوه بحكم الجوار والارتباط التاريخي بيننا”.

وأكد نجمي أنه لو كان للجزائر علاقة بالقفطان، كان لا بد أن يظهر في باقي الدول التي احتلتها الإمبراطورية العثمانية، مستغربا دفاع بعض الجزائريين عنه بالقول إنه “تركي وأخذوه عن تركيا التي احتلتهم”.

وفي رأي الباحث أن مواقع التواصل الاجتماعي تُنتج سجالات بين المغاربة والجزائريين حول مواضيع زائفة من شأنها أن تفسد الرؤية، لأن القفطان من إنتاج مغربي مرتبط بتاريخ اللباس المغربي والهوية الثقافية والتاريخية للمغاربة.

وأضاف نجمي: “هذه النقاشات لا تكون مثمرة ولا تقودنا إلى نتائج إيجابية خصوصا حينما تكون هناك أدلة تاريخية واجتماعية تثبت أنه عائد لنا، ولا تحتاج أن ندافع عن ممتلكاتنا، سواء على مستوى الطبخ أو اللباس أو المرافق، فهي أمور واضحة”.

واسترسل قائلا: “إن كنا سنتناقش مع أشقائنا في الجزائر يجب أن نتناقش على قضايا جدية، تتعلق بمستقبل المغرب الكبير وكيف نصون السلام في المنطقة المغاربية وكيف نبني أفقا إقتصاديا مشتركا، وكيف نبني المستقبل المشترك، بدل من أن ننفذ استراتجيات أجنبية خارجية لا تريد الخير لا للجزائر ولا للمغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News