اقتصاد

مرض نادر يهدد برفع أسعار الطماطم لأثمنة خيالية وفلاحون: الله غالب كل الأدوية لم تنفع

مرض نادر يهدد برفع أسعار الطماطم لأثمنة خيالية وفلاحون: الله غالب كل الأدوية لم تنفع

يعيش فلاحو جماعة “أولاد غانم” بإقليم الجديدة، معاناة ما تنفك إلا أن تستمر وتتفاقم، وذلك مع انتشار مرض “الميليديو” الذي بات يهدد بإفساد كامل محصولهم الزراعي من الطماطم.

ويعرف “الميلديو” أو “البياض الزغبي” بأنه مرض فطري ينتشر بسرعة كبيرة بين النباتات والمحاصيل الزراعية، وقد يهدد بإتلافها بالكامل ما لم يتم علاجه منذ البداية.

وقال عبد الرحيم، أحد فلاحي المنطقة في تصريح لجريدة “مدار 21″، إن “ساكنة المنطقة عانت كثيرا من هذا المرض الذي أصاب محصول الطماطم، لاسيما الفلاحين الذين اضطروا لبيع ماشيتهم بسبب تراكم الديون والخسائر”، مضيفا “لم يسبق لنا أن واجهنا مثل هذا المرض الذي ما يلبث إلا أن ينتشر دون توقف في كافة المحاصيل الزراعية”.

وعن تاريخ بدء انتشار المرض في منطقة “أولاد غانم”، أوضح عبد الرحيم: “لقد بدءنا نلاحظ انتشار هذا المرض، الذي ما زال مستمرا، قبل حوالي ثلاثة أشهر، أي منذ فبراير الماضي”، مردفا بأنه “على الرغم من كل المجهودات لمحاربة المرض من طرف الفلاحين، فإن بعضا منهم فقط من نجحوا في جبر الضرر والخروج بخسائر أقل، بينما هناك من ضاع محصوله بالكامل”، واصفا حالة الفلاحين بأنها “صعبة للغاية”.

وقال المتحدث نفسه إنه “من شدة انتشار المرض، صار الفلاحون مضطرين لمداواة محاصيلهم مرة كل يوم أو يومين”.

وطالب أسامة، وهو بائع مواد فلاحية بالمنطقة، الحكومة بـ “التدخل ومساعدة فلاحي المنطقة”، مشيرا إلى أن قرار “عدم السماح باستعمال مبيد المانكوزيب الذي يستخدم في مكافحة الفطريات، قد أثر بشكل سلبي على نشاط الفلاحين”.

وأشار المتحدث نفسه إلى أنه يدين لأحد الفلاحين بحوالي “60 مليون سنتيم” وبأن وضعية محصول طماطم الفلاح الذي “تعرض لشبه تلف تام” لا تسمح له برد الدين له، مناشدا الحكومة “التدخل من أجل تقديم دعم مادي أو حلول للفلاحين الذين تضرروا بشدة من التلف الذي لحق محاصيل الطماطم”.

وأضاف أسامة أن “غلاء الطماطم في الأسواق يعود إلى الخسائر المهولة التي يتكبدها الفلاحون والتي تضطرهم لبيعها بأغلى الأثمنة”، مردفا أن “الفلاحين سيصابون بالجنون مما يحصل لهم”.

وفي السياق ذاته، صرح مهدي، وهو أيضا فلاح بالمنطقة، أنه “منذ حوالي 20 أو 30 سنة لم نشهد انتشار مثل هذا المرض، إنه مختلف عن الأمراض التي شهدناها مسبقا، لقد اعتدنا على التعامل مع مرض الميلديو باستعمال بعض الطرق والأدوية، وهذا المرض الذي أصاب محصولنا بالمنطقة يشبهه، ولكننا لم نستطع التعامل معه والحد منه”.

وتابع المتحدث أن “فلاحي المنطقة حائرون بشأنه ولم يتمكنوا من معالجته على الرغم من كل المجهودات التي تم القيام بها”.

ووجه المتحدث ذاته رسالة للمواطنين الذين يشتكون من غلاء الأسعار قائلا “الغالب الله” وبأن الطماطم أصبحت مادة “نادرة” بالمنطقة، وعبر عن “عدم استغرابه في حال وصول ثمن الطماطم 25 درهم” مشيرا إلى أن “الضيعة التي كانت تنتج 200 أو 300 طن من الطماطم لن تنتج إلا 20 طنا وربما أقل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News